عشب النيكل .. طوق النجاة الإسرائيلي الذي غير مسار حرب أكتوبر
الإثنين 01/أكتوبر/2018 - 04:00 ص
أنهار بكر
طباعة
كانت عملية عشب النيكل إحدى أهم عمليات الإمداد الجوية التي قامت بها أمريكا لإسرائيل بالأسلحة خلال حرب أكتوبر1973، وباعتبارها الابنة المدللة بذلت أمريكا كل الجهود لتغير دفة الأمور لصالح إسرائيل.
حيث قامت قيادة النقل الجوي العسكري التابعة للولايات المتحدة الأمريكية بشحن ما يقرب من 22.225 طن من الدبابات والمدفعية والذخيرة والعديد من الإمدادات الأخرى.
الإمدادات الأمريكية الإسرائيلية
شُحنت هذه الامدادات إلى إسرائيل في الفترة من 14اكتوبر حتي14نوفمبر1973، كانت النداءات الإسرائيلية تتعالي طلبًا للنجدة، فكان هذا الامداد الأمريكي في منتهى الأهمية بالنسبة لإسرائيل لقتالها ضد الشعوب العربية.
وذلك في محاولاتها لردع الهجوم المصري السوري، الذي بلغت ذروة عظمته على الجبهة المصرية بسبب الخسائر الفادحة التي سببها الجيش المصري لإسرائيل.
بالإضافة إلى أنه بعد الإنهيار الذي تعرضت له إسرائيل في 6 أكتوبر ونظرًا لاستمرار القتال 6 أيام، تعرضت إسرائيل لخسائر بشرية لا تقوى على تحملها بسبب قلة عدد أفرادها، بالإضافة إلى خسائرها في كلًا من سلاحي المدرعات والطائرات، فضلًا عن سقوط خط بارليف تحت قبضة الجيش المصري.
صرخات جولدا مائير
تعالت الصرخات التي نادت بها إسرائيل العالم لينقذهم من قبضة الهجمات المصرة السورية، فكان النداء الأكثر شهرة لرئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير هو "أنقذوا إسرائيل".
في بادئ الأمر تخوفت كلًا من وزارتي الخارجية والفاع الأمريكي، من رأي السوفييت في الجسر الجوي الذي ستمد به أمريكا إسرائيل بالمعدات والسلاح، لذلك فقد قامت الولايات المتحدة بوضع عدد من الشروط لامداد إسرائيل بالعتاد.
الشروط الأمريكية لإتمام الصفقة
لم يشأ وزير الخارجية الأمريكي هينري كيسنجر أن تتوتر العلاقات الأمريكية بالسوفييت أو بالعرب نتيجة هذه الإمدادات العسكرية، وفي الإطار ذاته لم يكن وزير الدفاع الأمريكي جيمس شلسنجر، لم يكن يريد استخدام قوات النقل العسكرية الأمريكية لتسليم المعدات لإسرائيل.
ونظرًا لكل هذه المخاوف التي حملتها الولاات المتحدة فقد فضل "شلسنجر" أن يتم نقل المساعدات الأمريكية لإسرائيل عن طريق "جزر الآزور" حيث تقوم الطائرات الإسرائيلية باستلامها.
وبما أن أمريكا هي المستفيد الأول من الحرب الدائرة في المنطقة العربية بين العرب وإسرائيل، فقد سارعت الولايات المتحدة لمد يد العون والمساعدة لإسرائيل، وأقامت جسرًا جويًا لتعويض الجيش الإسرائيلي ما تكبده من خسائر في الطائرات والدبابات وخلافه، منذ يوم10أكتوبر بصورة غير رسمية و13 أتوبر بصورة رسمية، وأطلق على هذه العملية اسم " نيكل جراس" واستخدم بها طائرات سي5 وسي141 وهم أحدى أنواع طائرات النقل العسكرية العملاقة.
إسرائيل..أسطورة كاذبة
الفريق محمد عبد الغني الجمسي رئيس هيئة عمليات حرب أكتوبر، قال بشأن الجسر الجوي الأمريكي الإسرائيلي أن "إسرائيل لم تكتف بطائرات الجامبو السبع لنقل احتياجاتها من الأسلحة والمعدات"، لذلك فقد عملت على استئجار طائرات مدنية أمريكية للتعجيل من إجراءات النقل.
