صور | ترام الإسكندرية.. رحلة سفر بدأت بالخيول وانتهت عبر الواي فاي
الأربعاء 16/يناير/2019 - 07:02 م
مريم حسن
طباعة
اسكندرية ماريا وترابها زعفران.. من منا لم يذهب إلى عروس البحر المتوسط، إلا وقادته قدماه إلى أشهر ميادينها "محطة الرمل" ليستغل ترام الإسكندرية، ويبدأ رحلته أرقى أحيائها مرورا بمناطقها الشعبية وضواحيها وأزقتها.
مع بزوغ فجر كل يوم جديد تنطلق أصوات عجلاته، وتشهر صافرته، وتفتح أبوابه، لتعلن بداية رحلة جديدة، على الشريط الحديدي، لاستقبال الركاب ونقلهم أينما شاءوا، حيث يربط الترام بين شرق المدينة وغربها.
واصطحبنا أحمد عبدالفتاح، الخبير الأثري بالإسكندرية، فى جولة عبر الزمن ليروى لنا تاريخ ترام الإسكندرية؛ أقدم وسيلة نقل جماعية في مصر وإفريقيا.
يقول عبدالفتاح إن ترام الإسكندرية بدأ تشغيله عام 1860 في عهد محمد سعيد باشا، ثم منحت الحكومة المصرية التاجر الإنجليزي السير إدوارد سان جون فيرمان، امتيازا لإنشاء خط سكك حديد ترام الرمل، مع الاحتفاظ بحق سحب الامتياز منه في أي وقت.
ويضيف الخبير الأثرى أنه تم تأسيس شركة مساهمة بعد عامين، برأس مال قدره 12 ألف جنيه، وتنازل السير فيرمان، للشركة الجديدة عن حق الامتياز في مقابل حصوله على 30% من الأرباح خلال السنوات الثلاث الأولى.
وأوضح عبدالفتاح أن الترام كان يسير منذ بداية عمله بالجر بالخيول والبخار، ثم تم تحويله ليعمل بالكهرباء عام 1904، مؤكدا أنه يتكون من 4 خطوط، جميعهم يبدأون من محطة الرمل وينتهي الخط الأول والثاني عند محطة فيكتوريا، والخط الثالث ينتهي عند محطة سيدي جابر، والخط الرابع ينتهي عند محطة سان ستيفانو.
وقال محمد سالم، سائق الترام، إنه يعمل على خط محطة الرمل منذ 20 عامًا، موضحًا أن أوضاع الترام أخذت فى التدنى بمرور الزمن، بداية من بطء حركته، مرورا بالصدأ الذى كسى الترام والشريط الحديدى، وفشل الزر الإلكترونى الذى يتحكم فى إغلاق الباب فى أداء مهامه، ووصولا إلى انهيار الكراسى معلنة استسلامها.
وأضاف سائق الترام أن المواطنين البسطاء يعتمدون بشكل كبير على الترام كوسيلة مواصلات أساسية لنقلهم من مكان إلى آخر؛ نظرا لقلة تكلفته، حيث يبلغ ثمن تذكرته 50 قرشًا، قائلا: "الترام الصفرا دى ترام الغلابة، عشان رخيص وكبير وبيلم ناس كتير".
ويقول عم جابر، كمسرى الترام، إن صغار السن والأطفال من الركاب معرضون للخطر أحيانًا كثيرة أثناء ركوبهم الترام، بسبب عطل أبوابه، قائلا "باب الترام عطلان وبيبقى مفتوح وأنا سايق، وأنا ببقى خايف عيل صغير يقع منه ويموت".
وطالبت كوثر أسعد، مدرسة، المسئولين بهيئة النقل العام بالاهتمام بالترام وتجديده وإصلاحه، قائلة: "الترام كل يوم بيبقى أبطأ اكتر والمشوار اللى كنت بروحه 10 دقائق دلوقتى بروحه فى ساعة وبقول يارب أوصل".
وقال شادى على: "أنا بركب الترام بقالى 60 سنة، عشت فيه وقضيت فيه أحلى ذكريات حياتى، لكن دلوقتى بتحسر على حاله اللى تتدهور".
ومن جانبه، يقول اللواء خالد عليوة، رئيس هيئة النقل العام بالإسكندرية، إن الهيئة تعمل على تطوير الترام بشكل كبير، سواء بالاعتماد على الطاقة البديلة النظيفة، والبدء فى إجراءات تطبيق التذكرة الإلكترونية، قائلا "تطوير الترام هيكلف 300 مليون يورو، وهنقترض المبلغ من الوكالة الفرنسية للتنمية والبنك الأوروبي".
وأكد رئيس هيئة النقل أنه تم إعادة تأهيل عربة "ترام كافيه" بتكلفة 250 ألف جنيه، ليصل عدد عربات الترام السياحية إلى 4 عربات.
ويضيف عليوة، أنه يقارب عدد الركاب يوميًا 50 ألفا، كونه وسيلة نقل أساسية لمحدودى الدخل، إذ يبلغ سعر التذكرة خمسين قرشًا فى العربة العادية، وجنيها واحدا للعربة المميزة، بالإضافة للتذكرة المجانية لذوى الاحتياجات الخاصة وفاقدي البصر مع خصم ٥٠٪ ومرافقيهم.
وأوضح عليوة أن الهيئة أتممت إجراءات مناقصة توريد 15 تراما مفصليا جديدًا من إحدى الشركات الأوكرانية بتكلفة إجمالية 17.5 مليون دولار، والذي بدوره سيساهم فى حل أزمة المرور والتلوث البيئي، بالإضافة إلى الحد من استهلاك الوقود المدعم.
وتصل سرعة الترام إلى 75 كيلومترًا الساعة، بالإضافة إلى تزويدها بخدمة إنترنت" WIFI" ونظام التتبع جى بى إس، وقد صنعت العربة خصيصا للسير فى شوارع الإسكندرية الضيقة ومنحنياتها.