صراع السلطة بين رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد والسلاطين.. لماذا تخلص منهم؟
الإثنين 19/نوفمبر/2018 - 12:03 م
شيماء اليوسف
طباعة
انتقلت عدوى الحملات الصحفية ضد الأسرة المالكة في بريطانيا إلى رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد، حيث لا تحكم البلاد أسرة واحدة مع اختلاف بسيط هو أن مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا يدعم تلك الحمالات بهدف سحب الكثير من الامتيازات التي يتمتع بها الملوك والسلاطين الذين يحمون تسع ولايات من مجموع ١٣ولاية تتألف منها ماليزيا والهدف الأبعد لرئيس الوزراء هو تغيير دستور البلاد كخطوة نحو إجراء تعديلات في بنية الحكم.
ضحايا رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد
رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد
لعل أكثر هؤلاء السلاطين تعرضا للحملات الصحفية هو السلطان محمود اسكندر سلطان ولاية جوهار الجنوبية فقد اتهمته الصحف بوشاية من قبل رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد، بانه يتجاوز سلطاته ويرفض التعاون مع الحكومة وأعادت الصحف إلى الأذهان حادثة قديمة عندما كان السلطان أميرا لولاية جوهار في العام ١٩٧٣ فقد أطلق الرصاص على أحد المواطنين لاشتباهه في أنه يقوم بالتهريب ثم ثبت أن التهمة غير صحيحة لكن والد الأمير السلطان السابق استخدم صلاحياته فأصدر عفوه عن الأمير القاتل.
الصحف الماليزية واللعب على المكشوف بين المعارضة والتأييد
رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد
أكدت الصحف أن رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد، قد طالب السلطان بأن يتخلى عن الكثير من صلاحياته هو والسلاطين الثمانية الأخرى وبالذات فيما يتصل بحق العفو عن أفراد العائلات المالكية والقضاء بعدم جواز محاكمتها.
ليست كل الصحف الماليزية تعمل في صف رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد، أو تعمل لحسابه، ثمة صحف أخرى تدافع عن السلاطين وترى أن الساسة الماليزيين رئيس الوزراء الماليزي يحرصون على انتقاص سلطات السلاطين لأسباب تتصل بحبهم للزعامة وليس للصالح العام.
كيف ساهمت صلاحيات سلاطين ماليزيا من تعظيم خطورة وضعهم؟
رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد
قالت الصحف الملكية أن الشعب الماليزي ظل لسنوات طويلة معتزا بسلاطينه وإن السلاطين قد حصلوا على مكانتهم الحالية وصلاحياتهم تقديرا لدورهم في قيام الاتحاد الماليزي، معتبرين أن هؤلاء السلاطين يعبرون عن واقع الشعب الماليزي وهم جزء لا يتجزأ منهم، لكن رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد، أراد أن يضع السلاطين تحت قبضته يتصرف فيهم كيفا يشاء ومثلما أراد ألا تعلو شوكتهم ولا يتخذون قرارا إلا برغبته.
فجوة الصراع بين السلاطين الماليزيين ومهاتير محمد
رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد
أكدت الصحف أن السلاطين هم رمز حقيقي لكفاح الشعب الماليزي في المقابل حيث ذكرت إحدى صحف رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد، أي موالية لسياسته وتعمل بتوجهاته، أن الشعب الماليزي منح سلاطينه صلاحيات واسعة بشرط أن يحسنوا التصرف بها لا ليمارسوا تجاوزات تضعف من استقرار البلاد وسخرت الصحيفة من ادعاءات الصحف الملكية بأن مهاتير محمد، يحاول أضعاف سيطرة السلاطين ليخفف من قبضتهم على البلاد فيمارس رئيس الوزراء سلطاته دون رقابة فعلية من سلاطين البلاد.
هل يقضي السلاطين على حياة مهاتير السياسية؟
رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد
ظلت توقعات الساسة تتراوح بين تقليص امتيازات السلاطين والصلاحيات التي يقتنعون بها وبين تحجيم دور رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد، فلا يحاول التطلع إلى دور أكبر من مكانته .. الصحف الموالية للسلاطين والموالية لرئيس الوزراء تلقي بقذائفها كل طرف في اتجاه الطرف الآخر والشعب الماليزي يكتفي بالمتابعة والمناقشة ومحاولة الإجابة على سؤال :لمن تكون الرصاصة الأخيرة ؟
رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد
تظهر رغبة رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد، واضحة في عزل الأحزاب الحاكمة والقضاء على كل من يترأس العروش، حتى بعد اعتزاله السياسة عاد من أجل إزاحة الحزب الحاكم الذي تزعمه هو نفسه لأكثر من 22 عاما، حتى أن حزب المعارضة وعده بتقلد منصب رئاسة الوزراء من جديد حالة فوزه الحزب، ولما فاز الحزب بمقاعد الأغلبية الساحقة قال مهاتير: " إن حكم الائتلاف الحاكم انتهى، و"أننا (المعارضة) نحتاج إلى تشكيل الحكومة الآن، اليوم".