"جحا الحقيقي" لم يكن فكاهياً ولهذه الأسباب نُسِي تاريخه الصحيح
السبت 28/يوليو/2018 - 03:07 ص
وسيم عفيفي
طباعة
"هلت أنوراك يا جحا .. إنت وحمارك
دا بتاعتنا وما احناش سالفينه .. يحيا جحا وتحيا أسافينه"
بهذه الأبيات لخص الشاعر الكبير موقف المصريين من شخصية جحا، والذي كان له مسلسل فانتازيا كبير من بطولة النجم يحيى الفخراني.
دا بتاعتنا وما احناش سالفينه .. يحيا جحا وتحيا أسافينه"
بهذه الأبيات لخص الشاعر الكبير موقف المصريين من شخصية جحا، والذي كان له مسلسل فانتازيا كبير من بطولة النجم يحيى الفخراني.
جحا في متحف الشمع
شخصية جحا الحقيقية ليس كما يظنها كثيرين بحماره ونوارده المضحكة، فهي شخصية خالدة في الوجدان الشعبي بالكوميديا، لكن التاريخ الحقيقي يقول أن جحا كان من الشخصيات الفكرية والدينية ذات العراقة.
أول من أورد شخصية جحا في الفكاهة، كان الجاحظ في كتابه "القول في البغال" حيث نشر نوادره من غير أن يؤرخ للشخصية.
في التاريخ هناك رجلين اسمهما جحا، أولهما جحا البصري عبدالله أبو الغصن بن ثابت اليربعوني المنتسب لقبيلة فزازة العربية، وولد سنة 60 هجري في الكوفة وتوفي عام 160 هجري في عهد أبو جعفر المنصور.
أول من أورد شخصية جحا في الفكاهة، كان الجاحظ في كتابه "القول في البغال" حيث نشر نوادره من غير أن يؤرخ للشخصية.
في التاريخ هناك رجلين اسمهما جحا، أولهما جحا البصري عبدالله أبو الغصن بن ثابت اليربعوني المنتسب لقبيلة فزازة العربية، وولد سنة 60 هجري في الكوفة وتوفي عام 160 هجري في عهد أبو جعفر المنصور.
من كتب الجاحظ عن جحا
كان جحا البصري عالماً في الحديث ويتكلم عنه البخاري في كتابه التاريخ الكبير قائلاً " دُجين بن ثابت أبو الغصن اليربوعي، سمع من أسلم مولى عمر، روى عنه مسلم وابن المبارك ".
أما بن الجوزي في كتابه "أخبار الحمقى والمغفلين" قال عن جحا " كان رجلاً كيِّسًا ظريفًا، وهذا الذي يُقال عنه مكذوب عليه، وكان له جيران مخنثون يُمازحهم ويمازحونه فوضعوا عليه".
ويذكره شمس الدين الذهبي في كتابه "سير أعلام النبلاء" بقوله "قال عبّاد بن صهيب: حدّثنا أبو الغصن جُحا - وما رأيت أعقل منه - قال كاتبه: لعلّه كان يمزح أيام الشبيبة، فلمّا شاخ، أقبل على شأنه، وأخذ عنه المحدِّثون".
السبب الذي جعل جحا البصري مشهوراً بالتغفيل يذكره جلال السيوطي في كتاب كامل سماه "إرشاد من نحا إلى نوارد جحا"، حيث قال "كان أهل الكوفة لا يحبون جحا لأنه منتسب إلى البصرة، خاصة بعد أن كانت أمه خادمة لأم أنس بن مالك، بالإضافة إلى اهتمامه بالحديث من محدثي البصرة الذين تعلموا في المدينة وهو ما يكرهه أهل الكوفة".
أما الشخصية الثانية فهي شخصية جحا التركي نصر الدين خوجة، وكان قاضياً وفقيها، مولوداً عام 605 هجري في قرية خورتو التركية التي تعلم فيها، ثم صار إماماً في بلدة سيوري مصار.
كان جحا التركي مزارعاً وهو مدرساً، فضلاً عن شهرته في الفقه الحنفي، وتميز أسلوبه في الشرح بذكر المواعظ الطريفة من التاريخ الإسلامي ولعل هذا سبب كلام البعض فيه أنه شخصية فكاهية، لكنه على الأرض الواقع كان له جرأة على الحكام حيث استطاع معارضة تيمور لنك في قراراته.
وتوفي جحا التركي سنة 683 هجرية ودفن في مقبرة آق شهر الكبرى، ويرد عباس العقاد في كتابه جحا الضاح المضحك على مسألة نوارده بقوله "يستحيل أن تصْدر... عن شخصية واحدة لتباعد البيئات التي تُروى عنها، وهي نتيجة ما وضعه الترْك وما وضعه غيرهم من عامّة الشعوب الشرقية الإسلامية، وبعضه ممّا وضعه غير المسلمين من جِيران العثمانيين كالأرمن.
أما بن الجوزي في كتابه "أخبار الحمقى والمغفلين" قال عن جحا " كان رجلاً كيِّسًا ظريفًا، وهذا الذي يُقال عنه مكذوب عليه، وكان له جيران مخنثون يُمازحهم ويمازحونه فوضعوا عليه".
ويذكره شمس الدين الذهبي في كتابه "سير أعلام النبلاء" بقوله "قال عبّاد بن صهيب: حدّثنا أبو الغصن جُحا - وما رأيت أعقل منه - قال كاتبه: لعلّه كان يمزح أيام الشبيبة، فلمّا شاخ، أقبل على شأنه، وأخذ عنه المحدِّثون".
السبب الذي جعل جحا البصري مشهوراً بالتغفيل يذكره جلال السيوطي في كتاب كامل سماه "إرشاد من نحا إلى نوارد جحا"، حيث قال "كان أهل الكوفة لا يحبون جحا لأنه منتسب إلى البصرة، خاصة بعد أن كانت أمه خادمة لأم أنس بن مالك، بالإضافة إلى اهتمامه بالحديث من محدثي البصرة الذين تعلموا في المدينة وهو ما يكرهه أهل الكوفة".
أما الشخصية الثانية فهي شخصية جحا التركي نصر الدين خوجة، وكان قاضياً وفقيها، مولوداً عام 605 هجري في قرية خورتو التركية التي تعلم فيها، ثم صار إماماً في بلدة سيوري مصار.
كان جحا التركي مزارعاً وهو مدرساً، فضلاً عن شهرته في الفقه الحنفي، وتميز أسلوبه في الشرح بذكر المواعظ الطريفة من التاريخ الإسلامي ولعل هذا سبب كلام البعض فيه أنه شخصية فكاهية، لكنه على الأرض الواقع كان له جرأة على الحكام حيث استطاع معارضة تيمور لنك في قراراته.
وتوفي جحا التركي سنة 683 هجرية ودفن في مقبرة آق شهر الكبرى، ويرد عباس العقاد في كتابه جحا الضاح المضحك على مسألة نوارده بقوله "يستحيل أن تصْدر... عن شخصية واحدة لتباعد البيئات التي تُروى عنها، وهي نتيجة ما وضعه الترْك وما وضعه غيرهم من عامّة الشعوب الشرقية الإسلامية، وبعضه ممّا وضعه غير المسلمين من جِيران العثمانيين كالأرمن.