المواطن

عاجل
صور .. نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع البنات يشيد بالمبادرة الرئاسية لبناء الإنسان انفراد ..«فن إدارة الحياة» يطلق مبادرة لتنظيف شارع 77 بالمعادي .. غدًا صور .. بدء اختبارات الطلاب الوافدين المرشحين لمسابقة الأوقاف العالمية للقرآن الكريم تنفيذًا لتوجيهات الرئيس .. «مستقبل وطن» يطلق مبادرة مجتمعة بعنوان«شتاء دافئ» على مستوى الجمهورية صور . .وزير الأوقاف ورئيس التنظيم والإدارة يتفقدان أعمال امتحان المتقدمين لشغل وظائف أئمة بمركز تقييم القدرات والمسابقات ويتفقان على مسابقة تكميلية يناير المقبل صور .. «الشباب والرياضة» تنظم ندوة للتحذير من التفكك الأسري بـ«السويس» «وزير الأوقاف» يعتمد زيادة عقود خطباء المكافأة الملحقين على البندين ٣/٤ و ٣/١ صور..«طب بنات الأزهر» تحتفل بحصولها على شهادة الاعتماد للمرة الثالثة صور .. خلال مؤتمر «القومي للمرأة» .. داود : الأمن سياج يحيط بحياة الفرد صور .. «رئيس منطقة القاهرة الأزهرية» يعقد اجتماع بشأن ضم معلمين بالحصة للمدارس
رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

سمرقند ...مهد الحضارات العريقة ومنارة العلم التى تغنى بها الشعراء على مر العصور

الأحد 29/أكتوبر/2023 - 07:39 م
المواطن
فاطمة بدوى
طباعة
سمرقند، جنة الدنيا وفيروزة الأرض ومدينة القباب الزرقاء، يمتد تاريخها إلى 1500 سنة قبل الميلاد. تغنى بها الشعراء على مرّ العصور، واستوطنها العلماء، وقصدها عشّاق الجمال من سائر بقاع الأرض، واتخذها الملوك عاصمة لهم، وتوالت عليها الممالك والحضارات.

وخضعت لسلطان الفرس واليونانيين والصينيين والعرب والمغول والأتراك والروس السوفيات، إلى أن استقلت أوزبكستان عن الاتحاد السوفياتي عام 1991، فأصبحت سمرقند المدينة الثانية في البلاد بعد العاصمة طشقند، لكنها ما تزال تحتفظ بمكانتها الثقافية والتاريخية، وإرثها الحضاري التليد.

ويعني اسم المدينة بالأوزبكية "قلعة الأرض" أو "وجه الأرض" غير أنه تروى معانٍ عديدة أخرى لاسمها، منها "مدينة سمر" نسبة إلى شخصية تاريخية بهذا الاسم.

تقع مدينة سمرقند التاريخية في واحة كبيرة بوادي نهر زرافشان، شمال شرق أوزبكستان، في آسيا الوسطى، أو بلاد ما وراء النهر الذي يطلق عليه "نهر جيحون" كما كان يسميها العرب المسلمون. وتعتبر اليوم المدينة الثانية من حيث الأهمية بعد "طشقند" عاصمة دولة أوزبكستان.

وتعتبر مركز التقاء الثقافات في العالم، ولها تاريخ يمتد إلى 1500 سنة قبل الميلاد، حيث نشأت فيها أولى المستوطنات البشرية، وصولا إلى القرنين الـ 14 و15 اللذين شهدا أوج ازدهارها، بوصفها عاصمة الإمبراطور تيمورلنك.

وتتألف سمرقند من 3 أقسام، ففي الشمال الشرقي المدينة القديمة التي تضم عددا من الآثار أهمها: بقايا القلعة القديمة والتحصينات، قصر الحاكم، الأحياء السكنية والحرفية، بقايا مسجد يعود بناؤه إلى القرن الثامن الميلادي.

والقسم الثاني بالجنوب، وفيه مجموعات معمارية، مدينة العصر التيموري التي تضم مرافق اجتماعية كالمدارس والمساجد والمساكن، وهي نموذج مدهش لتطور العمارة وتخطيط المدن وبنائها.

أما القسم الثالث فإلى الغرب، وفيه المنطقة التي بناها الروس على الطراز الأوروبي.

يبلغ عدد سكان سمرقند أكثر من 520 ألف نسمة، معظمهم من قومية الأوزبك، والتي تتصل بالقومية التركية، وهنالك الطاجيك والتتار والأتراك، وفيها أيضا أقليات من الروس والأوكرانيين والفرس


واللغة الرسمية في سمرقند هي الأوزبكية. وتعتبر الروسية اللغة الرسمية الثانية بحكم وجود البلاد تحت السيطرة السوفياتية قرابة قرن من الزمان.

ويعتمد سكان سمرقند في مواردهم على الصناعات الاقتصادية، حيث يعملون في صناعة القطن والغزل والحرير والنسج ودبغ الجلود والتبغ. كما أنهم يعملون في الصناعات الغذائيّة، كتجفيف الفواكه وتعليبها، إضافة إلى الزراعة وأهمها زراعة الأرز والفواكه.

