فيديو.. " تكبيس قش الأرز".. هكذا نجحت محافظة كفر الشيخ في دحر السحابة السوداء
الثلاثاء 04/سبتمبر/2018 - 11:30 م
نرمين الشال
طباعة
"السحابة السوداء" هذا المصلح الذي تعودنا سماعه بشكل موسمي منذ مطلع عام 2000 يبدو أنه جاء وقت اندثاره، بعد أن ظلت السحابة السوداء لها وقع كارثي، عملت الدولة على مواجهته، لسنوات طويلة.
حتى أن معرفة السبب الحقيقي للظاهرة ظل شيئا محيرا لفترات حتى تبين أن ما يقوم الفلاحين من ممارسات خاطئة بحرق قش الأرز في الحقول. كان هو السبب الرئيسى في هذه الظاهرة الكارثية، على صحة المواطنين.
حيث كانت تبدأ عملية حرق قش الأزر في الحقول وتستمر طوال ساعات الليل. فيحمل الهواء كميات كبيرة من الادخنة ونواتج الاحتراق الي التجمعات السكنية الملاصقة والقريبة بل وحتي البعيدة من الحقول والتي تسبب حالات اختناق وأمراض تنفسية خطيرة لملايين المصريين فيما يعرف بظاهرة "السحابة السوداء"
وكان المزارعين يبرروا تلك التصرفات بأنها الخيار الأقل تكلفة مقارنة بتكلفة نقل وتخزين قش الارز، كما أن الشركات العامة والحكومية التي اعتادت جمع هذا القش واعادة استخدامه صناعيا قد أحجمت عن هذا النشاط منذ ما يقرب من عقدين من الزمن وبالتحديد منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي، وكل ذلك كان يحدث في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد المصري من ندرة مصادر الطاقة.
" بوابة المواطن" الاخبارية، تجولت داخل بعض حقول محافظة كفرالشيخ، للتأكد من أن هذه الظاهرة، تم دحرها.
يقول الدكتور "محمد صلاح"، رئيس جهاز شؤون البيئة، إن الحكومة متمثلة في وزارة البيئة قامت بتحمل مسئولياتها في مواجهة هذه الكارثة حيث قامت وزارة البيئة وبالتنسيق مع وزارة الزراعة وبعض الجهات الأخرى، بإدخال بدائل اقتصادية جديدة لاستخدام قش الأزر، وغيره من المخلفات الزراعية، وإعادة استخدامه بما يحقق ربحا ماديا، للشباب والمزارعين.
ويضيف، استعدادات وزارة البيئة لموسم قش الأرز بالأفرع الإقليمية حيث قامت بتوعية استباقية عن طريق اقامة ندوات بمختلف المحافظات، كما قمنا بتشكيل غرفة عمليات بالفرع لمتابعة الموقف على مدار 24 ساعة، وسيارات مجهزة بأجهزة GPS لتحديد المواقع وخطوط السير لضمان سرعة الاستجابة؛ استخدام صور أقمار صناعية بأماكن الحرق، والاستعانة بمحطات الرصد للملوثات الثابتة والمتحركة بالإضافة لتقارير هيئة الأرصاد الجوية.
بعها حملة متابعة من الأفرع الاقليمية لجهاز شئون البيئة. بالتوازي مع ودعم المتعهدين وشباب الخريجين لفتح مواقع تجميع قش الأرز داخل المحافظات بدعم مادي 50جنيه مقابل كل طن، وتوفير كافة المعدات المطلوبة لجمع القش من جرارات ومكابس ومفارم للإيجار بأسعار رمزية.
كل هذه الدعائم التي قدمتها الدولة جعلت المزارعين يبادرون إلي الاستفادة بقش الأرز، حتى وصل سعر قش الأرز للفدان 1400 جنيه داخل محافظة كفرالشيخ.
وعن هذه التجربة يقول " خالد محمد " أحد الشباب الذي تسلم معدات لكبس وفرم قش الأرز: أري أن المسئولين اخيرا توصلوا للطريقة المثلي للتعامل مع المزارعين، فالسنوات الماضية كانت تكتفي الدولة بتحرير محاضر للفلاحين، وجميعها كانت محاضر واهية يتم اسقاطها، لكن حينما اختلفت طريقة تناول المسئولين للمشكلة، بالبحث عن بدائل واستخدامات لقش الأرز تقبلها الفلاحين.
ويقول أخر، الآن أصبح للمخلفات الزراعية أهمية، لكن هذه الأهمية كانت غائبة عن الفلاح ولا يستطيع تحمل نفقاتها، الدولة حينما دعمت الشباب بالمعدات، انجزت نصف المهمة، فوجد المزارعين سبيل للتخلص من قش الأرز، وتحقيق هامش ربح جيد.
أما "ضياء فاضل"، يعمل مزارع فيقول، كل عام كنا نحرق مخلفات محصول الأرز، لأن تكلفه تجميعه ونقله، كانت عالية، الأن تأتي المعدات إلي قلب الحقول، ونقوم ببيع، القش كما نبيع المحصول.