"إعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عام 2017 عاما للمرأة"، كانت البداية الحقيقية لخروج ملف المرأة إلى النور، بعد سنوات من التهميش والاضطهاد.
فبأمر رئاسي، كلفت الحكومة المصرية، أن تكون الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030، هي خطة العمل للأعوام المقبلة.
بأمر رئاسي، امرأة تصبح مستشارة للأمن القومي للرئيس، ونجد أول سيدة في منصب محافظ، و6 وزيرات في الحكومة، وغيرها.
بأمر رئاسي، قدمت الكثير من المكتسبات للمرأة المصرية، وكانت أبرزها منح وثيقة آمان لـ 50 ألف سيدة معيلة، وفقيرة بجميع محافظات مصر.
وبأمر رئاسي، فرض ملف المرأة، سيطرته على معظم الأحداث والمؤتمرات الهامة، وتخصيص جلسات خاصة للمرأة في تلك الفعاليات.
وفي المقابل، تصدر ملف المرأة الصفحات الأولى من الصحف القومية والخاصة، وبعض رؤساء التحرير، خصصت مقالاتهم في الحديث عن المرأة، بعد أن كان هؤلاء يحاربون هذا الملف، ويسخرون منه، وكانت تعاني صحفيات المرأة في تلك المؤسسات من حصر الملف في "الموضة والمكياج".
حقا خرج ملف المرأة إلى النور، وعلى كل نساء مصر أن تشكر هذا الرجل العظيم، الذي جعلنا نتنفس، وأعاد للمرأة المصرية كرامتها، الأولي، فكانت ملكة وحكمت جيوش، فهو يعي جيدا قدرات وقوة تلك المرأة، وأهميتها في الاستقرار والأمن القومي.
ولكن عندما نتوقف قليلا، نجد بالفعل برغم كل هذه المكتسبات، إلا أن هناك الكثير من الأمور التي ترجع بنا إلى الوراء، فمازلت الثقافة المجتمعية المغلوطة، تهيمن على فكر الكثيرون، فهي أكبر عدو للمرأة، تحاربه منذ آلاف السنين، فعلى سبيل المثال، برغم إصدار قوانين المواريث، إلا إن هناك صعوبة في تنفيذه بسبب الثقافات والموروثات، وبرغم تجريم ختان الإناث إلا إنه مازال يشوه أجساد الفتيات في الخفاء، وزواج القاصرات حدث ولا حرج، فأى قوانين وأي حكومة وأى قيادة تستطيع أن تواجه كل هذا بمفردها، دون أن يتغير فكر هؤلاء.
ونجد من ناحية أخرى، صراعات حادة وساخنة، عند الحديث عن قانون الأحوال الشخصية، القانون الأكثر إلحاحا للأسر المصرية، حيث يشتد الخلاف بين الأباء والأمهات عن الاستضافة والنفقة وغيرها، ومجلس النواب يقف في المنتصف، ويحمله الجميع اللوم، بعدم سرعة إقرار هذا القانون، فهل يوافق على الاستضافة وينصف الأباء، أم يرفض الاستضافة ويستجيب للأمهات المقهورة، التي تصرخ، من معانتها، والتى تصل إلى حد خطف أطفالها للهروب من النفقة وغيرها.
ما هذا المأزق، الذي تعجز القوانين والدساتير عن حله؟، فالحل يكمن في "الرحمة"، إذا تفهم هؤلاء معنى الرحمة، وتغيرت ثقافتهم، سنجد حلا لتلك المأزق بعيدا عن القوانين، وقد لانحتاج لها، عندما نتعلم أن نرحم أنفسنا ونرحم غيرنا، عندما يتعلم الرجل، إن إبنه الذي يحارب ليخطفه من أمه، حتى يشعر بأنه المنتصر، لايستطيع أن يعيش بدونها، وقد يخلق جيل مشوه، كارها للحياة، فقبل أن تأخذه قدم له النفقة التى أحلها الله له ولأمه، تعلم الرحمة، فأرحم أولادك.
وعلى الأم أن تتعلم أن ترحم الأب، ليري أولاده، فإنفصلكما هو نتيجة أخطاءكما، حاولو أن تعالجوا أنفسكم، بعد الانفصال، وترحموا، فالرحمة هي العلاج الوحيد لهذا المأزق.
يارجال مصر.. أرحموا النساء.