ننشر ...كلمة السفير خيرت لاما شريف في حفل الاستقبال المقام بمناسبة العيد الوطني الجديد - يوم الجمهورية
الإثنين 24/أكتوبر/2022 - 10:48 م
فاطمة بدوي
طباعة
أصحاب المعالي و السعادة السفراء الكرام!
الضيوف الأعزاء!
لقد اجتمعنا اليوم هنا لنحتفل معا لأول مرة بأهم عيد في كازاخستان، وهو يوم الجمهورية.
إننا في الوقت الراهن نقوم ببناء دولة العدل في كازاخستان، حيث سيصير القانون والنظام هو عماد مجتمعنا، ويتمثل القطاع الأهم في هذا المسار في الإصلاحات السياسية الرامية إلى التغيير.
ولكي ننجح في تنفيذ الإصلاحات الأساسية والشاملة التي تهدف إلى بناء دولة العدل في كازاخستان، لا بد من تجديد ثقة الشعب، لذلك ستجرى انتخابات رئاسية في كازاخستان في العشرين من نوفمبر القادم.
وكان رئيس دولتنا قاسم جومارت توقايف قد حدد فترة الرئاسة بولاية واحدة مدتها سبع سنوات غير قابلة للتجديد. وهو ما يعد انطلاقة حقيقية في تطور الديمقراطية في كازاخستان. وسوف يلتزم الكازاخستانيون التزاما صارما بالمعادلة "رئيس قوي - برلمان ذو نفوذ - حكومة خاضعة للمساءلة"، والتي تتوافق تماما والمصالح القومية لكازاخستان.
وفي رسالته إلى شعب كازاخستان تحت عنوان "دولة عدل، وحدة شعب، ورفاهية مجتمع" كان الرئيس قاسم جومارت توقايف قد اقترح إجراء انتخابات برلمانية في النصف الأول من عام 2023.
وقد عملت القوانين الجديدة التي أقرها البرلمان على تبسيط إجراءات تسجيل الأحزاب السياسية وخفضت النسبة المطلوب الحصول عليها من أصوات الناخبين لتمثيل الأحزاب بالبرلمان من 7٪ إلى 5٪. وبهدف تعزيز مشاركة المواطنين في الإدارة العامة بالبلاد تم تحديد حصة إلزامية بنسبة 30% للمرأة والشباب بالقوائم الانتخابية للأحزاب. أما بهدف زيادة مساءلة أجهزة الحكم المحلي فقد تم إدخال نظام الانتخاب المباشر لاختيار رؤساء المقاطعات والمدن والقرى.
وفي هذا العام سيبلغ انتاج كازاخستان من المنتجات النفطية حجما قياسيا حيث سيصل إلى 17 مليون طن. كما نهدف أيضا إلى نزع الاحتكار بقطاع الاقتصاد، حيث يتم اتخاذ خطوات لتنويع الاقتصاد وزيادة الاستثمارات في رأس المال البشري. واعتبارا من عام 2024 سيتم تخصيص 50٪ من الدخل الاستثماري للصندوق الوطني السيادي لحسابات التوفير الخاصة بالأطفال لحين بلوغهم سن الرشد، حيث يمكنهم استخدام هذه الأموال لأغراض التعليم أو لشراء المسكن.
واليوم يقدم الصندوق الخيري الخاص "من أجل شعب كازاخستان" المعونات للمواطنين العاديين في مجالات الصحة والتعليم والضمان الاجتماعي.
كذلك أصبح مركز "أستانا" المالي الدولي منصة فعالة لتشجيع الاستثمارات المباشرة والقطاعية في المشروعات الإقليمية، حيث يجمع المركز بين أفضل تجربة للمؤسسات المالية العالمية وأحدث الأدوات. وقد تم بالفعل تسجيل أكثر من 1500 شركة من 65 دولة بالمركز، حيث بلغ إجمالي حجم الاستثمارات التي تم جذبها 6.9 مليار دولار. وقد أقرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بأن النظام الضريبي للمركز يتماشى والمعايير العالمية للشفافية الضريبية.
