قاضي قضاة فلسطين في حوار لـ"بوابة المواطن": مسيرات العودة وسيلة للمزايدات الحزبية
الخميس 13/ديسمبر/2018 - 09:16 ص
أحمد عبد الرحمن
طباعة
تشهد فلسطين كل يوم سقوط العديد من الضحايا والشهداء في مسيرات العودة، وكسر الحصار، وغيرها من أشكال المقاومة، للتصدي لصفقة القرن، ورفض القرارات الأمريكية الأخيرة والتي نصت على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشرقية المحتلة، ووقف المساهمات إلى وكالة الأونروا.
قاضي قضاة فلسطين في حوار لـ"بوابة المواطن": مسيرات العودة وسيلة للمزايدات الحزبية
لذلك كان لـ"بوابة المواطن" لقاء حصري مع محمود الهباش، قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس للشئون الدينية والعلاقات الإسلامية.
_ما هو تعليق حول استمرار مسرات العودة وكسر الحصار؟
نحن مع المقاومة الشعبية السلمية ضد الاحتلال ونعتبر أن أي جهد شعبي عام يمكن أن يصب في مصلحة الشعب والوطن بشرط عدم تحويلها إلى الاختزال الحزبي والفئوي.
ومسيرات العودة هي جهد شعبي جيد ولكن حماس حرفتها عن طريقها الصحيح وحولتها إلى وسيلة للمزايدات الحزبية بهدف تحقيق المكاسب الضيقة وأصبحت تتاجر من خلالها بالمعاناة الشعبية وبدماء الشهداء الذين يتساقطون خلالها.
_نشرت وسائل الإعلام أن قطر تمول حماس بالأموال من أجل تعطيل المصالحة الفلسطينية.. ما حقيقة ذلك؟
أي تدخل من أي طرف عربي لصالح المصالحة والوحدة نحن نرحب به، لكن أي طرف عربي أو غير عربي يتجاوز الشرعية الوطنية المتمثلة في منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة الرئيس محمود عباس في التعامل مع حماس أو غيرها فهو عمليا يساعد في إطالة أمد الانقسام، ونحن لسنا طرفا في نقل أية أموال لحركة حماس.
_كيف تتعامل فلسطين مع الدول التي قررت نقل سفارتها إلى القدس الشرقية المحتلة
إن القدس الشرقية هي منطقة محتلة ولا يجوز لأي دولة أن تفتتح أي هيئة دبلوماسية في الأراضي المحتلة.
وبذاك نحن نرفض بشدة قيام أي دولة بفتح سفارتها لدى إسرائيل في القدس، وقد جمدنا كل اتصالاتنا مع الإدارة الأمريكية عندما أقدمت على ارتكاب خطيئة نقل سفارتها إلى عاصمتنا المحتلة.
_هل ترى أن البلاد العربية تمر بتطبيع العلاقات مع إسرائيل؟
إسرائيل تواصل الحديث عن علاقات مع دول عربية، لكننا لا نصدق كل الادعاءات الإسرائيلية، وإن كان يساورنا القلق من الضغوط المختلفة التي تمارس على الدول العربية لقلب مبادرة السلام العربية بحيث تبدأ من النهاية أي بالتطبيع مع إسرائيل قبل انسحابها من الأراضي العربية المحتلة، لكن الموقف العربي حتى الآن جيد إلى حد ما.
_ذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو تقف بجانب مصر في القضية الفلسطينية، كيف تري ذلك ؟
العلاقات مع روسيا هي علاقات قوية وهناك تواصل وتفاهم على كثير من القضايا بيننا، وروسيا مناصر قوي للحقوق الفلسطينية والعربية، ومن المهم أن نحافظ على هذه العلاقات عربيا وفلسطينيا.
_على الرغم من أن مصر تقف على قدم وساق في الهدنة ووقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال ما يعوق ذلك حتى الآن؟
إن الأولوية الآن التي نعمل عليها بالتنسيق مع مصر هي إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، ومع الأسف أن كل هذه الجهود المصرية تقوم حركة حماس بإفشالها وتصر على وضع عقبات وعراقيل أمام تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في مصر في أكتوبر ٢٠١٧ بشأن تمكين حكومة التوافق من القيام بمسؤولياتها في غزة، وتفضل حماس الوصول إلى تهدئة مع الاحتلال على تحقيق المصالحة، الأمر الذي يعني تكريس الانقسام وتصفية القضية الفلسطينية.
