الأردن والعراق .. ارتباط أقوى من تقلبات الزمن
الأحد 18/نوفمبر/2018 - 02:31 م
سيد مصطفى
طباعة
لا تعتبر زيارة برهم صالح للأردن زيارة رئيس دولة لبلد آخر، فالعلاقات الأردنية العراقية علاقات وثيقة تاريخيا، بين الشعبيين والبلدين، وكانت هناك عدة جهود لتوحيد الدولتيين خلال القرن الماضي، والأردن أصبح منذ العام 2003 أصبح قبلة للعراقيين على مختلف انتماءاتهم الطائفية والسياسية، وشكلت الجالية العراقية المقيمة في الأردن تجمعًا لمختلف القوى الحكومية والمعارضة بل وحتى قوى المقاومة.
بداية العلاقة
بداية العلاقة
بدأت العلاقات بين القطرين، عندما قرر المؤتمر العراقي المنعقد في دمشق عام 1920م قد قرر "استقلال البلاد العراقية المسلوخة عن تركيا بحدودها المعروفة، والمناداة بالأمير عبد الله بن الحسين ملكا دستوريا بلقب ملك العراق.
توجه الأمير عبد الله إلى لمقابلة المندوب السامي البريطاني اللورد اللنبي في مصر، لأن العراق يخضع في ذلك الوقت للحكم العسكري البريطاني ليعرض عليه مقررات المؤتمر، لكن عزم والده ترشيحه لقطر آخر، لهذا قرر العراقيون مبايعة فيصل ملكًا على العراق، وقبل الأمير عبد الله إمارة شرق الأردن نيابة عن والده، ووافق أن يدير شقيقه فيصل عرش العراق.
واتسمت العلاقة بين الملكين فيصل وعبد الله بطابع الود والاتفاق على كثير من الأمور المهمة ذات العلاقة المشتركة بينهم، فقد أيد الملك فيصل استقلال حكومة شرق الأردن، الذي أعلنته بريطانيا عام 1923م، كذلك تباحث الأخوان في عام 1924م بشأن وضع التدابير اللازمة لوقف الغزو الوهابي على شرق الأردن، وخلال مؤتمر الكويت وقف الجانبان جبهة واحدة إزاء المواقف السعودية، كما إتفقا على عملية ترسيم الحدود
عبدالله وخلفاء فيصل
توجه الأمير عبد الله إلى لمقابلة المندوب السامي البريطاني اللورد اللنبي في مصر، لأن العراق يخضع في ذلك الوقت للحكم العسكري البريطاني ليعرض عليه مقررات المؤتمر، لكن عزم والده ترشيحه لقطر آخر، لهذا قرر العراقيون مبايعة فيصل ملكًا على العراق، وقبل الأمير عبد الله إمارة شرق الأردن نيابة عن والده، ووافق أن يدير شقيقه فيصل عرش العراق.
واتسمت العلاقة بين الملكين فيصل وعبد الله بطابع الود والاتفاق على كثير من الأمور المهمة ذات العلاقة المشتركة بينهم، فقد أيد الملك فيصل استقلال حكومة شرق الأردن، الذي أعلنته بريطانيا عام 1923م، كذلك تباحث الأخوان في عام 1924م بشأن وضع التدابير اللازمة لوقف الغزو الوهابي على شرق الأردن، وخلال مؤتمر الكويت وقف الجانبان جبهة واحدة إزاء المواقف السعودية، كما إتفقا على عملية ترسيم الحدود
عبدالله وخلفاء فيصل
وأصبح بعد وفاة الملك فيصل في عام 1933م، تولى الأمير عبد الله بن الحسين زعامة الأسرة الهاشمية، ومن خلال زيارات متعددة قام بها الأمير عبد الله بن الحسين في الفترة الواقعة ما بين 1933م، و1935م، حاول الأمير عبد الله أن يوجد نوعًا من التحالف بين العراق وشرق الأردن.
توترت العلاقات بعد مقتل الملك فيصل الثاني، رغم أن الملك اعتبر ما حدث أمرًا داخليًا يخص العراقيين، إلا أن العلاقات توترت خلال فترة الستينات السبعينات، ثم عادت وتحسنت خلال الثمانينات بسبب الموقف القومي الأردني من الحرب العراقية الإيرانية.
الأردن وصدام
توترت العلاقات بعد مقتل الملك فيصل الثاني، رغم أن الملك اعتبر ما حدث أمرًا داخليًا يخص العراقيين، إلا أن العلاقات توترت خلال فترة الستينات السبعينات، ثم عادت وتحسنت خلال الثمانينات بسبب الموقف القومي الأردني من الحرب العراقية الإيرانية.
الأردن وصدام
دافعت الأردن عن حق العراق في استعادة مياهه الإقليمية في شط العرب، وأصبح ميناء العقبة الأردني والطرق البرية بين الأردن والعراق خط الإمداد الرئيسي طوال ثماني سنوات من تلك الحرب، وفي المقابل، حصل الأردن على النفط من العراق بأسعار أقل بكثير من القيمة السوقية.
وازدادت أواصر العلاقة السياسية والشعبية بين القطرين بعد أزمة الخليج والعدوان الذي تزعمته الولايات المتحدة، حيث أصبح الأردن الرئة الوحيدة التي تنفس بواسطتها العراقيون، وأضرت بالأردن بسبب وقوفها مع العراق، وقد دفع الاقتصاد الأردني الثمن بسبب انقطاع المساعدات الأميركية، وعودة أكثر من 300 ألف أردني كانوا يعملون في الكويت ودول خليجية.
