خطبة الجمعة في دروس الابتلاء والشر .. شعائر روحانية من رحاب مساجد مصر
الجمعة 26/أكتوبر/2018 - 03:03 م
شيماء اليوسف
طباعة
حددت وزارة الأوقاف خطبة الجمعة اليوم، حول الابتلاء والشر، وشدد الأوقاف على كافة الأئمة ضرورة الالتزام بنص الخطبة، كما أكدت على ألا يزيد الوقت المخصص للإلقاء الخطبة ما بين 15- 20 دقيقة كحد أقصى، وقد تمثلت ثقة الوزارة في أئمتها الذين نفذوا ضوابط الخطبة والقرارات التي نصت عليه الوزارة.
خطبة الجمعة في دروس الابتلاء والشر
وقد أقيمت شعائر صلاة الجعة من مسجد التوبة بمحافظة البحيرة، حيث تناول خطيب المسجد الشيخ حامد النمر شرح الابتلاء والشر، وقال إن الابتلاء يقصد به الاختبار والامتحان سواء بالخير أو الشر، وقد أكد حديثه بنص قرآني وهو، " أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ" (العنكبوت : 2-3).
خطبة الجمعة في دروس الابتلاء والشر
من ناحية أخرى أوضح خطيب وإمام مسجد التوبة، أن الاختبارات التي يضعنا الله فيها كأحد أشكال الابتلاء الدنيوي، تنطوي بالسعة في المال أو ضيق ذات اليد فيه، موضحا أن السعة في المال تأتي لينظر المرء هل يشكر ويقوم بتأدية حق الله في هذه النعمة التي وهبه الله إياها أم لا.
خطبة الجمعة في دروس الابتلاء والشر
ويعد الابتلاء سنة من سنن الله عز وجل في الأرض وهو أحد القوانين التي تسير أمور البشر، ولا يكون الابتلاء بالشر وحده كما يتصور البعض بل إن الإنسان يبتلى بالخير كما يبتلى بالشر، كما أن الإنسان يبتلى بالسعة كما يبتلى بالضيق، ويبتلى باليسر كما يبتلى بالعسر.
وتعتبر الدنيا دار ابتلاء والعاقل هو من يدرك أنه مبتلي على كل حال في الدنيا، فالابتلاء يكون بالسعة الوافرة في المال أو يكون الابتلاء على شكل ضيق ذات اليد في المال، ويقول الله تعالى في كتابه العزيز أن: " فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن، وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانني".
خطبة الجمعة في دروس الابتلاء والشر
تعد الدنيا ليست محلا جائزا للطائع بالنعم وليست عقاب للعاصي بالنقم وليست السعة أو الضيق أمارة على إكرام الله عز وجل للعبد أو إهانته إنما يعطي الله النعم لعباده أو يمنعها عنهم ليختبرهم، فيبتلى العبد بالنعم لينظر هل يشكر ويؤدي حق الله عليه في المال أم يبخل بنعم الله التي وهبها له.
خطبة الجمعة في دروس الابتلاء والشر
وجب على العبد أن أن يشكر الله في السراء والضراء وكلما شكر الله زود من خيره، واتسعت البركة فيما يملك وأمطرت عليه السماء نعمها من كل حدب وصوب، فمن يشكر له المزيد وحسن الجزاء، بينما من يكفر فعليه السخط ثم تزول النعمة من أمامه ويكون عذاب الأخرة مرقده ومصيره، ويقول الله تعالى : "وإذا تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولإن كفرتكم إن عذابي لشديد".
خطبة الجمعة في دروس الابتلاء والشر
يبتلى الإنسان بقلة المال حتى يختبر صبره وصلابة إيمانه أو جزعه وسخطه وضعف إيمانه بالله عزل وجل، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم، " قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما أتاه" ويكون الإبتلاء بالصحة والمرض فيبتلى العبد بالصحة فينظر هل سيشكر صاحبها نعم الله تبارك وتعالى، ويجعلها في خدمة الضيف والشيخ الكبير، وذوي الاحتياجات الخاصة، أم أنه سيفتري بصحته وقوته على خلق الله.
خطبة الجمعة في دروس الابتلاء والشر
تتعدد أشكال الابتلاء حيث يكون على شكل الابتلاء بالمرض لينظر هل سيصبر صاحب المرض على ما أصابه أم يستمرد على قضاء الله ومن صبر ورضى فله الرضا ومن سخط فله السخط، وقد يكون الابتلاء بالولد أو بالحرمان منه، فمن ابتلي بالولد هل سيشكر هذه النعمة بحسن تربية أبنائه وتعهدهم والوفاء بحقهم، والانفاق عليهم، وقد يكون الابتلاء بعدم الولد لينظر هل سيرضى الإنسان ويقنع ويرضى بقضاء الله وقدره أو سيجزع ويسخط، وهكذا الشأن في الحال كله ما بين ابتلاء بالخير والشر حتى يميز الكاذب من الصادق والخبيث من الطيب والشقي من السعيد.