فلسطين .. قضية أثبتت بواطن الاستيطان وأكدت استمرار الاحتلال

الأحد 30/سبتمبر/2018 - 02:08 م

القضية الفلسطينية

عواطف الوصيف

تشهد فلسطين إصرار من قبل أبناءها على المقاومة أمام المحتل الإسرائيلي، يعربون دائما عن رفضهم لمبدأ الخضوع أو الإستسلام للأمر الواقع وترك القوات الإسرائيلية تنعم كيفما تشاء على الأراضي الفلسطينية، لكن القضية لا تتوقف عند مجرد الإصرار على المواجهة فأبناء القدس يدفعون حياتهم ثمنا لهذا الإصرار ويوميا نشهد بحورمن الدماء ما بين قتلى وجرحى، وقد تعددت الرؤى العبرية وأختلفت في تحليل الموقف على الأرض الفلسطينية.

المسجد الأقصى

تحليل عبري

في محاولة لرصد أهم الرؤى العبرية، فقد أعتبر موقع "اسرائيل نت" أن المظاهرات التي يشهدها قطاع غزة تشهد عنف غير عادي، كل يوم أكثر من الأخر، كما أعتبر موقع"عنيان مركزي" "الإسرائيلي" أن هذه الأحداث تقرب "إسرائيل" وقطاع غزة من حرب جديدة، موجها إتهام مباشر ضد وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينت، بأنه وفي حال نشوب هذه الحرب، سيكون هو المسؤول الأول عنها، كونه منع رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو التوصل الى حل تسوية مع حماس فكل ما سيحدث من اليوم وصاعداً في مغلف غزة لديه عنوان واحد فقط وهو وزير التعليم نفتالي بينت الذي يريد ان يكون وزيراً للحرب، بحسب ما نوه عنه من رؤية عبرية.

وزير التعليم الإسرائيلي

فلسطين من الجانب البريطاني

لم تتوقف فلسطين والأوضاع في قطاع غزة والمواجهات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، عند مجرد الرؤى العبرية، فقد حرصت الرؤى الفكرية البريطانية أن ترعب عن موقفها هي الأخرى، وهو ما بات واضحا مما سبق أن نوهت عنه صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، فقد ركزت على ملف الحصار الإسرائيلي على القطاع، ووجهت إنتقاد مباشر ضد واشنطن تحديدا، بسبب القرارات التي أتخذتها والتي تمثلت في الإنسحاب من عملية تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، المعروفة بـ "أونروا".

مسؤولية أكبر

أنتبهت الصحيفة البريطانية، إلى أن ما قامت به واشنطن تجاه الأونروا، يجعل مسؤولية الغرب أكبر في التدخل ودعم الفلسطينيين، خاصة وان قرارات واشنطن ضد الأونروا، أي التي جاءت ضد اللاجئين الفلسطينيين، تأتي في ظل تزايد حالة الحرمان التي تهدد حياة مئات الآلاف، مشيرة إلى أن الوضع أكثر إلحاحا بسبب الحصار.

منظمة الأونروا

دعم بريطاني لأبناء غزة

دائما ما تحاول إسرائيل كسب الدعم الدولي للوقوف معها، محاولة إقناع الجميع أن الفلسطينيين هم سر الأزمة وهم من يمارسون إجراما ضد إسرائيل، لكن سياستها الغبية كانت سبب في قلب الطاولة ضدها، وبدلا من توجيه إنتقاد دولي ضد الشعب الفلسطني كسبوا تاييدا دوليا صارخا، فقد قدمت "إندبندنت" البريطانية دعما للشباب من أبناء قطاع غزة، مؤكدة أن حياتهم لن تكون ملكا لأحد أيا كان أو أي بلد وعلى رأس القائمة واشنطن ذاتها، التي أعتبرت أنها سمحت لإسرائيل سلب حياة الأبرياء من أبناء فلسطين، موضحة أن ما حدث خلال الأيام الأخيرة خير دليل على ذلك، حيث مقتل ثلاثة من رجال الإسعاف على أيدي جنود إسرائيليين في قطاع غزة وانتقدت الصحيفة كذلك قيام الجنود الإسرائيليين بقتل شباب أثناء سعيهم لإسعاف الجرحى.

مسيرات العودة

فرحة إسرائيل بالدماء

إذا حاولنا العودة إلى الرؤية العبرية، مرة أخرى وذلك من سننتقل إلى موقع صحيفة "آي" البريطانية، التي حرصت على نشر تقريرا كتبه روبرت فيسك، بعد اللقاء الذي أجراه مع الصحفي الإسرائيلي غيديون ليفي، والذي أدلى بتصريحات ورؤى بعينها تعد ملفتة ومثيرة للجدل بصورة واضحة، فعلى الرغم من أنه إسرائيلي، إلا أنه لم يخفي حقيقة أن الإسرائيليين يفرحون لموت أي فلسطيني، موضحا أن الليبراليين ممن ينتمون لعالم إسرائيل السياسي، يقدمون مبررات لعمليات القتل الممنهجة التي يتم القيام بها، فهم لا يرون عيبا في أن يقوم قناص بقتل طفل صغير والحُجة هو أنه يلوح بيده، كما أنهم وعلى حد قوله يشاهدون على التلفزيون القناص يقتل ممرضة وهي ترتدي زيها، ولكنهم يبررون كل شيء.

شهداء فلسطين

كارثة الاستيطان على مصير فلسطين

ربما من الضروري لفت الإنتباه لما قاله غيديون ليفي، خاصة وأنه صحفي ممن يؤخذ برأيهم ويعتمد على معتقداتهم في إسرائيل، فوفقا لما قاله عن استيطان اليهود، فيكن وصفه بأنه أمر كارثي لأنه وبحسب تقديراته يصل عدد إلى700 ألف شخص، ودون إجلائهم لا يمكن إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.

ويقول ليفي بحب الحوار الذي اجري معه: "الجميع يعرفون هذا الأمر، والجميع يرددون الشعار القديم لأن في ذلك يناسبهم، فشعار حل الدولتين يرضي السلطة الفلسطينية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وبذلك يمكن استمرار الاحتلال لمئة عام مقبلة، على أمل يحقق حل الدولتين".