عملت يوما مع أحد المديرين بمصلحة حكومية وكنا نجلس يوميا مع أصدقائنا على أحد المقاهي ليحدثنا عن قلبه الرقيق الذى يدفعه لمساعدة الجماهير في إنهاء أوراقهم.. ولأنى عملت معه فأنا اعرف جيدا كيف يفتح درج مكتبه لتلقى الرشاوى بل يعض بصره عن تزويع الموظفين لدية لمن يقدم له الهدايا والرشاوى بداية من علبة السجائر وحتى الحلي والمشغولات الذهبية وكنت اقبل خداعه في حديثه معي حتى لا يشعر بإحراج.
الغريب كانت غالبية منشوراته على موقع التواصل الاجتماعي دينية بحته تتحدث عن الصدق وتدعو إلى التوبة ويذكر الناس بالقيامة واليوم الأخير.
ورقى ذلك المدير وأصبح رئيس لقطاع كبير وعقب خروجه قرح الموظفين برحيلة بعد ان "حلب" جيوبهم وخاب أملي ان يتبدل حاله بعد الترقية ولم تتبدل منشوراته على "الفيس بوك "
وذات يوم أثناء جلوسنا على مقهى النيل شعر بنغزات شديدة في صدره وتغيرت ملامح وجه وراح يئن من الألم انتقلنا بسرعة إلى إحدى المستشفيات وبعد توقع الكشف الطبي عليه طلب الطبيب عدد من التحاليل والاشعات وأودع بغرفة العناية الفائقة بالمستشفى الخاص حتى الصباح برفقه زوجته.
هرولنا في الصباح نحو المستشفى الخاص لنطمئن على حالته الصحية بعد ان تسلمنا تقارير التحاليل والاشعات ليشاهدها الطبيب المعالج والذى اخبرنا ان المريض مصاب بسرطان الرئة في مرحلته الأخيرة.
دارت الدنيا بينا ولم نعرف كيف نخبره بهذا الخبر المميت وتحدثنا مع زوجته التي دخلت في نوبة بكاء داخل غرفته وعرف حينها انه مصاب بسرطان الرئة وشاركها في البكاء على حاله وحاولنا تهدئته وبعد ساعات قال انه يرغب في التبرع بنصف أمواله لعدد من الجمعيات الخيرية والفقراء ومستشفى الأورام وطلب من زوجته تنفيذ ذلك غداً ورفع يده للسماء صلى قائلا سامحني ياالله على ما فعلته أريد ان ألقاك بدون خطيئة واعداً انه سيترك الخطيئة ولن يتلقى رشاوي مرة أخرى طالبا المغفرة على ما اقترفه من ذنوب .
وفجأة في الساعة الثانية عشر ظهرا رن جرس هاتفي فإذ به صديقي المريض مما أصابني بالارتباك وتزاحمت الأفكار في رأسي وأجبت على الهاتف فوجدت صديقي يطلب منى الحضور لمقابلته في المؤسسة مقر عمله موكدا انه بخير وأعلن انه سيخبرني بكل شيء عندما أصل إليه وبسرعة ارتديت ملابسي ووصلت لمقر عمله بالمؤسسة وما انا دخلت وجدته فاتحا درج مكتبه إياه ويجادل مع أحد المواطنين على قيمة الرشوة.
قاطعته طمني؟ فأجاب استلموا تقارير تحاليل وأشعات لاتخصنى ولكنها تخص مريض أخر واتصلوا بالطبيب وسلموا التحاليل الخاصة بي والحمد لله مفيش سرطان ولا حاجة.
وظهر جلياً لى "عادت ريما لعادتها القديمة" وذهبت كل وعوده لله أدراج الرياح.
ويبدو لي ان داء "الفكاكة" على الله يتجاوز صديقي للمجتمع كله تلك الفكاكه التي تدعو للرقص على السلالم عندما تحين الساعة والآجل يصعدوا أعلى السلم حتى السماء ويبحثوا عن التجارة مع الله وعندما تقل المخاطر يهبطوا السلالم ليغرقوا في مستنقع الخطيئة.
حينما تخلو مع نفسك قليلا وتتصفح الفيس بوك تشعر بان كل رواده جيش من الملائكة بالمدينة الفاضلة فهو واقع افتراضي كاذب في كافة احتمالاته بينما الواقع الحقيقي بعض من رواده جيش من الأبالسة يدهسون بعضهم البعض.
