خطيب مسجد الزهور: أفضل احتفال بمولد النبي هو الالتفاف حول سيرته العطرة
الأربعاء 21/نوفمبر/2018 - 09:30 ص
الشيخ شعيب صقر
كفر الشيخ : نرمين الشال
طباعة
قال الشيخ شعيب صقر، إمام وخطيب بمديرية أوقاف كفر الشيخ، إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، ليس مجرد ذكري يقوم المسلمون بإحيائها يوما كل عام، بل إن مولد الرسول الخاتم، كان رحمة من رب العالمين أهدانا إياها، وحدثا تجاوزت عظمته المعجزات، ولقد عظم الله شأن النبي الكريم، فلا تمر لحظة إلا وتصدح مئذنة تذكر اسمه مقرونا بالله عز وجل اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ، وفِي كل تشهد نخاطبه بكاف الخطاب ولا يتأتى الخطاب إلا لمن يسمع الخطاب، ونقول بكاف الخطاب السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.
وأكد أنه مع حلول شهر ربيع الأول من كل عام تحتفل الامة الاسلامية بذكري ميلاد رسول الله صلي الله عليه وسلم، هذا الذي جعله الله منَّة علي الامة حيث قال تعالي " لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ"
وأضاف أنه حينما يهل شهر ربيع الأول يتنافس المسلمون على احياء ذكري ميلاده الشريف وهذه الاحتفالات هي تعبير عن الفرح والسرور بمولده الذي ذكره ربنا فقال قل بفضل الله وبرحمته، فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون، بل إنه صلى الله عليه وسلم، كان عنده رحمة حتى بالكافر الذي فرح بيوم مولده، كما روي الإمام البخاري في معلقاته وكل معلقات الإمام البخاري صحيحه من لدن أبي لهب، الذي اخبر انه يخفف عنه العذاب كل يوم اثنين لفرحه بميلاد محمد بن عبدالله، وأعتق جاريته ثويبة، فقد جاء إلى العباس بن عبدالمطلب فسأله كيف أنت قال في النار، تبت يدا أبي لهب وتب غير أنه أردف قائلا يخفف عني العذاب كل يوم اثنين افرحي بميلاد محمد بن عبدالله.
وأضاف الشيخ شعيب صقر، نحن في ذكري ميلاد النبي، ندعوا الامة ان تجتمع علي مأدبة سيرته العطرة وتنشرها بين الناس في كل الأرض وليس كما يدعي البعض ان الاحتفال بذكري ميلاده بدعة فإنه صلي اول من احتفل بذكرى مولده حينما سئل عن صيام يوم الاثنين فقال ذاك يوم ولدت فيه، بل إنه حينما خرج علي أصحابه وهم يذكرون فضل الله عليهم ونعمته بالإسلام و ببعثة النبي، قال لهم ما أجلسكم هكذا قالوا جلسنا نذكر نعمة الله علينا بالإسلام وبعثتك يا رسول الله.
فردد عليهم آلله ما أجلسكم إلا هذا قالوا والله ما أجلسنا إلا هذا فردد عليهم فقال آلله ما أجلسكم إلا هذا قالوا والله ما أجلسنا إلا هذا، فقال صلى الله عليه وسلم، والله ما استحلفكم تهمة لكم ولكن جاءني جِبْرِيل فأخبرني ان الله يباهي بكم ملائكته، بل إنه تعالى رفع له ذكره ، حيث قال ورفعنا لك ذكرك ونزل جِبْرِيل وقال يا محمد أتدري كيف رفع الله ذكرك قال الله أعلم قال ان ربك يقول لا أذكر إلا ذُكرت معي، بل ان ربنا منع العذاب والمسخ والخسف والعقاب الذي وقع على الأمم السابقة ببركة الرسول الكريم، حيث قال تعالى "وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم".
فوجود النبي كان مانعا من الخسف والمسخ والاستئصال والعذاب، لأن الملائكة قالت لسيدنا إبراهيم إنا مهلكوا أهل هذه القرية إن اَهلها كانوا ظالمين فرد عليهم قائلا ان فيها لوطا قالوا نحن اعلم بمن فيها، فوجود سيدنا لوط لم يمنع قومه من قضاء الله لهم، لكن وجود رسول الله كان سببا لنجاة قومه، وحينما طلبت قريش العذاب منعه الله عنهم الله، قوم سألوا النعمة فأتوها مع نذير عذاب، قوم سألوا العذاب فمنعوه والسر في رسول الله.
حتي قريش لما سأل أبا سفيان عن النبي، في ختام حديثه قال معترفا بفضل الرسول قد كنت أعلم انه خارج لم أكن أعلم أنه منكم ولو كنت عنده لتجشمت لقاءه ولو أدركته لغسلت له عن قدميه، كانت ولادته رحمه للدنيا قاطبة أخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور كانت الدنيا قبل ميلاده تقدم الى انتحار جماعي بسبب الطبقية والجهل والتخلف والانحطاط الحضاري وصل الأمر إلى انعدام العاطفة الأبوية حتى قتلوا البنات وفعلوا الموبقات.
كان ميلاد محمد صلي الله عليه وسلم أهم حدث في تاريخ البشرية جمعاء، ففي ذكرى ميلادك يا سيدي يا رسول الله نعتذر إليك عن تقصيرنا وغفلتنا.