ونظرًا للمخاوف الأمريكية من مقاطعة العرب إليهم، رفضت شركات الطيران الطلب الذي تقدمت به إسرائيل، وتغير تخطيطهم إلى استخدام طائرات النقل العسكرية الأمريكية، وقد استمر الجسر الجوي الأمريكي ما يقرب من 33 يومًا.
كانت تصريحات المسئولين الإسرائيلين تدل على أسطورتهم الكاذبة وهزيمتهم الحتمية لولا الامداد الأمريكي، وهو ما أكد عليه "دايفيد بن اليعازر" رئيس الأركان الإسرائيلي، عندما قال في يوم 10أكتوبر "وصلت مساء أمس الطائرات التي أرسلتها الولايات المتحدة تعويضًا عن جميع الطائرات التي سقطت لنا حتى الآن، وقد وصلت من القواعد الأمريكية في أوروبا مطبوعًا عليها إشارة سلاحنا الجوي، ودخلت المعارك بعد لحظات معدودة"، وسميت العملية رسميًا "نيكل جراس" أو عشب النيكل.
وأضاف "بن اليعازر" في يوم الـ13 من أكتوبر أن عملية نيكل جراس قد استمرت تحت إشراف أحد أكبر المسئوليين في وزارة الدفاع الأمريكية، وتحول هذا الجسر إلى الأمل الوحيد لإسرائيل لتستعيد قوتها وتماسكها من جديد.
الجسر الأمريكي..طوق النجاة الذي زيف الحقائق
قالت جولدا مائير في كتابها "حياتي" أن وصول الطائرات الامريكية التي نقلت لهم المعدات، هو ما أنقذ إسرائيل من الموقف الذي لا يُحمد عقباه.
وأضافت "أذكر في يوم الـ7 من أكتوبر أنني اتصلت بالسفير الإسرائيلي في أمريكا، وأخبرته بصعوبة الموقف وأن الموت يأكل جنودنا، وأن كل ساعة تمر عليهم تكلفهم الكثير، ورد كيسنجر على إتصالات السفير وقال بأن الطائرات العملاقةمن طراز سي141 قد تلقت الأمر من الرئيس بنقل كل ما تريده وتطلبه جولدا مائير.
وعلى الرغم من الإمدادات التي تلقتها إسرائيل إلا أنها لم تنل من عزيمة العرب، ولم تقلل من حجم الإنجاز الذي حققوه، وأنها لم تغير من نتيجة الحرب بفوز العرب، إلا أنها قللت من حجم الخسائر التي تعرض إليها العدو في الأيام الأخيرة من الحرب.
حيث قامت قيادة النقل الجوي العسكري التابعة للولايات المتحدة الأمريكية بشحن ما يقرب من 22.225 طن من الدبابات والمدفعية والذخيرة والعديد من الإمدادات الأخرى.
الإمدادات الأمريكية الإسرائيلية
شُحنت هذه الامدادات إلى إسرائيل في الفترة من 14اكتوبر حتي14نوفمبر1973، كانت النداءات الإسرائيلية تتعالي طلبًا للنجدة، فكان هذا الامداد الأمريكي في منتهى الأهمية بالنسبة لإسرائيل لقتالها ضد الشعوب العربية.
وذلك في محاولاتها لردع الهجوم المصري السوري، الذي بلغت ذروة عظمته على الجبهة المصرية بسبب الخسائر الفادحة التي سببها الجيش المصري لإسرائيل.
بالإضافة إلى أنه بعد الإنهيار الذي تعرضت له إسرائيل في 6 أكتوبر ونظرًا لاستمرار القتال 6 أيام، تعرضت إسرائيل لخسائر بشرية لا تقوى على تحملها بسبب قلة عدد أفرادها، بالإضافة إلى خسائرها في كلًا من سلاحي المدرعات والطائرات، فضلًا عن سقوط خط بارليف تحت قبضة الجيش المصري.
صرخات جولدا مائير
تعالت الصرخات التي نادت بها إسرائيل العالم لينقذهم من قبضة الهجمات المصرة السورية، فكان النداء الأكثر شهرة لرئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير هو "أنقذوا إسرائيل".
في بادئ الأمر تخوفت كلًا من وزارتي الخارجية والفاع الأمريكي، من رأي السوفييت في الجسر الجوي الذي ستمد به أمريكا إسرائيل بالمعدات والسلاح، لذلك فقد قامت الولايات المتحدة بوضع عدد من الشروط لامداد إسرائيل بالعتاد.
