عبدالله رشدي يرد على كلام مبروك عطية عبر "بوابة المواطن" بشأن صيام العشرة الأوائل
الجمعة 17/أغسطس/2018 - 10:02 ص
إسلام مصطفى
طباعة
يُقال إن "المصري متدين بطبعه" فمن أين يستقي المصريون أمور دينهم، لاسيما وأنه مع مطلع شهر ذي الحجة بدأ رواد موقع التواصل الاجتماعي في نشر المنشورات التي تحفز الناس على صوم التسع الأوائل من ذي الحجة، وكأنها شعيرة فُرضت على المُسلمين، في حين أنه في الأساس هناك أقاويل فيما يتعلق بصوم النبي صلى الله عليه وسلم، لتلك الأيام، وبرغم ذلك نجد دار الإفتاء دائمًا تخرج لتؤكد أن النبي صلى الله عليه وسلم صام في الأيام التسع من ذي الحجة، فما حقيقة ذلك الأمر، وهل من الواجب على المسلم صوم العشر الأوائل من ذي الحجة؟ هل صام النبي التسع من الحجة؟
وبالبحث في الموضوع نجد أن الحديث الصحيح الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بهذا الأمر، يتحدث عن فضل الأعمال الصالحة في العشر من ذي الحجة، والذي يقول: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه العشر"، إذًا فالأصل في الأمر الأعمال الصالحة وليس فقط الصوم.
دار الإفتاء
ودائمًا ما تطل علينا فتاوى دار الإفتاء المصرية لتؤكد على مسألة فضل الصيام في العشر الأوائل من ذي الحجة، على الرغم من أن الحديث الوارد يشمل كل الأعمال الصالحة، بدءً من الدعاء والصدقات، ومرورًا بجبر الخواطر والتحلي بالخلق الطيب، وليس انتهاءً بالصوم ولا مساعدة المحتاج سواء أكانت المساعدة مادية أو معنوية، وتستند دار الإفتاء المصرية في فتاويها على أن النبي صام العشر من ذي الحجة.
دار الإفتاء: النبي صام التسع من ذي الحجة
قالت أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية في الفتوى رقم 3370، إنه ثبت عن النبي أنه كان يصوم التسع من ذي الحجة، مدللة بالحديث الوارد في سُنن أبو داود، وغيره عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر أول إثنين من الشهر والخميس".
كما ورد عن النسائي وأحمد وابن حبان وصححه، أنه عن حفصة رضي الله عنها قالت: "أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صيام يوم عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة".
وهناك رأي آخر
والغريب في الأمر أن هناك حديث أكد أن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يصم في العشر قط، فعن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: " ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صائمًا في العشر قط"، إلا أن هذا الحديث يتم تفسيره على أنه لا كراهةً في صوم التسع من ذي الحجة، بل مُستحبة استحبابًا شديدًا، لاسيما التاسع منها؛ وهو يوم عرفة، وهذا بحسب ما ورد في مسلم، فضلًا عن تأويل قول عائشة بإنه: "لم يصم العشر" على أنه لم يصمها لعارض مرض أو سفر أو غيرهما، أو أنها لم تره صائمًا فيه، فلماذا تُصر دار الإفتاء المصرية على ذلك، لاسيما وأن هناك آراء أخرى تؤكد أن عدم صوم النبي.
دار الإفتاء: النبي صام التسع من ذي الحجة
قالت أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية في الفتوى رقم 3370، إنه ثبت عن النبي أنه كان يصوم التسع من ذي الحجة، مدللة بالحديث الوارد في سُنن أبو داود، وغيره عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر أول إثنين من الشهر والخميس".
كما ورد عن النسائي وأحمد وابن حبان وصححه، أنه عن حفصة رضي الله عنها قالت: "أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صيام يوم عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة".
