شهادة روسية تكشف أكاذيب إسرائيل عن حرب أكتوبر وخفايا معركة الجوف في سوريا
الأحد 30/سبتمبر/2018 - 02:01 ص
عواطف الوصيف
طباعة
تعد روسيا واحدة من أهم وأبرز الدول الأوروبية التي كان لها دور رئيسيا في حرب أكتوبر 73، وهو ما أعترف به كل من النظام المصري والسوري أيضا خاصة وأن الدور الذي قامت به كان له تأثير مباشر على الجنود الذين حاربوا على الجبهة، وكان لها من التوجههات العسكرية ما كان سببا في تحقيق النصر، وهو ما وضحه شاهد على هذه الحرب وأحد أهم العناصر العسكرية الذي كشف عن الدور االروسي فوق الجبهة السورية، ومن هي الجهة التي حاولت مساعدة إسرائيل وحاربت بجانبها.
حرب أكتوبر
أمر عسكري بالإنسحاب
بعد الإنتصار الذي حققته القوات السورية على الجبهة، قرروا الطيارون السوريون البقاء في ثكناتهم العسكرية وعدم الذهاب إلى الملاجيء الخاصة، وهو ما أعترض عليه بشدة أحد المستشارون الروس، وأكد على ضرورة الرجوع إلى هذه الملاجيء، لأنه كان معروف عن الاستراتيجية الأمريكية وقت الحرب شن غارات على مطارات العدو لشل حركة السلاح الجوي لديه، وهو نفس التكتيك الذي كانت تتبعه إسرائيل، فحاولت القوات السورية بث الإطمئنان وأنه لا داع للقلق، وأن قيام إسرائيل بمثل هذه الغارات أمر مستبعد، وذلك لرغبتهم في البقاء في ثكناتهم، لذلك أضطر المستشارون الروس ، أن يوجهوا إنذار تدريبي تتطلب وجود الطياريين في الملاجيء ، وما كان على الجنود سوى تنفيذ الأمر، وبمجرد أن تم إخلاء ثكنات القوات السورية، حتى تم شن غارة جوية عنيفة من قبل إسرائيل تسببت في تدمير مطار الضمير تدميرا ثقيلا، وكان المستشار الروسي قائد السرب مقدم طيار الرائد يوري كوزين، هو السبب الرئيسي وراء إنقاذ الطياريين السوريين.
قصف مطار الضمير
إخفاء سر الهجوم على إسرائيل
أكد الرائد يوري كوزين أنه وعلى الرغم من تواجد عدد من المستشارين العسكريين الروس بشكل مستمر في سوريا، بحكم مهام عملهم والإعتماد عليهم في مختلف النواح العسكرية ، إلا أنهم لم يكونوا على دراية بأن هناك أي خطط للهجوم على إسرائيل، معللا السبب وراء ذلك هو أن هذه الحرب كانت تحتاج الحيطة وعدم الإفشاء عن أي أمور كان من الممكن أن تستفيد منها إسرائيل لمصلحتها، مشيرا إلى أن هذا الحذر يكون مطلوب إتباعه في المطارات الجوية أكثر من الثكنات التي يتواجد فيها القوات البرية، حيث أن خطر الهجوم والدمار يحيط بالمطارات أكثر، علاوة على أنها عادة ما تكون أول ما يتم استهدافه وتدميره، معربا عن تأييده بإتباع عنصر السرية.
الجبهة السورية عام 73
إعداد الطياريين السوريين
أكد كوزين أنه كان يتم إعداد الطياريين السوريين بم يساعدهم لكي يكونوا على أتم الأستعداد لأي مواجهة عسكرية، مشيرا إلى أن ذلك أمر بديهي في أي حرب واسعة النطاق، موضحا أن عادة ما يتم الإعتماد على طائرات التشويش لما تقوم به من دور إيجابي يساعد على تحقيق النصر على العدو، وسوريا على حد قوله، كان لديها حينذاك نوع خاص وهي "أن إثنى عشر ب ب" من هذه الطائرات، والتي يقودها طياريين ممن يمثلون السوفييت، وتمكنوا من خلالها التشويش على الرادارات الإسرائيلية ومحطات الرادار الأرضية، وهو يعتقد أن هذا أحد الأسباب الرئيسية التي ساعدت على تحقيق النصر لصالح القوات السورية مع إطلاق الضربة الأولى، موضحا أن الـ 80 طائرة الذين قاموا بالطلعة الجوية الأولى عادوا جميعا دون أي خسائر، مؤكدا أنها تمكنت من تخطي حدود قوات الدفاع الجوية الإسرائيلية.
