عائلة رفاعة الطهطاوي بين شهرة العلم.. وتهميش المجتمع
الأربعاء 03/أبريل/2019 - 06:28 م
سوهاج _ أيمن الجرادي
طباعة
يعتبر رفاعة رافع الطهطاوي، أحد رواد الفكر التنويري في مصر، ومن أبرز الشخصيات على مستوى العالم العربي، وليس محافظة سوهاج فقط، حيث نال شهرة واسعه وخاصة في مسقط رأسة بمحافظة سوهاج.
رفاعة الطهطاوي رائد الفكر الحديث
جاء رفاعة رافع الطهطاوي بعد فترة من الاضمحلال الفكري، والتي عاشتها مصر وخاصة في العصور المملوكية والعثمانية ، مما أثر سلبا وبقوة على الفكر في مصر مما ترك أثر سلبيا على الحياة الفكرية في مصر إبان السيطرة المملوكية والعثمانية على مصر.
جاء رفاعة رافع الطهطاوي بعد فترة من الاضمحلال الفكري، والتي عاشتها مصر وخاصة في العصور المملوكية والعثمانية ، مما أثر سلبا وبقوة على الفكر في مصر مما ترك أثر سلبيا على الحياة الفكرية في مصر إبان السيطرة المملوكية والعثمانية على مصر.
ويعتبر العلامة رفاعة رافع الطهطاوي، من قادة النهضة العلمية في مصر في عهد محمد علي باشا، ووُلد في 15 أكتوبر 1801، بمدينة طهطا إحدى مدن محافظة سوهاج بصعيد مصر، وتوفي فى عام 1290 هـ1873م. عن عمر ناهز 72 عام.
عائلة رفاعة رافع الطهطاوي
نشأ رفاعة رافع الطهطاوي بين عائلة تهتم بالعلم والدين، والقضاء، وحفظ كتاب الله، والتحق بالأزهر الشريف في السادسة عشر من عمرة، ودرس الحديث والفقه والتفسير والنحو وغيرهم الكثير، وبعد وفاة والده وجد من أخواله اهتمامًا كبيرًا حيث كانت زاخرة بالشيوخ والعلماء فحفظ على أيديهم المتون التي كانت متداولة في هذا العصر.
أرسله الوالي محمد علي باشا، حاكم مصر إلى فرنسا عام 1826برفقة 24 من الطلاب الأخرين لدراسة اللغات والعلوم الأوبية الحديثة، وكان رئيس تلك البعثة، وتعلم فى تلك الفترة اللغة الفرنسية.
رفاعة الطهطاوي ومدرسة الترجمة
عاد رفاعة الى مصر في عام 1831 وافتتح مدرسة الترجمة، عام 1835 والتى صارت مدرسة الالسن فيما بعد، ووكانت تضم في أول أمرها فصولًا لتدريس اللغة الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والتركية والفارسية، إلى جانب الهندسة والجبر والتاريخ والجغرافيا والشريعة الإسلامية. ايضا وضع الاساس لحركة النهضة التى صارت ليومنا هذا، وانشأ أقسام مختلفة للترجمة، وأنشأ مدرسة المحاسبة لدراسة الاقتصاد، ومدرسة الإدارة لدراسة العلوم السياسية، وأنشأ فيما بعد مكاتب محو الأمية لنشر العلم بين الناس، وأنشأ أول مجلة ثقافية في تاريخنا «روضة المدارس»، وتولي فيما بعد نظارة المدرسة الحربية 1856.
ونجح رفاعة في إقناع الحكومة بطبع عدة كتب من عيون التراث العربي على نفقتها، مثل تفسير القرآن للفخر الرازي المعروف بمفاتيح الغيب، ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص في البلاغة، وخزانة الأدب للبغدادي، ومقامات الحريري، وغير ذلك من الكتب التي كانت نادرة الوجود في ذلك الوقت.
وواجه الطهطاوي الكثير من العقبات التي أوقفت مشروع النهضة الذى يحلم به، وخاصة عندما تولي الخديوي عباس حكم مصر، أغلق مدرسة الألسن، وأوقف أعمال الترجمة، ونفى رفاعة الى السودان عام 1850.
منزل رفاعة الطهطاوي في طهطا
يمتلك رفاعة الطهطاوي، منزل كبيرا في وسط مدينة طهطا شمال محافظة سوهاج، بشارع بورسعيد، شمال المحافظة، بواجهة صفراء اللون من طابقين وبه حديقة خلفية، كما يطل على شارع بورسعيد المتسع والذي يصل عرضه إلى 8 أمتار.
يقول أحد العاملين بالمنزل، أنه يقع منزل رفاعة الطهطاوي على مساحة أكثر من 1000 متر مربع، ويكتظ بالعديد من الغرف ويعمل به بعض العمال ولا يسكنه أهالي "الطهطاوي" الا في المناسبات ولا يأتون إليه إلا كل عام وآخر لساعات معدودة، على الرغم من أنهم يقومون بتوظيف بعض العمال به لرعايته وفتحه أغلب أيام الأسبوع.
ويوجد بمنزل الطهطاوي حديقة متسعة يوجد بها بعض الأشجار المتهالكة، مثل اليوسفي والمانجو والتين والجوافة والعنب، وبداخلها كلبين للحراسة من نوعية غير الكلاب البلدي، ويتضح عليهم الشراسة عند رؤية احد غريب.
مكتبة رفاعة الطهطاوي
ويحتوى منزل رفاعه الطهطاوي على مكتبة كبيرة زاخرة بالكتب النادرة، وايضا يوجد بمجلس المدينة كتب للعلامة رفاعة الطهطاوي، وطالبت أسرة الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي، المسؤولين فى المحافظة، بنقل التراث العلمي والمخطوطات الخاصة بجدهم من بدروم مجلس المدينة، والتى تعرضت فية للتلف والتأكل، بسبب سوء الحفظ، إلى مكتبة العلامة الطهطاوي التى تم تأسيسها بمقر منزله فى مدينة طهطا، ولكن لم يستجيب احد وتم نقلها الى وزارة الثقافة بالقاهرة في وعد لترميمها واعادتها ولم يحدث ذلك حتى الان.
ويضيف العامل أنه سكن المنزل أحفاد الطهطاوي لسنوات وما زالوا يترددون علية فى كل حين وآخر، بالمناسبات العامة وقد تأتي سنوات لا يأتي أحد منهم إلى صعيد مصر لانشغالهم بأعمال التجارة بالوجه البحري، لأن الأغلبية العظمى منهم رجال اعمال في التجارة الحرة.
أشهر أبناء رفاعة الطهطاوي
ومن أشهر أبناء رفاعة الطهطاوي، الذين ما زالوا على قيد الحياة، هو السفير محمد رفاعة الطهطاوي، سفير مصر فى ليبيا سابقا، ورئيس ديوان رئيس الجمهورية المعزول محمد مرسي، وبعض أحفاده الذين يقطنون وجه بحرى منشغلين بتجارتهم.
عائلة الطهطاوي
ويؤكد أهالي مدينة طهطا أن عائلة رفاعة الطهطاوي، إحدى أشهر عائلات مصر وعائلات محافظة سوهاج، لما قام به من نشر العلم، والعمل على النهضة الثقافية الحديثة، وتقلد الكثير منه مناصب رفيعة في كافة العصور، ولكن الآن تغيب عن الأنظار والمسامع بصورة ملفتة للنظر، فقد لا يتذكرها إلا المهتمين بالثقافة والتاريخ العلمي والثقافي للعلامة رفاعة رافع الطهطاويز