_من يتولى تمويل وكالة الأونروا وكيف تتعامل مع اللاجئين الفلسطينيين الآن بعد القرار الأمريكي بوقف المساهمات الأمريكية؟
إن وكالة الأونروا هي التزام دولي تجاه اللاجئين الفلسطينيين لحين حل قضيتهم، ويأتي تمويلها دوليًا من مصادر متعددة منها الولايات المتحدة، لكن هذه الأخيرة أوقفت تمويلها الأونروا للضغط على القيادة الفلسطينية لكي ترضخ للمشاريع الأمريكية المتمثلة فيما يسمى صفقة القرن لكننا لن نقبل ذلك وسنواصل التصدي لمشاريع التصفية التي تروجها الإدارة الأمريكية رغم كل الظروف الصعبة التي نواجهها.
_كيف يقيّم قاضي قضاة فلسطين دور مصر في القضية الفلسطينية خلال الفترة الأخيرة ؟
مصر تحملت هم فلسطين منذ بدايات النكبة عام ١٩٤٨، وقدمت آلاف التضحيات من أجل فلسطين، وهي اليوم تتولى ملف المصالحة، كما أنها توفر دعما سياسيًا للقيادة الفلسطينية في الساحتين العربية والدولية ونحن نقدر هذا الموقف المصري تقديرا عاليا.
_أين جامعة الدول العربية من الصراعات التي ضربت الوطن العربي ولاسيما القضية الفلسطينية ؟
جامعة الدول العربية هي إطار للتنسيق العربي، ويمكنها أن تكون أكثر فاعلية لكن الانقسامات العربية أضعفت دورها كثيرا، لكننا لا يمكن أن نتخلى عنها كإطار عربي.
_كيف ترى موافقة محكمة العدل الدولية على النظر في دعوة فلسطين ضد الولايات المتحدة الأمريكية؟
فلسطين تلتزم بالقانون الدولي، وتريد من القانون الدولي والشرعية الدولية أن تنصف شعبها، ولذلك نحن نتوجه إلى المؤسسات والمنظمات والمحاكم الدولية بحثا عن حقوقنا، وقد استطعنا أن نحقق عددًا من الانتصارات في هذه الساحة المهمة، وسوف نواصل هذا العمل.
_كيف تواجه فلسطين بناء المستوطنات الإسرائيلية؟
المستوطنات الإسرائيلية غير شرعية وتتناقض مع القانون الدولي ونحن نواجه هذا السرطان بأسلوبين.
الأول هو التوجه إلى المؤسسات والمحاكم الدولية، وقد نجحنا في نهاية عام ٢٠١٦ في انتزاع قرار من مجلس الأمن يحمل الرقم ٢٣٣٤ بإدانة كل أشكال الاستيطان الإسرائيلي في أرض فلسطين.
والأسلوب الثاني هو المقاومة الشعبية السلمية وتعزيز صمود المواطنين الفلسطينيين.
قاضي قضاة فلسطين في حوار لـ"بوابة المواطن": مسيرات العودة وسيلة للمزايدات الحزبية
لذلك كان لـ"بوابة المواطن" لقاء حصري مع محمود الهباش، قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس للشئون الدينية والعلاقات الإسلامية.
_ما هو تعليق حول استمرار مسرات العودة وكسر الحصار؟
نحن مع المقاومة الشعبية السلمية ضد الاحتلال ونعتبر أن أي جهد شعبي عام يمكن أن يصب في مصلحة الشعب والوطن بشرط عدم تحويلها إلى الاختزال الحزبي والفئوي.
ومسيرات العودة هي جهد شعبي جيد ولكن حماس حرفتها عن طريقها الصحيح وحولتها إلى وسيلة للمزايدات الحزبية بهدف تحقيق المكاسب الضيقة وأصبحت تتاجر من خلالها بالمعاناة الشعبية وبدماء الشهداء الذين يتساقطون خلالها.
_نشرت وسائل الإعلام أن قطر تمول حماس بالأموال من أجل تعطيل المصالحة الفلسطينية.. ما حقيقة ذلك؟
أي تدخل من أي طرف عربي لصالح المصالحة والوحدة نحن نرحب به، لكن أي طرف عربي أو غير عربي يتجاوز الشرعية الوطنية المتمثلة في منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة الرئيس محمود عباس في التعامل مع حماس أو غيرها فهو عمليا يساعد في إطالة أمد الانقسام، ونحن لسنا طرفا في نقل أية أموال لحركة حماس.
_كيف تتعامل فلسطين مع الدول التي قررت نقل سفارتها إلى القدس الشرقية المحتلة
إن القدس الشرقية هي منطقة محتلة ولا يجوز لأي دولة أن تفتتح أي هيئة دبلوماسية في الأراضي المحتلة.
وبذاك نحن نرفض بشدة قيام أي دولة بفتح سفارتها لدى إسرائيل في القدس، وقد جمدنا كل اتصالاتنا مع الإدارة الأمريكية عندما أقدمت على ارتكاب خطيئة نقل سفارتها إلى عاصمتنا المحتلة.
