يتكلم القرآن الكريم عن الحور العين في الجنة لكن التفسيرات حولها تختلف كونها حقيقة واقعية أم أنه مجرد خيال جنسي، هل بهذا المنظور توضع المرأة كسبية في الدنيا؟ غير أن الكثيرين يعتقدون أن نساء الجنة يتفوقن جنسيا على نساء الدنيا، وتعد هذه المرأة هي مسيرة وهدف الرجال منذ أن دقت مياه الحياة على الأرض، بينما يستخدمها البعض الأخر كوسيلة للإغواء ومن خلالها يتم تنفيذ العمليات الإرهابية، طرحت "بوابة المواطن" سؤالها على رجال الدين لتبحث عن الحقيقة.

اقرأ أيضا : "الإفتاء": "داعش" يدعو أعضائه للانتحار رغبة في الحور العين

 حقيقة وجود الحور العين في الجنة والعلمانية في مصر 

وحول الحور العين في الجنة يقول الشيخ عبدالله رشدي الناطق باسم وزارة الأوقاف وخطيب مسجد السيدة نفيسة السابق في تصريحات خاصة لـ "بوابة المواطن" أن الحور العين في الجنة حقيقة لا يمكن انكارها، فهناك جواز في الجنة وأكل وشرب في الجنة وهناك كل شيء جميل، مستشهدا بقول الله تعالى "وزوجناهم بحور عين" مؤكدا أن الآية ذكرت في موضعها قاصدة الجنة.

من ناحية أخرى أكد الناطق باسم وزارة الأوقاف وخطيب مسجد السيدة نفيسة السابق، أن الأشخاص الذين يزعمون بعدم وجود الحور العين في الجنة، يسعون إلى فرض النظام العلماني داخل المجتمعات الإسلامية، ويحاولوا تكذيب الحقائق القرآنية الأكيدة، إضافة إلى محاولة العلمانيين لجعل كل شيء في الدين الإسلامي معنوي لافتا إلى تأكيدهم بأن الزواج في الجنة يمثل عيب وآثم، متسائلا: لما الجواز في الجنة عيب أمال حلال في الدنية ليه؟

ويقول رشدي لـ "بوابة المواطن" الإنسان في الدنيا يسعى ويعمل حتى يتمكن من تلبية تكاليف الزواج ومن ثم يتزوج، وهذه سنة الحياة، لافتا إلى الأقوال التي تددل إخلاء الجنة من طبيعة البشر، وفطرتها البشرية مستفهما، أنا لا أعرف أين المشكلة في أن يوجد الحور العين في الجنة إلى جانب الأكل والشرب، مؤكدا أن الزواج في الجنة  أمر ضروري لأنها فطرة خلق الله عليها البشر.

واستطرد الناطق باسم وزارة الأوقاف وخطيب مسجد السيدة نفيسة السابق، ليس من المعقول أن يكون جزاء المؤمن في الجنة حياة بدون حياة، حياة خالية من الأكل والشرب والمتاع، وحول استخدام فكرة الزواج والحور العين العين في الجنة لاستغلال الشباب وجعلهم يقوموا بتنفيذ العمليات الإرهابية، قال رشدي، أنهم استخدمموا الرؤية الدينية الصحيحة في تنفيذ الأفعال الإجرامية الخاطئة وهذا ليس ذنبنا.

وقد وصف رشدي، الأشخاص الذين يصفون أنفسهم بالجهاديين والذين يستقطبون الشباب عن طريق الزواج من الحور العين في الجنة، أن لديهم شذوذ فكري ومخطئين فيما قد أكد أنه لا يمكن إنكار الرؤى الدينية الصحيحة حالة وجود أشخاص يستخدمون هذه الرؤى بطرق خاطئة ويستغلونها استغلال خاطئ، كما نصح بتصحيح المفاهيم الخاطئة عند هؤلاء الأشخاص.

الأدلة الأزهرية حول وجود الحور العين في الجنة

وفي نفس السياق أكد فضيلة الشيخ أحمد كريمه أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، في تصريحات خاصة لـ "بوابة المواطن" أن الحور العين في الجنة حقيقة متفقا تماما مع رأي الشيخ عبدالله رشدي، موضحا أن هناك زواج في الجنة ويضيف، فيه آيات كتير في سورة البقرة وآل عمران بتؤكد أن هناك زواج في الجنة، مستشهدا بقول الله تعالى "ولهم فيها أزواج مطهرة".

كما استشهد أيضا أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، بقول الله تعالى "لم يطمسهن إنس قبلهم ولا جان" ليؤكد أن الحور العين في الجنة أبكار ولم يمسهن أحد من قبل، كما استشهد أيضا بقول الله تعالى "حور مقصورات في الخيام"  والتي تعني أن نساء الجنة ممنوعات من التبرج والتبذل لغير أزواجهن ، بل قد قُصِرْن على أزواجهن ، لا يخرجن من منازلهم ، وقَصَرْنَ عليهم فلا يردن سواهم.