الأصدقاء الكرام!
قبل 30 عاما كانت كازاخستان أول من طرح فكرة إنشاء هيكل أمني موحد في القارة الآسيوية، وعلى مدار هذه الفترة تم الاعتراف بآسيا كرائدة في الاقتصاد العالمي من حيث إجمالي الناتج المحلي الإسمي وتعادل القوة الشرائية، حيث تمتلك القارة موارد بشرية وطبيعية كبيرة، كما تضم 21 من بين أكبر 30 مدينة في العالم. ومن المنتظر أن من بين 30 تريليون دولار حجم النمو المتوقع في استهلاك الطبقة المتوسطة بحلول عام 2030 لن يزيد نصيب الاقتصاديات الغربية منها عن تريليون واحد. كما يبلغ إجمالي الناتج المحلي للدول الأعضاء بمؤتمر التفاعل وتدابير الثقة في آسيا وتسع دول أعضاء مراقبين بهذا المؤتمر حوالي ثلثي الاقتصاد العالمي.
واليوم أصبح مؤتمر التفاعل وبناء الثقة في آسيا (السيكا) يضم 28 دولة يزيد عدد سكانها عن نصف سكان الكرة الأرضية، وتشغل ما يربو على 90 ٪ من أراضي القارة الآسيوية.
إن التنبؤات بأن القرن الحادي والعشرين سيكون قرن آسيا صار اليوم حقيقة واقعة. وفي هذا الشهر الجاري استضافت أستانا عددا من الفعاليات الدولية الكبرى، حيث أصبحت كازاخستان مجددا مركزا للحوار العالمي، وهو ما يعد نتيجة مباشرة لسياستنا الخارجية المتسقة والمتوازنة. كما تعمل بلادنا باستمرار وفعالية على تعزيز قيم السلام والتعاون والثقة المتبادلة. لذلك استحقت كازاخستان مكانة دولية رفيعة، وأثبتت نفسها كدولة تقدمية ومسؤولة.
في 12-13 أكتوبر 2022 في أستانا حدد رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء في مؤتمر التفاعل وتدابير الثقة في آسيا النهج التالي لمواصلة التعاون:
تقوم الدول الأعضاء بالمؤتمر بإطلاق عملية تفاوض منظمة وشاملة وشفافة حول التحول التدريجي والمرحلي القائم على مبدأ توافق الآراء لتحويل المؤتمر إلى منظمة دولية إقليمية كاملة الأركان.
يعد نضج وفعالية مؤتمر السيكا كمنصة إقليمية للحوار السياسي بمثابة نقطة انطلاق لمواصلة تحوله، وتسعى عملية التحول إلى تحقيق الأهداف الرئيسية التالية: تحديد المجالات الرئيسية للتعاون المستقبلي وتعزيز الإطار التنظيمي والمؤسسي للتفاعل بين الدول الآسيوية. كما سيصبح منتدى المراكز التحليلية للسيكا بمثابة منصة عالمية للخبراء والمتخصصين من جميع أرجاء القارة الأسيوية لتبادل الخبرات والأفكار، وتنفيذ المشروعات البحثية المشتركة. كذلك تم إنشاء هيئة استشارية وهي مجلس حكماء السيكا والذي سيضم الشخصيات السياسية والعامة البارزة، الذين سيسهمون بخبرتهم الثرية وعلمهم في تحقيق جهودنا المشتركة.
وستسهم هذه المنظمة في ديناميكية وشمولية النمو الاقتصادي المتساوي والمتوازن، كما ستسهم في زيادة الترابط، والتنمية الاجتماعية والثقافية للدول الأعضاء. كذلك سيعمل أعضاء السيكا على زيادة العمل الجماعي داخل المنظمة بهدف إيجاد حلول مشتركة لمشاكل القرن الحادي والعشرين التي تخصنا جميعا، وذلك لضمان أمن المنطقة وازدهارها، والتسوية السلمية للنزاعات وفقًا لميثاق الأمم المتحدة.
