"بيع أراضي سيناء للإسرائيليين".. كيف أدركته مصر قبل ضياع فلسطين بـ 50 سنة ؟
الأربعاء 25/أبريل/2018 - 03:09 م
وسيم عفيفي
طباعة
منذ أن بدأ رجل الأعمال اليهودي موشي مونتفيوري، أولى خطواته في تحقيق فكرة حلم الوطن الدائم لليهود سنة 1840م، كان هناك رموز إسرائيلية تسعى جاهدة لتحقيق هذا المراد، وكان لهم هدف واحد وهو "دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات".
بن جوريون يعلن قيام إسرائيل
تأسست إسرائيل رسميًا سنة 1948م بعد هزيمة العرب في النكبة، وأعلن دافيد بن جوريون تأسيس الكيان المزعوم، وفي ذلك حقق ما كان يسعى له هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية في العالم المعاصر، وهي نبوءة الظفر بأرض الميعاد التي ورد ذكرها في سفر التكوين.
حين قامت الحركة الصهيونية، لم يكن هدفها في المقام الأول الظفر بأرض فلسطين بقدر الاستيلاء أولًا على أراضي سيناء بالكامل، وشهد يوم 29 أغسطس 1897م انعقاد أول مؤتمر للصهيونية.
انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول برئاسة هرتزل
رفض هرتزل أن تكون فلسطين هي الوطن المختار للكيان الصهيوني، نظرًا للكشافة السكانية العالية بها، لكن على الرغم من ذلك كانت هي مجرد دولة وسط قائمة لـ3 دول مقترحة لإقامة وطن اليهود، إما في الأرجنتين أو أنجولا وبينهما فلسطين.
كما رفض أغنياء اليهود تمويل ذلك المشروع، وجذب من بقاع الأرض في دولة واحدة، فتمكن هرتزل من ربط الإمبريالية بالعقيدة فجعل الوطن هو وعد الرب في أرض الميعاد، ونظرًا لأن المسألة ارتبطت بالعقيدة فكان لا بد أن تكون مصر على رأس الأولويات، ولا توجد بقعة مهمة في مصر لليهود سوى سيناء.
رسمة إسرائيلية عن هرتزل
تذكر موسوعة الصهيونية للمسيري، أنه بعد انعقاد المؤتمر الصهيوني بمدينة بازل في 23 أغسطس عام 1897 الذي نص على إنشاء وطن قومي لليهود، تطوع يهود مصر في دعم هذه الدعوة وتحملها ماركيو روخ الذي جاء إلى مصر عام 1896م، وأسس منظمة صهيونية عرفت باسم جمعية “ماركو خيا” الصهيونية، وبدأت تتواصل مع هرتزل.
عقب انعقاد مؤتمر بازل، اتجهت أطماع هرتزل صوب سيناء وسعى بالفعل لإقامة وطن قومي لليهود فيها، حيث كان يرى أنها الأفضل وكان يطلق عليها فلسطين المصرية، ولو تمكنت شركة يهودية من أن تضع أقدامها فى سيناء والعريش فإنه سيبدأ بإنشاء مشروع الوطن القومي، وكان يخطط للانقضاض منها على فلسطين.
هرتزل في قناة السويس
تقارير الداخلية المصرية خلال الحكم الخديوي، تشير إلى الاكتشاف المبكر من جانب الحكومة المصرية للمؤامرة الصهيونية على سيناء، وذلك عندما تقدم وكيل البنك الصهيوني لمحافظة سيناء لتمكينه من الأراضي، ورفضت وضعه صفة الملكية ووضع اليد، كما تم تجريم تمليك الأراضي في مناطق الحدود وعدم جواز انتقال حق الانتفاع إلا بموافقة وزارة الدفاع الوطني والمالية، وبرغم أن حلمهم لم يتحقق حينها، لكنه تحقق بعد هذه الزيارة بـ 69 سنة في 6 أيام سنة 1967 م، لكنه سرعان ما تبدد في 6 ساعات سنة 1973م وتحررت سيناء في 25 إبريل سنة 1982 م.