خاص| محامي طبيب كفر الشيخ: موكلي تعرض لـ«قهر الرجال»
الأربعاء 06/مارس/2019 - 08:01 ص
كفر الشيخ : نرمين الشال
طباعة
بالرغم من إصدار محكمة جنايات كفر الشيخ حكمها النهائي على طبيب كفر الشيخ قاتل زوجته وأطفاله الثلاث بالإعدام شنقا قصاصًا لما اقترفته يداه من إزهاق 4 أرواح ذبحًا إلا أن أصداء تلك الواقعة التي جسدت أحد أكثر الجرائم بشاعة ستظل تتردد كثيرًا؛ إذ أقدم أب على ذبح أبنائه الثلاثة بعدما قام بذبح زوجته وسط نهار يوم الحادي والثلاثين من ديسمبر 2018.
طبيب كفر الشيخ
واحدً وستون يوما فقط هي الفترة التي قضاها طبيب كفر الشيخ في محبسه قبل أن تصدر محكمة جنايات كفر الشيخ حكم الإعدام واضعة من بين حيثياته أن المتهم أقدم على تنفيذ جريمته في وعي وإدراك تأمين متمتعا بكامل قواه العقلية والنفسية.
وبخلاف كبير عن أغلب قضايا الرأي العام خلت جلسات المحاكمة من أي مفاجآت؛ فالمتهم الذي حاول القاضي استنطاقه بالمناقشة رفض التحدث أو الاستطراد لأي من الخلفيات الزمنية أو النفسية للحادث، مكتفيًا بقوله «قتلهم لأسباب خاصة.... أنا معترف ومش عايز حد يدافع عني».
لكن مشهدًا واحدًا جذب أعين الجميع وأطرقت الأذان محاولة للسمع، علها تصادف كلمة تنجح في فك شيئا من لغز الجريمة الصامتة ففي صبيحة يوم السبت 2 مارس 2019 طلب حمدي الشربيني محامي طبيب كفر الشيخ، الإذن بالدخول إلي قفص الاتهام والتحدث إلى موكله المتهم «أحمد عبد الله زكي»، وأدلف المحامي إلي القفص وفي هدوء تهامس الاثنان ببعض الكلمات.
محامي طبيب كفر الشيخ
«بوابة المواطن» الإخبارية، التقت بـ«حمدي الشربيني» المحامي بالنقض وعضو هيئة الدفاع عن طبيب كفر الشيخ في محاولة أخيرة للتعرف على ملابسات الجريمة وتعليقه على الحكم.
هل من جديد في أحداث القضية جعلت طبيب كفر الشيخ يصر على التحدث إليك الأن؟
لا شيء جديد، لكن المتهم كان قد طلب مني قبل ثلاثة أيام أن أنقل لهيئة المحكمة رغبته في التحدث أمامها لأخر مرة في جلسة سرية، بالفعل عرضت طلبه على المستشار بهاء الميرى رئيس محكمة جنايات كفر الشيخ إلا أن هيئة المحكمة رفضت الاستماع إليه معللة ذلك بأن باب المرافعة أغلق.
ما الجديد الذي جعله يطلب التحدث الآن؟
حقيقة لا أعلم لأنه رفض إخباري.. فأنا التقيت به أكثر من مرة في كل مرة كان يبدي رغبته في الإسراع بتحقيق القصاص في أسرع وقت لأنه يشعر بأن الحياة انتهت بعد رحيل زوجته وأطفاله، وطلب ذلك علانية أما هيئة المحكمة في أولى جلسات المحاكمة، وقال «أنا عايز أحصل ولادي»، لكن حينما قابلته للمرة الأخيرة أخبرني برغبته في أن لديه بعض الأشياء الخاصة التي يريد أن يتحدث فيها مع القاضي وأن تقيد أقواله في جلسة سرية أمام المحكمة.
لماذا رفض المتهم أن يتحدث عن خلفيات الجريمة حينما طلب القاضي منه ذلك؟
هناك بعض النقاط الخاصة التي لا يمكن شرحها أو التطرق إليها في وجود هذا العدد من مراسلي الصحف ووسائل الإعلام، هذا بجانب أن إدراكه لأبعاد الجريمة واستقراره النفسي لم يكن مكتمل وقتها وما أظنه أنا أنه بدأ يستوعب مدى الفاجعة بعد فقدانه لزوجته وأولاده، كما أن الإجراءات السريعة للمحاكمة لم تمهله فرصة لاستيعاب أبعاد أن يظل صامتا
هل أخبرك بهذه الأشياء الخاصة ومن يمكن يتأثر بعد ذبحه لأطفاله ؟
طبيب كفر الشيخ موكل لدي منذ سنوات أعرفه وأعرف أسرته وبحكم هذه العلاقة فأنا مطلع علي بعض هذه الأمور والخلفيات بجانب أنه أسر لي سابقا ببعض الأشياء عن خلافاته الزوجية المستمرة مع زوجته لمعايرتها له باستطاعتها أن تخلعه وتتزوج من شخص آخر، بالرغم من ثقته الزائدة فيها حيث استأمنها على مئات الآلاف من ميراثه لتتصرف فيه كما تشاء؛ المتهم كان يعشق زوجته لدرجة أوصلته لارتكاب الجريمة، إلا أنه رفض البوح أمام وسائل الإعلام احترام لحرمة الموتى.
هل ترى في خلفيته العائلية من دافع لارتكاب الجريمة؟
طبيب كفر الشيخ، شخص هادئ الطباع يتمتع بدماثة الأخلاق وهذا بشهادة الجميع وهو أخ لثلاث أشقاء بينهم اثنان أطباء والأخر حاصل علي بكالوريوس تجارة ويعمل في تجارة الأخشاب والتي كانت مهنة والده، كانت له تجربة زواج ولكنها انتهت بالانفصال ولديه ابنة تبلغ من العمر حوالى 12 عام تعيش مع والدتها في محافظة مجاورة، لم يكن يراها بسبب أن رفض أهل زوجته الأولي أن يري ابنته، واستسلم هو للأمر، وتزوج مني السجيني زواج تقليدي إلا أنه ارتبط بها عاطفيا وأنجب منها 3 أطفال كان يحبهم حبا شديدا للغاية.
إذا كان الأمر كذلك فما الذي أوصله لارتكاب الجريمة في رأيك ؟
«قهر الرجال» هذا هو بالضبط الوصف الحقيقي لما تعرض له موكلي، لقد عاش أحمد موكلي عاما من العذاب بسبب الخلافات بينه وبين زوجته كان أحيانا كثيرة يترك المنزل ويسافر ليجلس وحيدا في شقتهم في مدينة نصر، وهذا دليل على أنه شخص عاقل كان يفضل الانسحاب في هدوء لكن الخلافات المتكررة وعبارات مثل «ممكن أخلعك وأتجوز غيرك واحد أحسن منك»، ربما قالتها الزوجة بقصد التهديد ساعة غضب خلقت وضعا نفسي بداخله أوصله لارتكاب الجريمة دون وعي.
ترى على من يقع اللوم في ارتكاب هذه الجريمة وهل لك تعليقا على الحكم؟
كل من الزوج والزوجة مخطئ؛ هي أخطأت حينما استهانت برجولته؛ وهو أخطأ حينما انهزم أمام أزماته النفسية ووقع فريسة لعشق زائد، أما بالنسبة للحكم فبالرغم من تعاطفي النفسي مع المتهم واشفاقي عليه إلا أن الحكم وبلا شك حقق العدالة.
