حمامة السلام النمساوية " ماري أنطوانيت ".. صبرت على مشاكل زوجها الجنسية فاتهموها بالشذوذ
الإثنين 02/يوليو/2018 - 08:01 م
مريم مرتضى
طباعة
طفلة نمساوية كانت في الرابعة عشر من عمرها فقط حينما حملها موكب هائل كبير سار بها من حضن أبويها في النمسا إلى زوجها الذي لم تراه من قبل من فرنسا، وكانت " ماري أنطوانيت " تحلم وقتها بالحياة الهنيئة والسعادة الدائمة وراودها حلم الإنجاب والأمومة، فمن هي التي تشقى بعد زواجها من ولي عهد فرنسا؟، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث عانت كثيرًا مع زوجها لويس السادس عشر وخرجت عن المألوف وتخطت الحدود، وعندما تعقلت تم شنقها علنًا وسط أصوات الجماهير الغاضبة.
حمامة السلام النمساوية
ولدت ماري في 1755م بفيينا، العاصمة النمساوية، وكانت الإبنة الصغرى لماريا تيريزا إمبراطورة النمسا، وقد كانت العلاقات بين النمسا وفرنسا مصدر قلق لأوروبا كلها، فبرغم إنتهاء الحرب إلأ أن التوتر ما زال موجودًا، فعرضت ماريا إمبراطورة النمسا تزويج ابنتها للويس السادس عشر، حفيد الملك لويس الخامس عشر لتوطيد السلام، فوافق الأخير مُشترطًا تطعيمها ضد الجدري وتلقينها بعض العلوم عن طريق مبعوث خاص، وقبل لويس الخامس عشر بذلك وهُيأت باريس لإستقبال حمامة السلام النمساوية.
ماري أنطوانيت
ماري أنطوانيت ولويس السادس عشر
ظل لويس على حاله مُفرطًا في الأكل والنوم خلال ليال عديدة بعد ليلة زواجه, ليستيقظ في الصباح متجهًا إلى الصيد, ولم يمسها طيلة ثمانية شهور، فقد كان لويس يعاني من مرض تناسلي, إضافة إلى بروده الجنسي, وخلال تلك الفترة, لم تسلم ماري أنطوانيت من سخرية نساء البلاط و رجاله على حد سواء, فوجهت أصابع الإتهام لها بأنها عقيمة وشاذة جنسيًا, مما أثر على نفسيتها وسلوكها, فكانت تتناسى همومها بحضور احتفالات الأوبرا, والمسرحيات, إضافة إلى هوايتها بإقتناء الثياب والمجوهرات الفاخرة، وظلا هكذا مدة 4 سنوات وعند حلول 10 مايو 1774م مات لويس الخامس عشر، وانتقل الملك لـ لويس السادس عشر وزوجته.
ماري أنطوانيت
أخيرًا بعد 7 سنوات عُجاف قام لويس بعملية جراحية لعلاج مرضه التناسلي, وذات يوم أتت ماري تعلم زوجها بأنها حامل فقالت له :«مولاي، لقد جئت أشكو إليك أحد رعاياك الذي بلغت به الجرأة أن يرفسني في بطني», فلما أدرك لويس مغزاها ضمها بين ذراعيه, و أصبح الآن أكثر من أي وقت مضى يستجيب لرغباتها و يمنحها كل ما تطلب, و كان يزور غرفتها عشرات المرات في اليوم, ليطمئن على آخر أخبار الطفل المنتظر، وبعد معاناة شديدة، وضعت سيدة العرش طفلتها في 19 ديسمبر 1778م, وحزن الملك على أن المولود بنت، لكنه كان على ثقة من أن الصبي قادم, أما ماري فقد كانت سعيدة بطفلتها فأخيرا أصبحت أم، ولكنها كانت تعلم بأن العرش الفرنسي لا تجلس عليه إمرأة وفقًا للدستور الفرنسي, لذلك تلهفت الحمل الثاني، و رجت من الله أن يكون ولدًا, وفي 22 أكتوبر 1781م استجاب الله لها وانجبت صيبًا، وقد شكك البعض في نسب الطفل، لكن الملك تجاهلهم , وأنجبا بعد ذلك ولد وفتاة أخرين.
ماري أنطوانيت وأبنائها
وجدت المصائب طريقها مرة أخرى إلى ماري عام 1789م حينما توفي ابنها الأكبر، وبدأت الثورة الفرنسية، وبدأ زوجها يفقد سلطانه على البلاد تدريجيًا, وبدل أن يحاول تقريب وجهات النظر, قام بحشد الجنود حول فرساي مرتين في عام 1789م, لكن أتبع المرتين عنف كبير من الشعب, حيث أنه في المرة الثانية عند أوائل أكتوبر 1789م اتجهت الجماهير الباريسية الجائعة في مسيرة مكتظة إلى فرساي, وأجبرت العائلة المالكة على الانتقال إلى قصر تويلري بباريس, منذئذ أصبح لويس وماري سجينين في مملكتهما, و كان بإمكانهما أن يدعما نظام الملكية الدستورية، المستخدم في إنجلترا، لكنهما لم يتبعا نصيحة رجال الدولة المعتدلين بل عوضًا عن ذلك، تآمرت ماري أنطوانيت للحصول على المساعدة العسكرية من حكام أوروبا خاصة من أخيها ليوبولد الثاني امبراطور النمسا ورفضت أن تعطي أية امتيازات للثوار, فزاد ذلك من غضب الشعب.
النهاية
في 20 يونيو 1791م خرجت العائلة المالكة متنكرة في عربة ملكية متجهة للحدود الشرقية لفرنسا، و كانت مزودة بكل ما يلزم للحياة الترفة, حتى أنها كانت تحوي أجود أنواع الخمر، وعندما لم يتبق على الحدود النمساوية سوى 40 ميلًا فقط عند مدينة فاران, فطن أحد الجنود السابقين إلى العربة من الزخارف التي زينتها و فخامتها, فتم القبض على الملك والملكة، وأعيدا تحت الحراسة المشددة إلى باريس, و أدى هروبهما إلى إضمحلال ثقة الشعب بهما، ولكن لويس وعد بأن يقبل دستورًا جديدًا يؤدي إلى الحد من سلطاته.
هروب العائلة المالكة