_هل ترى أن البلاد العربية تمر بتطبيع العلاقات مع إسرائيل؟
إسرائيل تواصل الحديث عن علاقات مع دول عربية، لكننا لا نصدق كل الادعاءات الإسرائيلية، وإن كان يساورنا القلق من الضغوط المختلفة التي تمارس على الدول العربية لقلب مبادرة السلام العربية بحيث تبدأ من النهاية أي بالتطبيع مع إسرائيل قبل انسحابها من الأراضي العربية المحتلة، لكن الموقف العربي حتى الآن جيد إلى حد ما.
_ذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو تقف بجانب مصر في القضية الفلسطينية، كيف تري ذلك ؟
العلاقات مع روسيا هي علاقات قوية وهناك تواصل وتفاهم على كثير من القضايا بيننا، وروسيا مناصر قوي للحقوق الفلسطينية والعربية، ومن المهم أن نحافظ على هذه العلاقات عربيا وفلسطينيا.
_على الرغم من أن مصر تقف على قدم وساق في الهدنة ووقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال ما يعوق ذلك حتى الآن؟
إن الأولوية الآن التي نعمل عليها بالتنسيق مع مصر هي إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، ومع الأسف أن كل هذه الجهود المصرية تقوم حركة حماس بإفشالها وتصر على وضع عقبات وعراقيل أمام تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في مصر في أكتوبر ٢٠١٧ بشأن تمكين حكومة التوافق من القيام بمسؤولياتها في غزة، وتفضل حماس الوصول إلى تهدئة مع الاحتلال على تحقيق المصالحة، الأمر الذي يعني تكريس الانقسام وتصفية القضية الفلسطينية.
_من يتولى تمويل وكالة الأونروا وكيف تتعامل مع اللاجئين الفلسطينيين الآن بعد القرار الأمريكي بوقف المساهمات الأمريكية؟
إن وكالة الأونروا هي التزام دولي تجاه اللاجئين الفلسطينيين لحين حل قضيتهم، ويأتي تمويلها دوليًا من مصادر متعددة منها الولايات المتحدة، لكن هذه الأخيرة أوقفت تمويلها الأونروا للضغط على القيادة الفلسطينية لكي ترضخ للمشاريع الأمريكية المتمثلة فيما يسمى صفقة القرن لكننا لن نقبل ذلك وسنواصل التصدي لمشاريع التصفية التي تروجها الإدارة الأمريكية رغم كل الظروف الصعبة التي نواجهها.
_كيف يقيّم قاضي قضاة فلسطين دور مصر في القضية الفلسطينية خلال الفترة الأخيرة ؟
مصر تحملت هم فلسطين منذ بدايات النكبة عام ١٩٤٨، وقدمت آلاف التضحيات من أجل فلسطين، وهي اليوم تتولى ملف المصالحة، كما أنها توفر دعما سياسيًا للقيادة الفلسطينية في الساحتين العربية والدولية ونحن نقدر هذا الموقف المصري تقديرا عاليا.
_أين جامعة الدول العربية من الصراعات التي ضربت الوطن العربي ولاسيما القضية الفلسطينية ؟
جامعة الدول العربية هي إطار للتنسيق العربي، ويمكنها أن تكون أكثر فاعلية لكن الانقسامات العربية أضعفت دورها كثيرا، لكننا لا يمكن أن نتخلى عنها كإطار عربي.
_كيف ترى موافقة محكمة العدل الدولية على النظر في دعوة فلسطين ضد الولايات المتحدة الأمريكية؟
فلسطين تلتزم بالقانون الدولي، وتريد من القانون الدولي والشرعية الدولية أن تنصف شعبها، ولذلك نحن نتوجه إلى المؤسسات والمنظمات والمحاكم الدولية بحثا عن حقوقنا، وقد استطعنا أن نحقق عددًا من الانتصارات في هذه الساحة المهمة، وسوف نواصل هذا العمل.
_كيف تواجه فلسطين بناء المستوطنات الإسرائيلية؟
المستوطنات الإسرائيلية غير شرعية وتتناقض مع القانون الدولي ونحن نواجه هذا السرطان بأسلوبين.
الأول هو التوجه إلى المؤسسات والمحاكم الدولية، وقد نجحنا في نهاية عام ٢٠١٦ في انتزاع قرار من مجلس الأمن يحمل الرقم ٢٣٣٤ بإدانة كل أشكال الاستيطان الإسرائيلي في أرض فلسطين.
والأسلوب الثاني هو المقاومة الشعبية السلمية وتعزيز صمود المواطنين الفلسطينيين.