فيديو.. قصة مأساة لأم تقوم بدور الأب لثلاث اطفال
الأحد 09/سبتمبر/2018 - 06:22 م
أمنية عبد العزيز
طباعة
متاعب الحياه كثيره واعبائها أكثر وتحتاج إلى جبل لا تستطيع الرياح والمصاعب تحريكه فهذه الحياه وهذه الظروف تسقط ذلك الرجل الصامد صاحب الدخل المتوسط تجعله يشعر باليأس من الحياة بسبب قلة حيله على توفير احتياجات الحياة الأساسية لأسرته فماذا ان كانت تلك المرأة الريفية 'منعه' تقوم بكل الأدوار دون سند او شريك بالحياه.
بمجرد أن تخطو بعض الخطوات في قرية أبو الجهور التابعة لمركز السنطه محافظه الغربيه تجد على يمينك ذلك البيت القديم ذو البوابة الحديدية الصغيرة التي تقفل علي مأساة أسرة حقيقيه تصعد درجات السلالم الثلاثة لتجد على يمينك ذلك البوتجار البدائي بحلة صغيره تطهو 'منعه' الطعام وعلي اليسار لا نستطيع ان نقول منزل ولكنها كبيت مهجور لا يعيش به بشر ثلاجة صغيرة تخلو من الطعام واغراض قديمه وغرفة واحدة ودورة مياه وعلى البوتجاز تقف منعه تطهو الطعام لـ3 اطفال صغار.
'جوزي مات وبعده بسنه ابني مات وعايشه ب 3 أطفال على اللي ربنا بيبعته ' بهذه الكلمات بدأت 'منعه' صاحبه الـ 49 عام حديثها لـ 'بوابة المواطن' الإخبارية، وقله الحيله بصوتها ولكن علي وجهها ابتسامه كبيره لا تفارقها تشعر وكأن القناعه قد سكنت بقلبها رضيت بحالها التي فرض عليها ان تعيشه فقد فارقها زوجها منذ خمس سنوات وذهبت روحه الي رب كريم وترك لها 4 أطفال ولم تستيقظ من الصدمه الي ان توفي ابنها غرقا بعد عام من وفاة زوجها وترك لها الحياة بين الفقر فلم يكن زوجها موظف كان يعمل باليومية لم يترك لها معاشا او شيئا تعيش منه هي وأطفالها الذين لم تتجاوز أعمارهم الـ 11 عام.
قالت 'منعه' ان زوجها كان يعمل باليوميه وكانت تعيش بذلك المبلغ الصغير الذي يذهب به اليها ليلا بعد يوم من العمل لتشتري منه طعام لأطفالها ودروس خصوصية ومصاريف المدرسة وتوفي زوجها وابنها وأصبحت تقوم بدور الأم والأب بمعاش صغير لا يكفي حتى لشراء الطعام وتوفير احتياجات الاسرة او احتياجات تعليم أطفالها الثلاثة وتعتمد علي المعونات التي يقدمها لها الغير وسئمت من نظرة الغير لها على عجزها فقرها فهذا الشعور يصعب على الجميع ان يمتلئ قلبه به.
وبابتسامة ملئت وجه 'منعه' قالت 'انا راضيه باللي ربنا قاسم هولي واهو ربنا مبينساش حد واللي بيجي من عنده نعمه وربنا يقدرني وافضل اخدم عيالي ' من اين هذا الرضا الذي يملئ قلبها رضا بقضاء الله سبحانه وتعالى فبعد وفاه زوجها وابنها شعرت بالكسره ولكن سرعان ماقامت تستقبل الحياه تقف لتحمي اطفالها وترعاهم وتقوم بتعليمهم وتعمل دورها في الحياة فهذه الحياة والمجتمع لا يرحمون والمرأه في مجتمعنا ينظر اليها الجميع نظره الضعف والاستغلال ولكن هناك نساء اقل ما يقال عليهم 'رجال' فكم من امرأة وقفت صامدة أمام ظروف هذه الحياة الصعبة وحدها ترعى أولادها ولكن ظروف نعمه وفقرها عائق أمام استكمال دورها الذي تسعى لأجله.
وطالبت 'منعه' اللواء مهندس هشام السعيد محافظ الغربية واللواء ممدوح هجرس رئيس مركز ومدينة السنطة بالنظر إلى حالتها وتوفير سبل الحياة ادميه لها ولاطفالها ومصدر دخل تصرف منه عليهم لكي يعيشوا مثل باقي الصغار في عمرهم.