وهناك رأي آخر
والغريب في الأمر أن هناك حديث أكد أن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يصم في العشر قط، فعن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: " ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صائمًا في العشر قط"، إلا أن هذا الحديث يتم تفسيره على أنه لا كراهةً في صوم التسع من ذي الحجة، بل مُستحبة استحبابًا شديدًا، لاسيما التاسع منها؛ وهو يوم عرفة، وهذا بحسب ما ورد في مسلم، فضلًا عن تأويل قول عائشة بإنه: "لم يصم العشر" على أنه لم يصمها لعارض مرض أو سفر أو غيرهما، أو أنها لم تره صائمًا فيه، فلماذا تُصر دار الإفتاء المصرية على ذلك، لاسيما وأن هناك آراء أخرى تؤكد أن عدم صوم النبي.
تداول بعض رواد موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، فيديو قديم للشيخ مبروك عطية، خلال برنامجه "الموعظة الحسنة" المُذاع على قناة "دريم"، يؤكد فيه أنه لا يوجد في الدين شيء يٌسمى صيام العشر من ذي الحجة، مُشيرًا إلى حديث العمل الصالح.
ودعا عطية المسلمين خلال الفيديو، أن يعملوا صالحًا في العشر من ذي الحجة، مُشددًا على أن الصدقات أفضل العبادات، وعليه ففي حالة تصُدق المسلم ولو بعشرة جنيهات فهي تُعادل الصيام لعشرين عامًا قادمًا.
وتابع، أو يصلي المُسلم ولو ركعتين، وأن يكُف عن الغيبة والنميمة، وألا ينطق لسانه إلا بالكلام الحميد، مُضيفًا، لنا عندك؛ أي المسلم، صيام يوم عرفة، في حالة أنه كان قادرًا أما في حالة عدم قدرته، "لا يُكلف الله نفسًا إلا وسعها".
وأكد الشيخ مبروك عطية أن النبي صلى الله عليه وسلم، ثبت أنه صام عرفة تارة، وتارة أُخرى لم يصمه، مُشددًا إلى أنه يوم عرفة فقط، وليس العشر من ذي الحجة.
وبعد انتشار الفيديو دبت الحيرة في قلوب مُشاهدي الفيديو، فيما يتعلق بصوم النبي في العشر من ذي الحجة من عدمه، لاسيما وأن هناك دعاوى تقول أن هناك تعارض بين حديث السيدة عائشة، الذي قالت فيه أنها لم تر الرسول صائمًا قط في تلك الأيام، وحديث هنيدة الذي يؤكد صومه.
ورأى البعض أنه باختلاف الروايات في حديث عائشة رضي الله عنها، يصح الجمع بين حديث عائشة وهنيدة، لاسيما وأن الرواية الأولى قالت فيها عائشة: "إن النبي لم يصم العشر"، وفي الرواية الثانية: "ما رأيت النبي صائمًا العشر قط"، ففي هذا احتمالية بعدم صيام النبي العشر كلها، وهذا بحسب ما رأته عائشة، فمن الممكن أن كان مُفطرًا في أيامها، ويكون صائمًا في أيام غيرها من زوجاته.
المُثبت مُقدم على المنفي
عبدالله رشدي
أوضح الداعية الإسلامي الأزهري، عبد الله رشدي، أن هناك رواية للحديث المُتعلق بهذه المسألة عن أم سلمة، يؤكد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم التسعة، مُشيرًا إلى أنه سواء صام النبي صلى الله عليه وسلم التسع أم لا، فصيام التسعِ من جنس العمل الصالح المأمور بالإيقاع به في هذه الأيام.
و فيما يتعلق بمسألة الخلاف على حديث السيدة عائشة، قال رشدي في تصريح خاص لـ" بوابة المواطن": إن حديث السيدة عائشة رضي الله عنها، محمول على أنه هي لم ترى، ولكن غيرها رأي، مُضيفًا أن القاعدة الفقهية تقول: المُثبت مُقدم على النافي، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ، وفي هذه الحالة أم سلمة أثبتت وحفظت عن النبي، في حين لم تُثبت ولم تحفظ السيدة عائشة.