حتى لا ننسى "أنديرا غاندي" المرأة التي هزت عرش الهند وماتت بسبب رجل

الجمعة 26/أكتوبر/2018 - 12:01 م

شيماء اليوسف

كانت أنديرا غاندي ابنة زعيم الهند الراحل جواهر لال نهرو ورسائل نهرو الشهيرة إلى أنديرا أثناء الأعوام التي أمضاها في السجن من أهم ما يعتز به الهنود في مكتباتهم، وبقدر إعجاب شعب الهند بنهرو كان إعجابهم بابنته أنديرا ومن هنا كان حرصهم عن اقتناع وليس عن مجرد عاطفة لأن تتولى رئاسة حزب المؤتمر بعد رحيل أبيها ثم أن تتولى منصب رئيس الوزراء خلفا للأب الراجل.

أنديرا غاندي

استطاعت الصحافة الهندية أن تعبئ الشعب الهندي ضد أنديرا غاندي إلى حد التصويت ضدها في الانتخابات العامة ومنع حزبها من تأليف الوزارة، لقد اتخذت حكومة أنديرا غاندي مجموعة من الإجراءات الاستثنائية لحل المشكلات التي يعانيها 400 مليون نسمة هم تعداد الشعب الهندي آنذاك لكن الشعب أصر على رفض الإجراءات التي قيل له إنها تستهدف التغلب على مشكلاته وأصر على الحرية والديمقراطية وسيادة القانون.

أنديرا غاندي والحكومة الهندية

أنديرا غاندي

عندما أجريت الانتخابات العامة سقط حزب المؤتمر وأخفقت أنديرا نفسها في دخول البرلمان ونجح تخالف جاناتا في الحصول على الأغلبية وتأليف الوزارة، كان السقوط التراجيدي لحزب نهرو العظيم ولابنته لم يكن مجرد مصادفة ولا هو وليد حماسة وقتية أو رغبة في التغيير لكنه جاء محصلة حملات صحفية مثيرة كشفت عن الكثير من الحقائق والملابسات والفضائح.

كيف هاجمت الصحافة الهندية أنديرا غاندي

أنديرا غاندي

تناولت صحف المعارضة الهندية استغلال النفوذ سواء من حزب المؤتمر أو من أنديرا غاندي، نفسها في الإعداد للانتخابات وفي عملية الانتخاب فقد استخدموا سلطة الإدارة وإمكاناتها البشرية والمادية وأفاضت الصحف في تناول صفقات الانفتاح المريبة التي شاركت فيها أنديرا أو شارك فيها بعض المقربين إليها.

أنديرا غاندي

تناولت التحقيقات الصحفية بالتحديد سنجاي ابن أنديرا وأطلقت عليه اسم الطفل المعجزة وأكدت الصحف أن الإجراءات الاستثنائية تحمي الانحراف وليس العكس وأن فتح الملفات ومحاسبة المسئولين بصرف النظر عن مناصبهم هو الضمان الوحيد لحماية المسيرة الديمقراطية، تحدثت الصحف عن استخدام رئيسة الوزراء طائرة تملكها الدولة لقضاء مهمة حزبية وعن استخداماتها سيارة حكومية بدلا من سيارتها الخاصة في جولاتها الانتخابية.

أنديرا غاندي

مارست أنديرا غاندي، الحكم بثقة المرأة التي تعرف ماضيها وماضي عائلتها جيدا فهي ابنة نهرو العظيم وعمتها فيجايا لاكشيمي التي شغلت منصب سفير بلادها في الأمم المتحدة ثم سفيرة للهند في انجلترا و هي الفتاة التي وجه إليها نهرو فصول كتابه الأشهر من رسائل نهرو إلى أنديرا وهي تذكر قول الحاكم الإنجليزي للهند أثناء الاحتلال هذه الملعونة يقصد بذلك عائلتها التي نشرت الثورة في أنحاء الهند ودخل جميع أفرادها السجون والمعتقلات دفاعا عن حرية بلادهم منذ الجد العجوز موتيلا والد نهرو إلى الحفيدة ليكها التي لم تكن بلغت الثانية عشرة من عمرها.

انفصال الباكستان عن الهند وموقف أنديرا

أنديرا غاندي

أغفلت أنديرا غاندي، أوضاع الهند التي تتسم بحساسية شديدة بين الطوائف المختلفة فمجموع عدد سكانها يصل إلى 850 مليون نسمة الغالبية من الهندوس يليهم المسلمون 100 مليون وإذا كانت بعض الإحصاءات ترفع الرقم إلى الضعف ثم الديانات الأخرى والصراع بين الهندوس والمسلمين قديم وكان هو العامل المباشر في انفصال الباكستان عن الهند وهو كذلك سبب الإضرابات الطائفية والمذابح التي تشهدها الهند بين كل فترة قصيرة وأخرى.

أنديرا غاندي

اغتيلت أنديرا غاندي بعد الخلاف الذي نشأ بينها وبين زعيم جماعة السيخ المشهورة في الهند لما كانت أنديرا ترأس الحكومة الهندية حيث قامت الجماعة بالاعتصام بجوار معبدهم بل وأضربوا عن الطعام، مما اجبر أندير إلى الهجوم المقتحم لمدينة جماعة السيخ، وأسفر الهجوم عن مصرع قرابة 500 شخصا من أعضاء الجماعة إلى جانب اعتقال ما يقرب من 2000آخرين وكان على رأس الضحايا زعيم الجماعة، مما جعلهم يغضبون على أنديرا وقد قام باغتيالها أحد حراسها الخاصين.