"إسرائيل في القمر" .. كشف ألاعيب الصهاينة وإحباط مؤامراتهم في الوصول لعقول العرب

السبت 25/أغسطس/2018 - 07:00 م

نصرة كاتب مصري على الصهيونية

عواطف الوصيف

إسرائيل .. كيان صهيوني دروه يقتصر على شن المؤامرات وتدبير الألاعيب الخفية، فقط من لا يمانع ممثليه في سفك الدماء وممارسة ابشع صور القتل، طالما أن ذلك سيصب في مصلحتهم وهم الآن يمارسون وسائل عديدة، لا شك في أنها دنيئة، لكن لابد من الإعتراف بأنها ماكرة.

تشكيك الشعوب في ممثليه
يعد الهدف الأول لإسرائيل هو محو المنطقة العربية، وأن تكون من المحيط إلى الخليج، كيفما تنص بروتوكولاتهم الصهيونية لكن تظل كراهية الشعوب العربية لهم عقبة أمام قدراتهم على تحقيق هذا الحلم، فلا يكون أمامهم سوى تشكيك الشعوب في من يمثلونه من مختلف الرموز في الحكم او الإعلام، من خلال قلب الحقائق، أو استغلال أي موقف لخلق الثغرات وبث الأكاذيب والشكوك.

الوطن العربي

اسرائيل تتكلم العربية

يعرف عن الكيان الصهيوني حرصه على غرس السم، ولا سبيل أمامه سوى الوصول إلى الفئة التي يريد استهدافها، عن طريق لغتهم، وهي العربية والأهم أن الوسيلة هي ما تعد آفة هذا العصر، مواقع التواصل الإجتماعي، فوجدت العديد من الصفحات الإسرائيلية، التي تتعمد عرض العديد من الموضوعات باللغة العربية، حرصا منها على الوصول لمختلف الفئات من الشعوب العربية، على مستوى المنطقة، وهو ما يحدث بالفعل، فهناك الكثيرون ممن يدخلون على هذه الصفحات ممن يلقبون بأنهم من الشعوب العربية، ويطلعون على مختلف الموضوعات التي تعرضها.

لوجو إسرائيل تتكلم العربية

مقال مصري

لا شك أن هناك الكثيرون ممن يحرصون على الإطلاع على مثل هذه الصفحات الإسرائيلية، والغرض هو محاولة معرفة الأفكار التي يحاول ممثلي الصهيونية بثها في العرب، لكن الخوف ممن يمكن أن يتأثروا بمثل هذه الأفكار ويعتقدون أن ما يتم نشره صحيحا، مثل محاولة استغلال إسرائيل لأحد المقالات المصرية، والتي نشرت تحديدا في جريدة الأهرام وكانت للكاتب الدكتور عمرو عبد السميع، حيث ذلك المقال الذي كان بعنوان: "إسرائيل في القمر".

مغزى مقصود

ركز الدكتور عمرو عبد السميع في مقاله "إسرائيل في القمر" والذي حرصت بوابة الأهرام على نشره، بأن يلوم وبشكل أساسي على مختلف الدول العربية، أنها سنحت الفرصة لإسرائيل بأن تكون ثالت دولة بعد واشنطن وروسيا تتمكن من الصعود إلى القمر، ذلك الأمر الذي كان لابد أن لا يحدث باي حال من الأحوال حيث أنه ووفقا لما جاء في المقال، يعد ذلك تقدم استراتيجي لإسرائيل، على مختلف الدول العربية، وهو ما يعد تقدما لها كان لابد من مواجهته وقبل حدوثه، لكن كان لإسرائيل طريقة أخرى في تناول الموضوع تمثل في استغلال الفرص، ومحاولة غرس الأكاذيب وبث الشائعات التي هدفها الإيقاع بمصر وشعبها.

الكاتب الدكتور عمرو عبد السميع

قلب الحقائق

دائما ما تعمل إسرائيل على قلب الحقائق، ومحاولة توصيل المعلومة بصورة مختلفة تماما، من أجل تحقيق هدفها وهو ما حدث مع "إسرائيل في القمر"، فقد لوحظ على "إسرائيل تتكلم العربية، التركيز على فقرة بعينها من المقال وهي:

"هبوطها الناعم على القمر فى فبراير المقبل لتكون رابع دولة عقب أمريكا وروسيا والصين تحقق هذا الإنجاز بعدما ألهم هبوط أرمسترونج على القمر عام 1969 أجيالا من البشر على ظهر كوكبنا يفهمون ويقدرون الأهمية العلمية والإستراتيجية لاستكشاف الفضاء"، محاولة إقناع الجميع أن الدكتور "عمرو عبد السميع، يحاول الإشادة بإسرائيل وأنها حققت ما عجز العرب في تحقيقه، متجاهلة أن عبد السميع، حرص على التأكيد، بأن هذه الخطوة في منتهى الخطورة وفي حقيقتها، وبالا لأنها تساعد إسرائيل على تحقيق تقدم استراتيجي على العرب، لابد من التصدي له، علما بأنه عمل على التأكيد بأن إسرائيل تتعمد ممارسة الألاعيب التي تساعدها على التقدم على العرب، مشيرا إلى أن ذلك يساعدها على تحقيق أهدافها الصهيونية، التي طالما دعت لها في بروتوكولاتها.

أكاذيب إسرائيل

ألاعيب صهيونية

إسرائيل تريد الوصول بشتى الطرق إلى المواطن العربي، فعلى سبيل المثال ربما ليس من المعروف لدى الكثيرون، أن الفينيقيون هم أنفسهم الكنعانيون، لكن بني صهيون أطلقوا قلبوا الحقائق، وأطلقوا على أنفسهم هذا الإسم، لإثارة النزعة الإنفصالية، تلك الحقيقة الغائبة على مدار أجيال وهاهم يستخلصون فقرات، ونقاط بعينها عن قصد، ويوهمون الأخرون بمعان لا أساس لها من الصحة، تلك التصرفات التي تعد ألاعيب صهيونية دنيئة الهدف منها تشكيك الشعوب في رموزهم ونشر الوهم، بأن كبار كتاب العرب يشيدون بهم ويؤيدونهم، مما يساعد على تحسين صورتهم وتكون النتيجة كسب التعاطف والتأييد وتكون النتاج في النهاية كارثية.

رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو

نتائج خطيرة

ما تم ملاحظته من تفسير إسرائيلي، لمقالة "إسرائيل في القمر"، ما هو إلا عبارة عن نقطة في بحور من الأكاذيب التي يمارسها الكيان الصهيوني، والأزمة أنهم يمارسون ألاعيبهم من خلال مواقع التواصل الإجتماعي، التي تعد ركن أساسي بين مختلف فئات شباب العرب، وعند إقناع العرب بأن إسرائيل دولة رائدة، وإقناعهم أيضا أن هذه الإشاد تأتي على لسان كبار الكتاب والرموز العرب، يكون من السهل الإيقاع بهم، بل وتجنيدهم فهناك نسبة كبيرة من ضعاف النفوس الذين يتركون أنفسهم فريسة لظروفهم الصعبة، ولا يحاولون التغلب عليها، وللأسف هذا هو حال العديد من دول المنطقة العربية، خلال هذه الفترة، وهو ما يستلزم الإنتباه له، لأن هذا هو الوتر الذي تتلاعب عليه إسرائيل، والكارثة أنها تتلاعب عليه من خلال أفيونة شباب العرب الآن، مواقع التواصل الإجتماعي.