إيران والسعودية.. مواجهة عسكرية تترك خلفها بحور من علامات الاستفهام

الثلاثاء 25/سبتمبر/2018 - 02:33 م

عواطف الوصيف

إيران والسعودية، عالمين مختلفين تماما، فعلى الرغم من أن كلاهما يؤمنان بالشريعة الإسلامية، لكن لكل واحدة منهم الفكر الذي تسير عليه، فإحداهما سنية تماما، والأخرى شيعية، ويعد هذا هو سر الصراع بينهما، فكل واحدة منهم لا تريد أن تتمكن الأخرى من فرض سيطرتها وقوتها، على المنطقة، خاصة السعودية، فهي لا تريد أن تتمكن إيران من فرض سيطرتها وسطوتها حتى لا يكون للفكر الشيعي القدرة والهيمنة، لكن ترى هل يتوقف الأمر عند مجرد صراع في الأفكار والمذاهب الدينية، أم من الممكن أن يتطور الأمر لما هو أكثر من ذلك.

تعاون أم مواجهة
يرى الكثير من الخبراء وأساتذة السياسة الدولية، أنه من الصعب أن تتطور الأمور بين كل من المملكة السعودية، وإيران، إلى حد المواجهة المسلحة بينهما، نظرا لما ستتكبده هذه الحرب من أموال طائلة، علاوة على المعدات والأسلحة وما يمكن أن تسفر عنه من خسائر في الأرواح، وكل هذه النواح السلبية، ووفقا للعديد من الرؤى السياسية، يعمل كلا الجانبين سواء إيران او السعودية على تجنبهما، لكن لنضع تساؤلا هاما، وهو وفي حال نشوب حرب عسكرية بين كلا الطرفين كيف يمكن أن تكون المقارنة بينهما من حيث نقاط القوة والضعف.

إيران والسعودية

مقارنة القدرات العسكرية

وفقا للدراسات الأمريكية التي أجريت فإن إيران تأتي في المرتبة الـ 13 والسعودية في المرتبة الـ 26 ضمن قائمة أقوى بلدان العالم من الناحية العسكرية، وهو ما أكدته الدراسة التي قام بها موقع Global Firepowers المختص بدراسة جيوش العالم من حيث القدرات العسكرية.

مقومات قوة إيران عن السعودية

ومن ناحية العوامل غير المباشرة، تظهر الدراسة، السابق الإشارة لها وبوضوح، تفوق إيران على السعودية من حيث عدد السكان وخاصة هؤلاء القادرين على حماية وطنهم، وهو ما يجعلها أيضا ذات قوة إقتصادية تستند عليها خاصة في وقت الحروب والمواجهات العسكرية.

القوات الإيرانية

قوة المملكة السعودية عسكريا

عادة تكون الحالة الإقتصادية، هي أول شيء تفكر فيه أي دولة عند خوضها لأي حرب محتملة، لتعرف ما إذا كان هناك أي أثار سلبية، من الممكن أن تعود عليها، لذلك فمن جانبها، تتجاوز المملكة السعودية على الجمهورية الإسلامية من حيث حجم الميزانية الدفاعية 56 مليار دولار مقابل ستة مليارات، علاوة على احتياطيات الذهب، والقدرة الشرائية.

الإقتصاد التركي

التفوق الإيراني على السعودية

كلمة حرب، تعني العوامل والقدرات العسكرية، لذلك ربما يكون من المهم إلقاء الضوء على العوامل والقدرات العسكرية التي تمتلكها كل من إيران والسعودية، وحينها سيتضح أن إيران تتفوق على السعودية من حيث تعداد قواتها المسلحة حيث يصل إلى934 ألف عسكري مقابل 256 ألفا في السعودية، وكذلك من حيث عدد الدبابات 1650 مقابل 1142 والمدافع المقطورة 2188 مقابل 432 وراجمات الصواريخ 1533 مقابل 322 والمطارات العسكرية 319 مقابل 214.

التفوق الإيراني العسكري

نقاط القوة السعودية

لا يعني تفوق إيران في العوامل السابق ذكرها، أن السعودية لا تمتلك ما يؤهلها لتوصف بأنها ذات قدرات عسكرية، فنقاط قوتها تكمن في سلاح الجو الذي يبلغ844 طائرة حربية مقابل 505 لدى طهران و254 مروحية عسكرية مقابل 145، وعدد العربات المدرعة 5472 مقابل 2215 والمدافع المتحركة 524 مقابل 440.

قدرات إيران البحرية أمام السعودية

وفي البحر، تؤكد مختلف الدراسات الأمريكية، تفوق طهران على الرياض من حيث مجمل عدد المراكب العسكرية 398 مقابل 55، علاوة على الهيمنة الإيرانية المطلقة على السعودية في مجال الغواصات 33 غواصة مقابل لا شيء، وهذا التفوق يعتمد على عدد قوارب الدوريات لدى الجمهورية الإسلامية وكذلك المراكب المخصصة في إزالة الألغام، بينما تملك السعودية القوة الأكبر من الفرقاطات سبع مقابل خمس والطرادات أربعة مقابل ثلاثة.

البنى التحتية بين إيران والسعودية

من ناحية البنى التحتية، تشير الدراسة إلى أن طول الطرق في السعودية يبلغ أكثر من 221 ألف كلم مقابل نحو 173 ألفا في إيران، لكن الجمهورية الإسلامية تتجاوز بوضوح على المملكة من حيث طول سكك الحديد 8.4 ألف كلم مقابل 1.3 ألفا.

قوات عسكرية

الخلاصة..

تختلف وتتباين القدرات العسكرية ما بين إيران والمملكة السعودية، لكن ومن ناحية أخرى فكلاهما قوة إقتصادية لا يستهان بها، كل واحدة منهم تشكل إمبراطورية إقتصادية، لذلك والسؤال الذي تطرحه الظروف، هل من الأفضل أن يدخلا معا في مواجهات، لن تسفر عنها سوى الخسارة لدى الجانبين من حيث المعدات والقوات، أم التعاون وتوجيه جبهة موحدة تساعد على الوقوف أمام القوى العدائية التي تتربص بالشرق الأوسط.