"المقابر" أزمة تواجه السوهاجية.. والعين الواحدة بـ55 ألف جنيه
الأحد 23/ديسمبر/2018 - 02:05 م
أيمن الجرادى
طباعة
سادت حالة من الضيق بين المواطنين في محافظة سوهاج، وخاصة فى الآونة الاخيرة بسبب ضيق المقابر المحددة لكل عائلة في مقابر القرية، وخاصة القرى التى لا تملك ظهير صحراوي، وتحيطها قرى من جميع الاتجاهات أو يحدها النيل.
فكثير من القرى والأغلبية العظمى منها لا تلازم الظهير الصحراوي، لذا لا يمكن لها الزحف تجاه الصحراء بسبب القرى الفاصلة بينهم، وأما القرى الملازمة للظهير الصحراوي يمكن لسكانها التوغل كيفما يشاءون في بطن الجبل، ومواراة موتاهم.
الأراضي الزراعية هي الحل الوحيد
تعانى بعض قرى مركز طما، وطهطا، من ضيق المقابر، وخاصة التى لا تقترب من الجبال، وبازدياد السكان عام بعد عام، ضاقت تلك المقابر على ساكنيها، ولم تعد تحتمل الكثير من الموتى، مما يعيق دخول جثث الاموات الحديثة والدفن بها.
لذا استغل الكثير من أصحاب الأراضي المحيطة بتلك المقابر الفرصة، وتقطيع الأراضي التى يمتلكونها إلى مقابر وبيعها بأسعار تفوق الخيال.
معاناة السوهاجية مع المقابر
"بوابة المواطن" التقت مع أهالي هذه القرى، لترصد المعاناة التي يعيشونها، وخوفهم من الموت، لعدم وجود مكان يدفنون فيه، في البداية، قال " عبد الله محمود" أحد أبناء قرية الواقات بطما، إن المقابر المخصصة للقرية ضيقة، بالإضافة إلى الزيادة السكانية العالية التي تجد في القرية، لذا قام أحد أصحاب الأراضي المجاورة للمقابر بتقسيمها وإعلان بيعها بالعين الواحدة التي لا تتعدى 10 امتار، بأسعار قد تصل 40 ألف جنيها، مستغلين حاجة الأهالي الملحة لهم.
بينما قال " محمود علي"، من أبناء القرية، أن ذلك يؤثر على السكان القاطنين من المقابر ويزعجهم كثيرا ويعرضهم ويعرض أبنائهم للمخاطر والأمراض بالإضافة إلى مخاوف الأطفال ليلا.
المقابر وسط القرى
أما فى قرية عرب بخواج التابعة لمركز طهطا شمال محافظة سوهاج، فتوجد المقابر وسط القرية، محاطة بسور من جميع الاتجاهات يقطنها أهالي القرية بدون استثناء، ولا يمكن أن يكون هنالك متنفس لهم إلا المنطقة الزراعية خارج القرية أو على جانب فيها.
المقابر بالأدوار لعدم وجود مكان
ويقول " احمد محمود" أحد قاطني القرية، "نضطر إلى بناء دور ثانى فوق المقابر حتى تمكن من مواراة الموتى، لأنه لا يوجد أرض مجاورة لها.
أما فى القرى القريبة من النيل، فمقابرها محدودة، إلا أن المواطنين المجاورين أصحاب الأراضي الزراعية قاموا بتقسيم تلك الأراضي وبيعها بالعين أيضا بأسعار وصلت 55 الف جنيها، مستغلين فى ذلك الأمر احتياج أهالي القرية الشديد لمقابر، وخاصة أن الإعداد بدأت تزداد بطريقة ملفتة للنظر في الآونة الأخيرة.
سعر المقبرة لـ55 ألف جنيها
وأكد " هيثم محمود" أنه اشترك مع بعض عائلته وتمكنوا من شراء مقبرة بـ55 ألف جنيها، ببنائها من أجل مواراة موتاهم، وان كانت أعلى من ذلك لاضطر أيضا لشرائها لأن أصحاب الأراضي يقومون برفع الأسعار نتيجة عدم وجود منافس لهم.