لوحة أنت يرسمها الزمان بريشته، تتلون فيها بعض الأجزاء بالفرح وتظلم أخرى من الألم ،ويداك لا تنفك تحمل أمتعة الرحيل، يتركك الزمان فارغا في حين، ومستمتعا في حين آخر، بينما يداه ما زالت عابثة في ملامح طيفك المتناثر، لا تلاحظ ضعف هيكلك من قوة العزم ولا تدرك وهن عظامك من شدة المثابرة .
لكن سرعان ما تبهت الألوان وتتلاشى ويصبح ما تبقى خيوطا تحكي ما حدث لا يتبقى الا ذلك الامل الذي يكبر عندما تلحظ بريق أعين الأطفال، دورة مفرغة من الخارج مليئة بالزهو من الداخل لا تعرفها الا عند وقوفك على محيط الدائرة لترى ذلك الصخب الجم ،لن تهدأ إلا عندما تبتعد، وان ابتعدت سرعان ما تعود، يبدوا أنها طريق مكتوب لا رجوع فيه، انت ضمن منظومة مختارة بعناية ورعاية كونية تدرك محل تقديرك ،لا خيار لك في أن تبتعد او تتخاذل، دوران دائم قلما تتغير فيه الملامح لكنها نفس الدائرة.
قد تكون الملامح فيها قاسية نوعا ما ولكنها في الأغلب هزيلة، ما يدعمك فيها تلك الوجوه النضرة التي تمد لك يد العون كي تعبر، تلك القلوب النقية التي تحملك عند الزلل، الطريق للوصول بحاجة لرجال من نوع خاص، لن تتكلف عناء البحث عنهم ولكن سيرسلهم لك القدَر، العناية الكونية تعلم من سيدعمك وتلقي به في طريقك ، ومن يرصد ضعفك فتلقي به بعيدا عنك، تكمل مسيرتك وفِي كل نقطة تضع قنديلا يضئ لمن يأتي خلفك، ستكبر وتعتاد أن تفارق من تحب وتكمل المسيرة، قد يشرد الذهن ويضعف البصر، لكن ستقوى البصيرة، ما دمت تسير ستصل !!!!