لا يزال العالم يشتعل غضبا بسبب الأحداث التي شهدها قطاع غزة أمس، تمثلت في مجازر قوات الإسرائيلي، ضد أبناء قطاع غزة من الأبرياء، ونحن اليوم سنقوم ببانوراما عالمية، نحاول أن نتصفح أهم صحف العالم في واشنطن، وبريطانيا، وبالتأكيد إسرائيل، لنعرف تحليل مختلف الرؤى الدولية، وما يمكن أن تحمله من تحليلات.

الإحتلال يستهدف الرضع من أبناء فلسطين
تمكن استشهاد الرضيعة ليلى أنور غندور، من لفت أنظار مختلف الصحف العالمية، خاصة "جارديان" و"نيويورك تايمز"، حتى الصحف العبرية، وربما يكون الأمر تم تناوله، في الصحف العالمية، على هيئة تغطية إخبارية، إلا أنه تناول في وكالات فلسطين للأخبار، بإلقاء اللوم والإتهامات على قوات الإحتلال الإسرائيلي.

وفقا لما ورد، استشهدت فجر اليوم الثلاثاء، الطفلة الرضيعة ليلى أنور الغندور 8 شهور بعد استنشاقها للغاز شرق مدينة غزة.

وباستشهاد الطفلة ليلى، ترتفع حصيلة الشهداء برصاص الاحتلال الإسرائيلي، على الشريط الحدودي شرق قطاع غزة، إلى 59 شهيدا بينهم 7 أطفال، إضافة لإصابة نحو 2800 آخرين، خلال مشاركتهم في الذكرى الـ70 لنكبة شعبنا الفلسطيني، وتنديدا ورفضا لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

ايقاف الاستيطان الإسرائيلي
أفادت "اندبندنت" البريطانية، أن قرابة ثلثا أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قد أعربوا يوم أمس الإثنين، عن "قلقهم الشديد" من عدم تطبيق قرار صدر في عام 2016 ، وهو المطالبة بوقف البناء الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.

وتزامنت رسالة من عشرة أعضاء بالمجلس الذي يضم 15 عضوا إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مع سقوط أكبر عدد من الشهداء الفلسطينيين في يوم واحد منذ عام 2014، حيث سقط يوم أمس، الإثنين، 59 شهيدا، وأصيب أكثر من 2700 آخرين، بالتزامن مع افتتاح السفارة الأمريكية في القدس المحتلة.

وقالت كل من بوليفيا والصين وساحل العاج وغينيا الاستوائية وفرنسا وقازاخستان والكويت وهولندا وبيرو والسويد في الرسالة: "يجب أن يقف مجلس الأمن وراء قراراته، ويضمن أن تكون ذات مغزى، وإلا فإننا نجازف بتقويض مصداقية النظام الدولي".

وكان مجلس الأمن قد تبنى قبل شهر من تولي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، السلطة في يناير 2017 قرارا يطالب بإنهاء البناء الاستيطاني الإسرائيلي، وقد حصل على موافقة 14 صوتا مع امتناع إدارة الرئيس السابق باراك أوباما عن التصويت، وكان ترامب قد ندد بالقرار، ودعا الولايات المتحدة إلى استخدام حق النقض "الفيتو" ضده.

وقال الموقعون على الرسالة إنهم يكتبونها للتعبير عن قلقنا الشديد إزاء عدم تنفيذ القرار، ودعا الأعضاء العشرة غوتيريش أيضا إلى بدء تقديم تقاريره الفصلية بشأن تطبيق القرار كتابة، وليس شفهيا.

الكويت تطالب بالمحاسبة
وفي نفس السياق، ألقت "واشنطن بوست" بالضوء على الطلب الذي وجهته، الكويت لمجلس الأمن، وهو عقد جلسة طارئة لبحث الوضع في الأراضي الفلسطينية، ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قوله "أنا قلق بشكل خاص بشأن الأخبار القادمة من غزة وتفيد بوقوع عدد كبير من القتلى".

من جانبه، غرد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، زيد بن رعد الحسين على تويتر قائلا: "عمليات القتل الصادمة للعشرات وإصابة المئات جراء استخدام الذخيرة الحية من قبل إسرائيل في غزة؛ يجب أن تتوقف الآن".

يشار إلى الولايات المتحدة، منعت مجلس الأمن الدولي مساء أمس الإثنين، من إجراء التحقيقات اللازمة في المجزرة الإسرائيلية في قطاع غزة.

وذكرت مصادر دبلوماسية أن واشنطن منعت تبني بيان لمجلس الأمن يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل في الأحداث الدموية بغزة، إذ كان مشروع البيان يُندّد أيضا بإطلاق النار الذي تسبب في استشهاد 59 مدنيًا فلسطينيًا.

ترامب يحذر موظفيه
ونقلت "تليجراف" و"تيوز ويك" لفتة عن التحذيرات، التي وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم لموظفيه في البيت الأبيض، حيث وجه أمس يوم الاثنين، تحذيرا صارم اللهجة الى المسؤولين من ضمن فريقه عن التسريبات إلى الإعلام.

وكتب ترامب في تغريدته على صفحته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي: "التسريبات المزعومة من البيت الابيض هي مجرد تضخيم مبالغ به من قبل الاعلام الكاذب لجعلنا نبدو في أسوأ صورة ممكنة"، قبل ان يقر بأن التسريبات تحصل بالفعل.

ومضى الرئيس الأمريكي يقول: "ومع ذلك، المسؤولون عن التسريبات خونة وجبناء وسنعرف من هم".

ويبدو ان غضب ترامب مرتبط بالجدل الشديد الذي اثارته تصريحات لكيلي سادلر، عضو فريق الاعلام في البيت الابيض، حول السناتور الجمهوري جون ماكين المصاب بسرطان في المخ.

وكانت تقارير نقلت ان سادلر قالت خلال اجتماع داخلي ان معارضة ماكين لتثبيت مرشحة ترامب لرئاسة وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية "سي آي ايه" ليست "بالامر المهم لأنه "سيموت بأي حال"، على حد قولها ورؤيتها.

ووسط تصاعد الغضب في صفوف الحزبين، رفض البيت الابيض تقديم اعتذار أو الاعتراف بأن التعليق الذي نسبته وسائل إعلام أمريكية إلى سادلر صدر في الأساس، واكتفى البيت الابيض بالقول انه تم التعامل مع المسألة داخليا.