السيدات والسادة الكرام!
تحتفل كازاخستان ومصر هذا العام بمرور ثلاثين عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وعلى مدار السنوات الماضية بذل الجانبان جهودا مشتركة أفضت إلى إرساء أساس متين للصداقة الكازاخستانية المصرية والتفاهم المتبادل والتعاون المثمر.
كذلك تم إرساء قاعدة تشريعية وتعاقدية بين البلدين. كما جرى من خلال الجهود المشتركة بناء وتعزيز علاقات اقتصادية منهجية، وخلق تفاعل في المجال الثقافي والإنساني. وقد جاء ذلك إلى حد كبير نتيجة للزيارات الرسمية التي جرت على المستويات الرفيعة والعليا، وكذلك على مستوى نواب البرلمان وأعضاء الحكومة بالبلدين.
ويجري تنفيذ التعاون الثنائي في إطار آليات مثل المجموعات البرلمانية للصداقة والتعاون، واللجنة الحكومية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والثقافي والإنساني والعلمي والتقني ومجلس الأعمال الكازاخستاني المصري.
ويسعى الجانبان إلى تعزيز وتعميق التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري. حيث تهدف الجهود إلى توسيع هيكل السلع بالتجارة البينية وزيادة نسبة المنتجات عالية المعالجة، حيث تعطى أولوية للتعاون في مجالات الزراعة والصناعات الدوائية والتشييد والبناء والسياحة. كما تهتم كل من كازاخستان ومصر بتكثيف التعاون في المجالات الثقافية والإنسانية والعلمية والتعليمية، والتوسع في التبادل الطلابي والبحوث العلمية المشتركة داخل المؤسسات العلمية الرائدة في البلدين، ونشر التراث التاريخي والثقافي الثري لدى شعبي البلدين.
لقد تمكن البلدان على مدى 30 عاما من العلاقات الدبلوماسية من تحقيق نجاح كبير على كافة محاور التعاون، ويعتزمان مواصلة تعزيز هذا التعاون على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف، مع مراعاة المصالح القومية وأولويات التنمية.
ومن الأحداث الهامة التي شهدها العام الجاري مشاركة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والبابا فرنسيس وغيرهما من الزعماء الروحيين في أعمال المؤتمر السابع لزعماء الأديان العالمية والتقليدية، الذي عقد في العاصمة الكازاخستانية في 14-15 سبتمبر. هذا المؤتمر الذي صار إحدى المنصات العالمية الرئيسية للحوار بين الحضارات. ومما يحمل دلالة رمزية أن مبادرة عقد منتدى حوار الأديان هذا قد جاءت من كازاخستان. فأرضنا القديمة كانت على مدار آلاف السنين بمثابة جسر يربط بين الشرق والغرب.
وقد أشاد الرئيس قاسم جومارت توقايف بتهيئة الظروف لدراسة الطلاب الكازاخستانيين في جامعة الأزهر، التي تعتبر مركزا للتعليم الإسلامي ومواجهة التطرف الديني. كما أشار رئيس كازاخستان إلى أن الأزهر يسهم مساهمة كبيرة في تطوير التعليم والبحوث الإسلامية في كازاخستان.
الضيوف الكرام!
إن كازاخستان بلد غني ليس فقط بالموارد، وإنما أيضا بتقاليده وثقافته. وإحدى السمات الرئيسية للمواطن الكازاخستاني هي كرم الضيافة. فالكازاخستاني الحقيقي يحتفي ويتشرف بأي ضيف يحل عليه، ويقدم له ما لذ وطاب. لذا أدعوكم إلى المائدة التي أعددناها من أجل حضراتكم.
أشكركم على حسن استماعكم، وأتمنى لكم أمسية سعيدة.