و دعم العراق الاقتصاد الأردني، سواء بمنحه النفط بأسعار مخفضة أو حتى مجانا، وتحول الأردن إلى المتنفس الاقتصادي الوحيد للعراق في فترة المقاطعة الاقتصادية له من قبل المجتمع الدولي بضغط اميركي.
الأردن والغزو الأمريكي
وازدادت أواصر العلاقة السياسية والشعبية بين القطرين بعد أزمة الخليج والعدوان الذي تزعمته الولايات المتحدة، حيث أصبح الأردن الرئة الوحيدة التي تنفس بواسطتها العراقيون، وأضرت بالأردن بسبب وقوفها مع العراق، وقد دفع الاقتصاد الأردني الثمن بسبب انقطاع المساعدات الأميركية، وعودة أكثر من 300 ألف أردني كانوا يعملون في الكويت ودول خليجية.
و دعم العراق الاقتصاد الأردني، سواء بمنحه النفط بأسعار مخفضة أو حتى مجانا، وتحول الأردن إلى المتنفس الاقتصادي الوحيد للعراق في فترة المقاطعة الاقتصادية له من قبل المجتمع الدولي بضغط اميركي.
الأردن والغزو الأمريكي
وصلت العلاقات الأردنية العراقية إلى منعطف جديد، عندما هرب صهر الرئيس العراقي حسين كامل إلى الأردن، فضلا عن استقبال قسم من المعارضة العراقية مما أثار غضب صدام، لكن العلاقات بقيت تسير ضمن ضوابط، فالعراق لا يستطيع التخلي عن منفذه الوحيد على العالم الخارجي كما ترحب الأردن باستمرار سياسة النفط المدعوم.
أيدت الأردن الغزو الأمريكي للعراق، رغم الرفض الشعبي العارم وعداء الشارع المتزايد للسياسة الاميركية، لكنها في المقابل رفضت ان تكون اراضيها منطلقا للقوات الأمريكية أو قوات التحالف، ورفضت التدخل في شؤون العراق الداخلية.
في أثناء الحرب كان الدور الأردني في تقديم المساعدات الطبية والغذائية بالإضافة إلى تسهيل عمل ودخول المنظمات الدولية في الأردن لتقديم المساعدات بكافة أشكالها، وتم إنشاء مستشفى ميداني في الفلوجة، وإرسال فريق طبي من وزارة الصحة لمدينة الرطبة لتطعيم الأطفال العراقيين، ورصد مبالغ للهيئات الخيرية الأردنية لتقديم المساعدات الطبية للشعب العراقي.
الأردن والعراق ما بعد الغزو
وأصابت تفجيرات عمان المنطلقة من الاراضي العراقي والتي اودت بحياة 57 شخص جراء تفجير ثلاثة فنادق في عمان رد فعل أردني جعله يشدد اجراءاته على الحدود العراقية وشعوره بان الاراضي العراقية يمكن ان تشكل قاعدة وخطرا لمثل هذه الجماعات، لكنه بقي يفي بالتزاماته مثل استمراره بتدريب كوادر الشرطة والجيش العراقيين إضافة إلى تدريب الكوادر الأمنية.
غادر الرئيس العراقى برهم صالح بغداد اليوم الخميس إلى الأردن فى زيارة رسمية، وسيلتقى العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى لبحث سبل توطيد التعاون المشترك والعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين فضلا عن بحث التطورات فى المنطقة، وقام صالح بجولة خليجية يومى 11 و12 نوفمبر، شملت الكويت والإمارات.
أيدت الأردن الغزو الأمريكي للعراق، رغم الرفض الشعبي العارم وعداء الشارع المتزايد للسياسة الاميركية، لكنها في المقابل رفضت ان تكون اراضيها منطلقا للقوات الأمريكية أو قوات التحالف، ورفضت التدخل في شؤون العراق الداخلية.
في أثناء الحرب كان الدور الأردني في تقديم المساعدات الطبية والغذائية بالإضافة إلى تسهيل عمل ودخول المنظمات الدولية في الأردن لتقديم المساعدات بكافة أشكالها، وتم إنشاء مستشفى ميداني في الفلوجة، وإرسال فريق طبي من وزارة الصحة لمدينة الرطبة لتطعيم الأطفال العراقيين، ورصد مبالغ للهيئات الخيرية الأردنية لتقديم المساعدات الطبية للشعب العراقي.
الأردن والعراق ما بعد الغزو
وأصابت تفجيرات عمان المنطلقة من الاراضي العراقي والتي اودت بحياة 57 شخص جراء تفجير ثلاثة فنادق في عمان رد فعل أردني جعله يشدد اجراءاته على الحدود العراقية وشعوره بان الاراضي العراقية يمكن ان تشكل قاعدة وخطرا لمثل هذه الجماعات، لكنه بقي يفي بالتزاماته مثل استمراره بتدريب كوادر الشرطة والجيش العراقيين إضافة إلى تدريب الكوادر الأمنية.
غادر الرئيس العراقى برهم صالح بغداد اليوم الخميس إلى الأردن فى زيارة رسمية، وسيلتقى العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى لبحث سبل توطيد التعاون المشترك والعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين فضلا عن بحث التطورات فى المنطقة، وقام صالح بجولة خليجية يومى 11 و12 نوفمبر، شملت الكويت والإمارات.