وأصبحنا نتعامل مع الشخص بوجهين نصفه يتحدث فيه عن القيم والمثل والمبادئ والفضيلة ونصفه الآخر لا يطبقها في حياته ويرمى كل ما سبق خلف ظهره بل ويكشر عن انيابه ويرمى شباكه لتصبح فريسة سهلة الوقوع بين يديه .
الغريب كانت غالبية منشوراته على موقع التواصل الاجتماعي دينية بحته تتحدث عن الصدق وتدعو إلى التوبة ويذكر الناس بالقيامة واليوم الأخير.
ورقى ذلك المدير وأصبح رئيس لقطاع كبير وعقب خروجه قرح الموظفين برحيلة بعد ان "حلب" جيوبهم وخاب أملي ان يتبدل حاله بعد الترقية ولم تتبدل منشوراته على "الفيس بوك "
وذات يوم أثناء جلوسنا على مقهى النيل شعر بنغزات شديدة في صدره وتغيرت ملامح وجه وراح يئن من الألم انتقلنا بسرعة إلى إحدى المستشفيات وبعد توقع الكشف الطبي عليه طلب الطبيب عدد من التحاليل والاشعات وأودع بغرفة العناية الفائقة بالمستشفى الخاص حتى الصباح برفقه زوجته.
هرولنا في الصباح نحو المستشفى الخاص لنطمئن على حالته الصحية بعد ان تسلمنا تقارير التحاليل والاشعات ليشاهدها الطبيب المعالج والذى اخبرنا ان المريض مصاب بسرطان الرئة في مرحلته الأخيرة.
دارت الدنيا بينا ولم نعرف كيف نخبره بهذا الخبر المميت وتحدثنا مع زوجته التي دخلت في نوبة بكاء داخل غرفته وعرف حينها انه مصاب بسرطان الرئة وشاركها في البكاء على حاله وحاولنا تهدئته وبعد ساعات قال انه يرغب في التبرع بنصف أمواله لعدد من الجمعيات الخيرية والفقراء ومستشفى الأورام وطلب من زوجته تنفيذ ذلك غداً ورفع يده للسماء صلى قائلا سامحني ياالله على ما فعلته أريد ان ألقاك بدون خطيئة واعداً انه سيترك الخطيئة ولن يتلقى رشاوي مرة أخرى طالبا المغفرة على ما اقترفه من ذنوب .
وفجأة في الساعة الثانية عشر ظهرا رن جرس هاتفي فإذ به صديقي المريض مما أصابني بالارتباك وتزاحمت الأفكار في رأسي وأجبت على الهاتف فوجدت صديقي يطلب منى الحضور لمقابلته في المؤسسة مقر عمله موكدا انه بخير وأعلن انه سيخبرني بكل شيء عندما أصل إليه وبسرعة ارتديت ملابسي ووصلت لمقر عمله بالمؤسسة وما انا دخلت وجدته فاتحا درج مكتبه إياه ويجادل مع أحد المواطنين على قيمة الرشوة.
قاطعته طمني؟ فأجاب استلموا تقارير تحاليل وأشعات لاتخصنى ولكنها تخص مريض أخر واتصلوا بالطبيب وسلموا التحاليل الخاصة بي والحمد لله مفيش سرطان ولا حاجة.
وظهر جلياً لى "عادت ريما لعادتها القديمة" وذهبت كل وعوده لله أدراج الرياح.
ويبدو لي ان داء "الفكاكة" على الله يتجاوز صديقي للمجتمع كله تلك الفكاكه التي تدعو للرقص على السلالم عندما تحين الساعة والآجل يصعدوا أعلى السلم حتى السماء ويبحثوا عن التجارة مع الله وعندما تقل المخاطر يهبطوا السلالم ليغرقوا في مستنقع الخطيئة.
حينما تخلو مع نفسك قليلا وتتصفح الفيس بوك تشعر بان كل رواده جيش من الملائكة بالمدينة الفاضلة فهو واقع افتراضي كاذب في كافة احتمالاته بينما الواقع الحقيقي بعض من رواده جيش من الأبالسة يدهسون بعضهم البعض.
وأصبحنا نتعامل مع الشخص بوجهين نصفه يتحدث فيه عن القيم والمثل والمبادئ والفضيلة ونصفه الآخر لا يطبقها في حياته ويرمى كل ما سبق خلف ظهره بل ويكشر عن انيابه ويرمى شباكه لتصبح فريسة سهلة الوقوع بين يديه .