شحاذ بدرجة حلواني.. الحاج مصطفى يحكي قصته لـ"بوابة المواطن"
تالفةً أعصابه، مريضًا غير قادر على مصاريف الكشف، جالسًا بأحد الميادين المصرية "ميدان الجيش"، هنا يتواجد الحاج مصطفى البالغ من العمر73 عامًا، والذي امتهن مهنة الشحاذة، بعدما كان يمارس العديد من المهن،" كنت صنايعي حلواني مفيش مني" كما قال الحاج مصطفى أثناء حديثه عن بعض الأعمال التي اشتغل بها، إلا أن عدو الإنسان الأول كان له رأيٌ آخر "المرض"، كبرت مقدرش أشيل حاجة، أعصابي بايظة، ومكنتش أتخيل إني أقعد القعدة دي، تلك كلمات العم مصطفى بعدما قامت بوابة المواطن بمقابلته ليروي لنا تفاصيل مأساته في الحياة.
في أوضة بمنطقة الدويقة يسكن الحاج مصطفى إلى جانب زوجته
وولده الوحيد، " لو دخلتيها تخافي من منظرها" قالها الرجل المتقدم في
العمر أثناء حديثه مع مراسلة بوابة المواطن، عند سؤاله عن مكان مأواه، يجاهد الرجل
ويتذلل للماره هنا وهناك لكي يوفر مصاريف تساعده على دفع رسوم إيجاره، إلى جانب
لقمة يحيا عليها هو ومن يأويه.
مستعر أجيب اسمه بيشرب مخدرات ومرمي في البيت
بصرف عليه
قد يتساءل البعض أين ابنه، كيف له أن يترك
والده ملطماً بين الشوارع؟، ولكن ذاك هو العقوق في أقصى مراتبه، يجلس الابن بجوار
والدته منتظرًا عودة الوالد لكي يطعمه، ثم يجتهد لكي يتحصل على بعض الأموال التي
تساعده في شراء المخدرات التي ابتلي بإدمانها، عاطلًا يرفض الجميع عمله، بعدما كان
سائقًا على إحدى العربات إلا أن المخدر كان سببًا في العديد من الحوادث، فكان
الأفضل أن يجلس بدون عمل ليريح الجميع من شر قد يحدث.
"لوقعدت في البيت يموت هو وأمه من
الجوع"، أسردها الرجل حزينًا على حال ولده، والذي من المفترض أن يقف بجوار
والده لمواجهة الظروف الصعبة التي يعاني منها الجميع، إلا أن رحمة الأب لا تزال
باقية، كما هو حال جميع الآباء فهو في النهاية ولده، مينفعش اطرده من الأوضة هيروح
فين حرام عليا"، قالها الرجل حزينًا على حال ولده إلا أن كلمة الحمدلله كانت
دائمًا يتلفظ بها لسانه أثناء اللقاء.
الشحاته اللي ستراني
"معاشي 400 جنيه بستلف عليهم عشان أدفع
الإيجار"، عندما نعدد الأسباب التي دفعت الرجل لممارسة الشحاته، نجدها كثيرة،
فهو مطالب بتسديد إيجار غرفته التي تأوية هو وعائلته والتي يفوق إيجارها معاشه،
علاوة على مصاريفها من كهرباء ومياه وغيرها، أبسط حقوقه أن يحيا حياة آدمية يأكل
ويشرب، غير مطالِبًا بأكثر من ذلك، "قوليلي بقى من غير الشحاته كنت هجيب ده
كله منين"، من الضروري أن يوفر مصاريف مسكنه وإلا سيقوم مالك المنزل بطرده هو
وأسرته، حسبما قال الحاج مصطفى.
الموت على قيد الحياة