وسط ما تعيشه فلسطين خلال هذه الفترة، ووسط سيل الدماء الذي يغرق فيه أبناء قطاع غزة، كان لابد لمصر أن يكون لها موقف، وهو أمر طبيعي من البلد، التي تعد هي قلب الوطن العربي، وهو ما بات واضحا، من خلال اللقاءات التي أجراها ممثلي المخابرات المصرية، مع قيادي حركة حماس، لمناقشة أهم التطورات، والأحداث المرتقبة في غزة، التي تأتي بالتزامن مع مسيرات العودة، والذكرى الـ70 من نكبة فلسطين.

مصر تبذل جهودا..
أكدت صحيفة "هآرتس" العبرية عن أن مسؤولي المخابرات المصرية الذين اجتمعوا مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في القاهرة، أمس الأول، قد بذلوا جهودا، من أجل إنقاذ أبناء غزة ومنع سيلدماء الأبرياء، حيث طالبوا بمنع التصعيد، أو اختراق الحشود للسياج الحدودي، مع الإشارة إلى أن كل من "خليل الحية، وروحي مشتهي"، وهما من أبرز القيادات في حماس، قد نسقوا مع إسرائيل، لإتمام هذا الأمر.

تفاهمات حول المسيرة..
وقال مصدر مقرب من قيادة حماس لصحيفة "هآرتس" إنه "ليس من المستبعد أن يكون اللقاء، الذي جمع بين المخابرات المصرية وحركة حماس، قد أسفر عن تفاهمات حول شكل المسيرات ومدى السيطرة، مع التأكيد على أن حماس معنية بأن تواصل مصر الوساطة مع إسرائيل ومع رئيس السلطة محمود عباس، وتزعم الصحيفة أن حماس حولت مساء أمس الاثنين، رسائل غير مباشرة إلى إسرائيل، تقول فيها إنها تنوي تفكيك الخيام التي أقامتها على طول الحدود وتغيير طابع المظاهرات اليوم.

صعوبة مصداقية الرسائل..
ترى الصحيفة العبرية إن إسرائيل تجد صعوبة في تقييم مدى مصداقية الرسائل وما إذا كانت حماس تنوي كبح المظاهرات، مشيرة إلى أن إسرائيل قامت، بتحويل رسائل إلى حماس مفادها أنها قد تهاجم في أعماق غزة وتستهدف قادة التنظيم إذا تواصلت المظاهرات.

هآرتس تكشف موقف افيغدور..
ووفقا للصحيفة فقد وافق وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، على مبدأ التشاور مع منسق أعمال الحكومة في المناطق، وبتوصية من الجيش، على إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام البضائع اعتبارا من، ويأتي هذا القرار بعد تداعيات المواجهات القاسية على طول السياج، أمس، والتي أسفرت عن قتل عشرات الفلسطينيين، وفي ضوء الانتقاد الشديد من المجتمع الدولي، بسبب النقص الكبير في المنتجات الأساسية والمعدات الطبية في القطاع.

توقعات عبرية..
وبحسب توقعات الصحيفة ذات التوجه العبري، فإن الجيش الإسرائيلي، يستعد لاحتمال أن تحاول كلا من حماس والجهاد الإسلامي للرد على قتل 60 فلسطينيا في المظاهرات على الحدود، مع الإشارة إلى أن الرد قد يكون الرد عبارة عن إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية أو إطلاق قذائف الهاون على البلدات القريبة من قطاع غزة.