تحاول إسرائيل مرارا وتكرارا افتعال الأزمات واختلاقها، وما إن تهدأ أزمة إلا وتحاول إثارتها مجددًا، ويسلط الصهاينة النظر بشكل عام على الدول العربية وبشكل خاص مصر، لأنهم يعلمون جيدًا أنهم إذا اتحدوا فسوف يقضوا على دولة الاحتلال وكافة الدول المهيمنة وعلى رأسها الولايات المتحدة الداعم الأول للمدللة "إسرائيل".

أدرعي ومسلسل أبو عمر المصري..

نجد أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قد كتب منشور على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يأخذ فيه الأراء حول بعض المسلسلات التي تعرض في شهر رمضان وعلى رأسهم مسلسل "أبو عمر المصري" الذي أثار أزمة بين مصر والسودان.

وكتب أدرعي :"تكثر في شهر رمضان المسلسلات والبرامج الرمضانية الخاصّة أي مسلسل تفضّلون من هذه المسلسلات؟"، واضعا ثلاثة مسلسلات ليختار نشطاء الصفحة من بينهم وهم :"أبو عمر المصري"، و"تانغو" و"الهيبة العودة".

تسليط الضوء على "أبو عمر المصري"..

كانت إسرائيل قد سلطت الضوء على مسلسل "أبو عمر المصري" بطولة النجم أحمد عز والذي أثار أزمة بين السودان ومصر.

وتدور أحداث المسلسل حول المحامي مصري "فخر الدين"، الذي أسس هو ومجموعة من أصدقائه المحامين الجدد تنظيم سلمي يسعى لإيجاد حلول لمشاكل وقضايا المواطنين البسطاء بعيدًا عن مافيا المحاماة وأسعارهم المبالغ فيها إلا أن هذا التنظيم سرعان ما يثير غضب أحد الأجهزة الأمنية.

وأشار موقع "ميداه" الإسرائيلي إلى احتجاج دولة السودان على مسلسل "أبو عمر المصري" لما يحمله من إشارات تفيد أن أجزاء السودان كانت مسرحًا للعمليات الارهابية.

بيان الخارجية السودانية والرد المصري..

واستدعت وزارة الخارجية السودانية، السفير المصري بالسودان وسلمته مذكرة احتجاج رسمية، مطالبة باتخاذ قرار مناسب يضع حدًا أمام محاولات البعض العبث بمصالح والعلاقات بين البلدين.

وجاء في مذكرة الاحتجاج أنه "منذ مطلع شهر رمضان، بدأت بعض القنوات الفضائية المصرية عرض مسلسل بعنوان (أبو عمر المصري)، بعد أن تم الترويج له بصورة عكست إصرار البعض على اختلاق صورة ذهنية تلصق تهمة الإرهاب ببعض المواطنين المصريين المقيمين أو الزائرين في السودان".

وذكرت السودان في المذكرة أن "القائمين على المسلسل سعوا لإيهام المتابعين بأن بعض أجزاء السودان كانت مسرحا لبعض أحداث المسلسل، واستخدمت العديد من الوسائل لهذا الغرض، كلوحات السيارات، التي تعد رمزا سياديا لا يجوز التعامل به إلا بعد الحصول على موافقة من السلطات السودانية المختصة".

وصرح المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية، أن هذا العمل المسيء للشعبين أساء بوجه خاص للوجود المسالم للمواطنين المصريين بالسودان، الموجودون بعلم السلطات المصرية وفقا لاتفاق تسهيل حركة المواطنين بين البلدين.

وعلق الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام على هذا الأمر، قائلا في بيان:" إن المجلس حريص على العلاقات المصرية السودانية وعدم المساس بها أو محاولة تكديرها، مؤكدًا أنه فور بث خبر عن احتجاج السودان على أحد المشاهد بالمسلسل تم تكليف المرصد الإعلامي الخاص بمتابعة المسلسلات بإعادة مشاهدة الحلقات التي أذيعت.

وأشار إلى أنه تبين من المتابعة أن الحلقة الأولى لا توجد بها أى مشاهد لسيارة تحمل أرقاما سودانية مكتوب عليها الخرطوم وأن الحلقة لا تحتوى على مشاهد لسيارات نهائيا وكذا الحلقتين الثانية والثالثة.

وأنهى بيانه بأن الشركة المنتجة وضعت تنويها فى بداية الحلقة، أكدت فيه أن أماكن وأحداث وشخصيات المسلسل من وحى خيال صناع العمل وأن أى تشابه بينهم وبين الواقع هو محض صدفة غير مقصودة.

ضرب من تحت الحزام..

واتبعت إسرائيل مقولة "الضرب من تحت الحزام"، حيث قام أدرعي باستطلاع الرأي حول أهم المسلسلات وهو "أبو عمر المصري"، في محاولة منه مجددًا لإثارة الأزمة على الرغم من التراضي بين الطرفين.

الخلاصة..

إسرائيل تضع مصر في بؤرة اهتماماتها سواء على المستوى السياسي والاجتماعي، فهي تراقب عن كثب كل جديد في الحياة السياسية، ولكنها بشكل خاص تتابع الحياة الاجتماعية لأنها تريد أن تفهم ما يدور داخل العقول السياسية وتوجهاتهم، وعلى هذا الأساس تحاول أن تتحرك في اتجاه معاكس حتى وإن أظهرت أنها دولة مسالمة ولكن حقيقتها بأنها دولة احتلال وستظل كذلك إلى أن يشاء الله وتعود فلسطين عربية مجددا.