الطيارين السوريين
دور ضئيل
أعترف الرائد يوري كوزين، أن دور المستشارين الروس في الحرب كان ضئيلا جدا لأنه ووفقا للقوانين والمباديء العسكرية التي يتم السير عليها، فإنه وفي وقت الحرب لا يصح التدخل بإبداء أي رأي أو نواح أخرى خاصة في ظل العمليات المكثف، لكن وعلى الرغم من ذلك، فقد كان هناك تعاون ملحوظ بين المستشارين الروس والطياريين السوريين، لمعرفة مختلف التفاصيل عن أي عقبات وقفت أمامهم، وكيف تم التعامل مع العدو، وكبف كانت مواجهة الضربات الجوية، وغيره من هذه الأمور العسكرية الجوية.
تفوق طياري سوريا
قدم يوري كوزين إشادة هامة، فبإعتباره واحد من أهم المستشارين الروس، الذي كان يستفاد بخبرته ورؤيته العسكرية، فقد أكد أن الطياريين السوريين قد قدموا بلاء حسنا، وتمكنوا من خوض الحرب بشجاعة تشهد لهم، مؤكدا أنه هو شخصيا كان راضيا جدا عن أدائهم، وأنه كان يشعر كم يتمتعون من حماسة وشجاعة لا مثيل لها، وأنهم كانوا يشعرون بقدراتهم، وتميزهم حتى على طياري إسرائيل، وروى حادثة بعينها وقعت يوم السابع من أكتوبر 73، تؤكد بالفعل ليس فقط بسالة طياري سوريا، وإنما تفوقهم أيضا على نظرائهم في إسرائيل، والدليل أن أحد الطياريين السوريين أسر طيار إسرائيلي.
أسرار معارك الجوف
أستطرد مقدم طيار الرائد يوري كوزين، ليكشف عن المعركة التي نشبت خلال الثلاث أيام : "11 و 12 و 13"، من أكتوبر عام 1973، حيث نوه أن إسرائيل أرادت استعادة أحد المواقع الاستخباراتية التي خسرتها في سوريا، وكان من ضمن الأسلحة التي أعتمدت عليها، هي طيارات الفانتوم، لكن المهم في الأمر، هو أن من قادوا هذه الطيارات كانوا ضباط أمريكيون، ومن أوروبا الغربية ويعتبر كوزين أن هذا هو الملفت في الأمر لأنه يكشف حقيقة الدولة التي وقفت بجاب إسرائيل ضد العرب، وليس الأمر مجرد روايات تحكى، قد تعتبر تحميل على واشنطن أو الرغبة في إتهامها، فهي الآن شهادة من احد شهود العيان، المهمين أحد المستشارين العسكريين الروس، الذي كان له دور رئيسي في الحرب.
طائرت الفانتوم الأمريكية
سبب تقديم الدعم الخارجي
نوه كوزين أن إسرائيل فقدت نسبة كبيرة من الطياريين الإسرائيليين مع الأيام الأولى من الحرب،هذا لذلك كانت في حاجة ماسة إلى الدعم الخارجي، وهو ما قدمته لها واشنطن، من خلال طيارتها وطياريناها، علاوة على إعتمادهم على إشارات التمويه التي كانوا يقومون بها.
أكاذيب إسرائيلية وحقائق تكشف
أكد العقيد كوزين، أن إسرائيل تعمدت ترويج شائعات لا أساس لها من الصحة عن نجاحات قاموا بها، خلال الحرب، مثل أنهم لم يأسر من طياريهم سوى 6 فقط لكن حقيقة الأمر أن 44 طيار إسرائيلي تم أسرهم، أما وفيما يتعلق بسوريا، لم تخسر من طياريناها ممن أستشهدوا إلا ما يقارب الـ 16%، وهو ما أعتبره نسبة لا بأس بها على حد قوله.
موشى ديان وجولدا مائير
سوريا تنتصر
حرص العقيد يوري كوزين، على التأكيد بأنه وعلى الرغم من أن الحرب لم تحقق النتيجة المرجوة وهي تحرير الجولان، لكن الطياريين السوريين لم يخسروا معركتهم في الجو، فقد أنتصروا بالفعل، مؤكدا أن إسرئيل حققت هزيمة ساحقة في معركتهم الجوية أمام سوريا، وهو ما يعيه القوات السورية جيدا، وأنهم فخورون بم حققوه، على حد قوله.
إتقان العمل
أختتم العقيد يوري كوزين، بمدح الشعب السوري، حيث أكد أن الفترة التي قضاها هناك، جعلته يتيقن من أن هذا الشع، يتمتع بالشجاعة والقوة، وأبرز ما يميزه أنه دائما ما يبذل قصارى جهده ويكافح من أجل ما هو أفضل، ويقف في وجه العدو مهما كانت هويته، مشيرا إلى أنه يعتبر أن الإتحاد السوفيتي بذل قصارى جهده، وتمكن من المساعدة العسكرية على أحسن وجه، والدليل على ذلك ما حققه طياري سوريا خلال الأيام الأولى من الحرب، وأيام معركة الجوف الثلاث.