صور| تصدع منازل إكراش بالشرقية بسبب مياه المجاري.. ومياه الشرب: دي مش مشكلتنا روحوا للمحافظ
الجمعة 11/يناير/2019 - 03:00 م
أحمد محمود
طباعة
يعيش 70 ألف نسمة من المواطنين البسطاء فى قرية إكراش التابعة لمركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية، في قلق وذعر على مدار 36 عاما؛ بسبب كارثة حقيقية تهدد حياتهم بعد انفجار مواسير الصرف الصحى وتسريب مياهها إلى داخل منازلهم، الأمر الذي أدى إلى انهيار بعضها وأصبح البعض الآخر آيلا للسقوط فوق رؤوس سكانها في أى لحظة حتى أصبحت القرية بأكملها تعوم فوق بركة من مياه المجاري الملوثة ولم يحرك مسئول ساكنا حتى الآن.
الصرف الصحي يهدد 70 ألف نسمة بالشرقية
ترجع الأزمة إلى عام 1982 عندما قام أهالى القرية في ذلك الوقت بإنشاء خطوط صرف صحي على حساب نفقتهم الخاصة وجهودهم الذاتية بعد توقف العمل بالمشروع القومي للصرف المغطى وعدم استكماله، فى حين قامت الدولة بردم مصارف المياه الخاصة بتلك الخطوط دون أسبابواضحة، مما أدى الى كتمها وانفجارها وتدفق المياه التى كانت بداخلها تحت سطح الأرض وتسريبها أسفل أساسات منازل القرية وتآكلها لتهدد حياة الأهالى بالموت فجأة تحت الأنقاض.
3 أمتار ارتفاع منسوب "مياه المجاري" فى منازل كراش
"بوابة المواطن" زارت قرية كراش، والتقت الأهالي للتعرف على مشكلتهم ومعايشة الأزمة التى أثارت قلقهم على منازلهم وخوفهم على حياة أسرهم وأبنائهم، حيث أشاروا الى أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى والخطابات للمسئولين برئاسة مجلس مدينة ديرب نجم، ورئيس قطاع مياه الشرب والصرف الصحي بالمدينة يناشدون من خلالها بسرعة التدخل فى المشكلة، ولكن دون جدوى ولم يستجب أى مسئول من هؤلاء الذين أخلوامسؤوليتهم تجاه المشكلة وصنعوا "ودن من طين وأخرى من عجين" بمنتهى الاستهتار واللامبالاه وتركوا أهالى القرية الفقراء على حالهم يواجهون مصيرهم، بعد أن أصبحوا عرضة لمخاطر الموت والتشرد فى حالة سقوط منازلهم ليدفعوا أرواحهم ثمنا لأخطاء المسئولين المكلفين بمراعاة شئون المواطنين والحفاظ على حياتهم وممتلكاتهم.
منسوب مياه المجاري ارتفع
وبدخول منزل "الشيخ منصور" 70 عاما أحد الأهالى تبين أن منسوب مياه المجاري ارتفع بداخله الى 3 أمتار مما أدى الى حدوث ثقب فى أرضية المنزل وإصابة جدرانه بالشروخ والتصدعات بسبب الترشيح والرطوبة، بالإضافة إلى انتشار الروائح الكريهة والحشرات فى جميع أرجاء المنزل الذى أصيب بعض أفراد أسرته بالأمراض المعدية نتيجة البكتيريا والفيروسات والأوبئة التى بمياه الصرف الصحي التى تعيش مع أهالى المنزل والذى يبلغ عددهم 5 أفراد.
المسئولون تجاهلوا الأزمة والمواطن "ضحية"
وتقول نجلته وتدعى "ماجدة": نحن أسرة فقيرة ونعيش مأساة حقيقية، بعد أن غمرت مياه المجارى منزلهم وانهار منه أجزاء بالفعل حيث قامت بالتوجه لرئيس قطاع مياه الشرب والصرف الصحى الذى أخلى مسئوليته قائلا لها "دى مش مشكلتي روحي للمحافظ"، وبالفعل ذهبت لمقر الديوان العام لمحافظة الشرقيه بمدينة الزقازيق لمقابلة اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية، فمنعها حراسه من دخول مبنى الديوان لم يهتم أحد من الموظفين بالأمر "على حد قولها" وأثناء ذهابها لمقابلته فى المرة الثانية لمتابعة مشكلتها تم طردها من قبل طاقم الأمن وقالوا لها "هو المحافظ فاضى للصرف الصحى بتاعك"، ويأتى ذلك فى ظل ارتفاع منسوب المياه وتراكمها فى شوارع القرية بشكل مخيف وصل الى 2 متر مكونه برك من المياه الراكده نتيجة طفح المجارى، وأشارت فى حزن: "ملناش غير ربنا ثم كل موظف شريف فى البلد يسمعنا يجيبلنا حقنا لأننا على باب الله ومش معانا أى حاجة".
قرية إكراش التابعة لمركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية
فى حين أن سكان القرية لا يمتلكون الوعى الكافى لتجنب مخاطر تلك البرك الملوثة التى اتخذها أطفال القرية مكانا للعب واللهو والتسلية، مما يعرض صحتهم وحياتهم للخطر والهلاك.. فهل ستزرع الحكومة شجرة الأمل فى نفوس هؤلاء البسطاء وتنقذ أرواحهم أم تتركهم يموتون فى أى لحظة بالأمراض أو تحت الأنقاض؟.