مصر الجديدة.. ناقوس خطر وحنين مفقود
الحنين والعشق
والانتماء مفاهيم تتغير من شخص لآخر، فمن منّا لم يشعر بالحنين تجاه شخص ما أو لأكله مِن يد مَن يحب أو لذكريات مر
عليها سنوات أو لمكان يغلفه الحنين، مكان تربى فيه وعاصر مراحله العمرية بكل
تفاصيله .
حنين مفقود
هذا هو حال سكان مصر الجديدة الذين يشعرون حاليًا بالحنين لكل تفاصيل منطقتهم الذين فقدوها، وضاعت ملامحها
مع الوقت، يفتقدوا المساحات الخضراء الواسعة والحدائق التي اشتهرت بها المنطقه،
يفتقدوا هدوئها الذي كان لا يعلوه شيء سوا زقزقة الطيور، يفتقدوا الرياضة الصباحية
في شوارعها النظيفة.
وداع
كل هذه الذكريات تأصلت في ذاكرتهم فشعروا بأنها بيتهم لا منطقتهم، لكن مع التطور السريع للمنطقة أصبحوا يودعون كل ملامح منطقتهم شيئًا فـ شيئًا، فسرعان ما تحولت المنطقة للنقيض وسرعان ما تحول الحنين إلى مستحيل
جوانب خفية
على الرغم من أن حي مصر الجديدة من أرقى وأغلى المناطق في مصر، إلا إن الوضع الآن يسير في انحدار، حيث تغلغل فيها بعض المحال التجارية الغير مرخصة، والتي تنتهك حق المارة والطريق، ففرض أصحاب بعض المحال أنفسهم على أرصفة المارة لعرض البضائع الخاصة بهم، ومنهم من أخذ جزء من الشارع دون النظر إلى حق الآخرين فيه.
أما أصحاب العمائر فقد زادوا من
الوضع سوءً حيث أنهم نظروا إلى المادة لا القيمة، وقاموا بتأجير مواقف السيارات
الخاصة بكل عمارة "الجراجات" للمحال التجارية ليستغلوها كمخازن أو معارض
لهم، مما عرّض المنطقة إلى حرائق كبيرة وعرض نفوس السكان للخطر، وتُعتبر هذه
المحال غير مرخصة بسبب إغلاقها الفوري عند سماعها بقدوم حملة من الحي لإزالة إشغالات الطريق، مما يجعل حملات الأحياء لا تأتي بمرادها وهو رفع الإشغالات.
ناقوس الخطر
وعليه فقد أدى ذلك إلى فقدان رونق المنطقة، وأضفى عليها الطابع الشعبي وأسواق بيع الجملة، فكل هذا يدق ناقوس الخطر لتحول المنطقة إلى حي لا يليق بتاريخها، حيث بدأ حي مصر الجديدة يُعرف بين الأجيال الجديدة بأنه منطقة تجارية وترفيهية وبدأت حقيقة المنطقة التاريخية في الاندثار رغم ضمها للعديد من المعالم الهامة.
هيبة دولة
لا يجب أن ننكر أن الدولة تسعى جاهدة للحفاظ على الشكل الحضاري للمنطقة وخصوصًا مع اتجاه الحكومة الحالي في رفع المستوي الاقتصادي للبلاد، ووضع مصر في مكانة لم تتعهدها من قبل، وذلك يظهر في محاربة الدولة للعشوائيات ومساعدة المواطن المصري في عيش حياة كريمة.
كما أن هناك توجيهات من السيد اللواء "خالد عبد العال" محافظ القاهرة بضرورة
المحافظة على النظافة العامة وتطوير الميادين والشوارع والمناطق السكنية وأزالة
جميع الاشغالات والمخالفات، وبدوره قام الحي بعدة حملات سريعة لرفع المخالفات في
شوارع مصر الجديدة وذلك بمساعدة الجهات المعنية بالحي.
ضوضاء صاخبة
بدأ السُكان في
تقديم العديد من الشكاوى للحد من هذه الظاهرة التى يزداد ضررها كل مدى والأذى يطول
سكان المنطقة فقط لا غير، من ازدحام متواصل بسبب البائعين والمشتريين، وضوضاء
صاخبة دون مراعاة أهل المنطقة، ومواقف التكاتك التي ظهرت بشكل مفاجئ رغم فرض
الدولة الغرامات وحظر سيرها في المنطقة.
وهذا ما جعل السكان تلجأ إلى التفكير في نقل تلك
المحال في مول تجاري جديد بعيد عن المنطقة السكنية وتداول هذه الفكرة بين مستخدمي
وسائل التواصل الاجتماعي في الجروبات الخاصة بالمنطقة، هذا هو حال مصر الجديدة، فماذا سيحدث بعد ذلك؟.