قناطر مياه القاهرة المشهورة بـ سور مجرى العيون شريان حياة العهد الأيوبي
الأربعاء 08/فبراير/2023 - 12:39 ص
حازم عبد الفتاح
طباعة
سور مجرى العيون أحد العلامات التي تميز القاهرة القديمة، فهو أثر يعود إلى القرن الثاني عشر الميلادي، والذي قام ببدءه وإنشاؤه السلطان صلاح الدين الأيوبي، ليمد قلعته "قلعة القاهرة" بالمياه، فما هي قصة تلك القناطر؟
بعد تتويج السلطان صلاح الدين الأيوبي على البلاد أمر بتشييد قلعة فوق هضبة المقطم، ومن ثم حفر بئراً يستقي منه سكان القلعة بعمق 90 متراً من مستوى أرض القلعة، وكما قام بإنشاء قناطر لتوصيل مياه النيل إليها لتتزود بالمزيد من المياه ليغطي حاجة سكانها ويكون بها وفرة للجيش أثناء الحصار، فقام بإنشاء سور مجرى العيون كقناطر مياه للقلعة
استكمال بناء سور مجرى العيون
وأتم بناء السور، السلطان محمد بن قلاوون، فقد أنشأ أربع سواقِ على النيل بفم الخليج لرفع الماء، فأتم بناء سور ضخم يمتد من فم الخليج إلى باب القرافة بمنطقة السيدة عائشة مروراً بجوار مسجد السيدة عائشة تمر المياه من فوقه إلى القلعة، وفي عصر السلطان الغوري أقيم مأخذ مياه أخر به ست سواقِ بالقرب من السيدة زينب لتقوية تيار المياه الواصلة إلى أبار القلعة.
لقى سور مجرى العيون عدة ترميمات عبر العصور السابقة، ولكنه بعد العصر المملوكي سقط أثناء الحملة الفرنسية، فتوقفت قنوات المياه عن توفير المياه للقلعة في القرن التاسع عشر، أو كما جاء في بعض المصادر من موقع القلعة أنه قد سقط أجزاء منها أثناء الترميمات الحديثة في عهد الخديوي إسماعيل.
جهود محافظة القاهرة لتطوير سور مجرى العيون
وحالياً تعمل محافظة القاهرة بالتنسيق مع هيئة الأثار ووزارة السياحة على مشروع تطوير السور لإحياء الأثر مما تعرض له من مخالفات وتعديات تم إزالتها أكثر من مرة من قبل ولكن سرعان ما تعود مرة أخرى، فيقوم المشروع وفقاً لنظام متناغم ليشمل إزالة كل العديات حوله من قمامة وحظائر للحيوانات وغيرها، إلى ترميم أجزاءه بهدف رجوعه إلى سابق عصره.
كما يستهدف التطوير تنشيط السياحة في المنطقة، كإقامة محلات المنتجات الجلدية والحرف اليدوية وقاعات عروض ثقافية.