الشروط الأمريكية لإتمام الصفقة
لم يشأ وزير الخارجية الأمريكي هينري كيسنجر أن تتوتر العلاقات الأمريكية بالسوفييت أو بالعرب نتيجة هذه الإمدادات العسكرية، وفي الإطار ذاته لم يكن وزير الدفاع الأمريكي جيمس شلسنجر، لم يكن يريد استخدام قوات النقل العسكرية الأمريكية لتسليم المعدات لإسرائيل.
ونظرًا لكل هذه المخاوف التي حملتها الولاات المتحدة فقد فضل "شلسنجر" أن يتم نقل المساعدات الأمريكية لإسرائيل عن طريق "جزر الآزور" حيث تقوم الطائرات الإسرائيلية باستلامها.
وبما أن أمريكا هي المستفيد الأول من الحرب الدائرة في المنطقة العربية بين العرب وإسرائيل، فقد سارعت الولايات المتحدة لمد يد العون والمساعدة لإسرائيل، وأقامت جسرًا جويًا لتعويض الجيش الإسرائيلي ما تكبده من خسائر في الطائرات والدبابات وخلافه، منذ يوم10أكتوبر بصورة غير رسمية و13 أتوبر بصورة رسمية، وأطلق على هذه العملية اسم " نيكل جراس" واستخدم بها طائرات سي5 وسي141 وهم أحدى أنواع طائرات النقل العسكرية العملاقة.
إسرائيل..أسطورة كاذبة
الفريق محمد عبد الغني الجمسي رئيس هيئة عمليات حرب أكتوبر، قال بشأن الجسر الجوي الأمريكي الإسرائيلي أن "إسرائيل لم تكتف بطائرات الجامبو السبع لنقل احتياجاتها من الأسلحة والمعدات"، لذلك فقد عملت على استئجار طائرات مدنية أمريكية للتعجيل من إجراءات النقل.
ونظرًا للمخاوف الأمريكية من مقاطعة العرب إليهم، رفضت شركات الطيران الطلب الذي تقدمت به إسرائيل، وتغير تخطيطهم إلى استخدام طائرات النقل العسكرية الأمريكية، وقد استمر الجسر الجوي الأمريكي ما يقرب من 33 يومًا.
كانت تصريحات المسئولين الإسرائيلين تدل على أسطورتهم الكاذبة وهزيمتهم الحتمية لولا الامداد الأمريكي، وهو ما أكد عليه "دايفيد بن اليعازر" رئيس الأركان الإسرائيلي، عندما قال في يوم 10أكتوبر "وصلت مساء أمس الطائرات التي أرسلتها الولايات المتحدة تعويضًا عن جميع الطائرات التي سقطت لنا حتى الآن، وقد وصلت من القواعد الأمريكية في أوروبا مطبوعًا عليها إشارة سلاحنا الجوي، ودخلت المعارك بعد لحظات معدودة"، وسميت العملية رسميًا "نيكل جراس" أو عشب النيكل.
وأضاف "بن اليعازر" في يوم الـ13 من أكتوبر أن عملية نيكل جراس قد استمرت تحت إشراف أحد أكبر المسئوليين في وزارة الدفاع الأمريكية، وتحول هذا الجسر إلى الأمل الوحيد لإسرائيل لتستعيد قوتها وتماسكها من جديد.
الجسر الأمريكي..طوق النجاة الذي زيف الحقائق
قالت جولدا مائير في كتابها "حياتي" أن وصول الطائرات الامريكية التي نقلت لهم المعدات، هو ما أنقذ إسرائيل من الموقف الذي لا يُحمد عقباه.
وأضافت "أذكر في يوم الـ7 من أكتوبر أنني اتصلت بالسفير الإسرائيلي في أمريكا، وأخبرته بصعوبة الموقف وأن الموت يأكل جنودنا، وأن كل ساعة تمر عليهم تكلفهم الكثير، ورد كيسنجر على إتصالات السفير وقال بأن الطائرات العملاقةمن طراز سي141 قد تلقت الأمر من الرئيس بنقل كل ما تريده وتطلبه جولدا مائير.
وعلى الرغم من الإمدادات التي تلقتها إسرائيل إلا أنها لم تنل من عزيمة العرب، ولم تقلل من حجم الإنجاز الذي حققوه، وأنها لم تغير من نتيجة الحرب بفوز العرب، إلا أنها قللت من حجم الخسائر التي تعرض إليها العدو في الأيام الأخيرة من الحرب.