تعرضت سمرقند عبر تاريخها لويلات وكوارث

وبعد فتحها، غدت سمرقند وبخارى قاعدة للفتوحات الإسلامية الأخرى ونشر الإسلام في البلاد، وعام 819 م (204 هـ) أعطى الخليفة المأمون العباسي ولاية ما وراء النهر وخاصة سمرقند لأبناء أسد بن سامان.

وعام 900 م (287 هـ) أسس إسماعيل بن أحمد الدولة السامانية، مما أتاح لما وراء النهر قرنا من الرخاء والازدهار لم تر له مثيلا إلا بعد ذلك بـ 500 عام، أيام الأمير تيمور وخلفائه المباشرين. وقد ظلت سمرقند محتفظة لنفسها بالمكانة الأولى بصفتها مركز التجارة والثقافة، وخاصة في أنظار العالم الإسلامي

وعام 1209 م (606 هـ) حاصر جنكيز خان سمرقند بضعة أشهر، بعد أن عبر نهر سيحون في طريقه من بخارى التي دمرها تدميرا تاما. فاستسلمت سمرقند في ربيع الأول 617 هـ (1220 م) وسمح جنكيز خان لعدد من أهلها بالبقاء فيها تحت حكم وال مغولي، بعد أن نُهبت وطرد الكثير من سكانها.

وعاشت سمرقند 150 سنة باهتة بعد عزّ ومكانة، ثم بدأت تنتعش عام 1369 م (771 هـ) بعدما أصبح الامير تيمور صاحب الكلمة العليا فيما وراء النهر، فاختار سمرقند عاصمة لدولته الآخذة في النمو باستمرار، وراح يزينها بكل آيات الروعة والفخامة. ثم جمَّل حفيده أولوغ بك المدينة بقصره المسمى "جهل ستون" وشيَّد بها مرصده المشهور.

وبعد 1500 م دانت بلاد ما رواء النهر للأوزبكيين، ولم تكن سمرقند في عهدهم إلا عاصمة  بالاسم دون الفعل، ذلك أنها تخلفت كثيرا عن بخارى، ومن هناك تقدم الإسلام إلى الصين والهند وروسيا ذاتها، حتى أن الأراضي الروسية ظلت خاضعة للسيطرة التترية الإسلامية 3 قرون، بل كان دوق موسكو يدفع الجزية سنويا لأمير بخارى.

ولكن قياصرة روسيا سرعان ما استردوا هذه المناطق الإسلامية، وسقط "آق مسجد" أول حصن إسلامي في بلاد ما وراء النهر بيد الروس عام 1852 م (1268 هـ).

ومنتصف القرن الـ 16، وبينما كانت الدولة العثمانية تهدد وسط أوروبا وتزحف إلى أفريقيا وآسيا، كانت روسيا القيصرية تهاجم المناطق الإسلامية حتى سقطت قازان بمنطقة الفولغا، وبعدها دولة خانات ستراخان، ثم مملكة سيبير المسلمة في سيبيريا، ثم اتجهت الجيوش الروسية إلى الجنوب إلى تركستان بالقرن الـ 19.

وتساقطت الخانات فيما وراء النهر الواحدة تلو الأخرى، حتى زحف 8 آلاف من جيوش الروس نحو سمرقند، وعبروا نهر زرافشان في 13 مايو   (1285هـ) وسيطروا عليها اليوم التالي، ودخل القائد كاوفمان العاصمة التيمورية القديمة، وكانت في ذلك الوقت في أيدي مظفر الدين أمير بخارى.

وحين قام النظام الشيوعي عام 1917 في روسيا، صارت سمرقند ضمن جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق حتى انهياره عام 1991م فصارت إحدى مدن جمهورية أوزبكستان المستقلة.



 وتكتسب سمرقند قيمتها الاقتصادية تاريخيا من كونها إحدى المحطات الهامة، الواقعة على طريق الحرير، ذلك الممر الإستراتيجي الذي كان إلى وقت قريب جدا الشريان التجاري الأشهر في العالم بين الصين وأوروبا.

وأما اليوم فتكمن قيمة سمرقند الاقتصادية في جذب عدد هائل من السائحين، من كافة أرجاء الأرض، ليكتشفوا هذا الإرث الثقافي الزاخر، والممتد على مدى 4 آلاف عام، ويستمتعوا بمناظرها الخلّابة الآسرة.

فالمدينة، بأحيائها الثلاثة، تعتبر مستودعا للتاريخ البشري، يقصدها الباحثون والمتخصصون، سواء منهم علماء الإنسانيات والأنثروبولوجيا، أو الباحثون في موضوع الممالك والجيوسياسيات، أو حتى أولئك المهتمون بالقوميات والإثنيات العرقية، والطوائف والأديان.


 ومن أبرز المعالم التي يشتاق الزائر لرؤيتها في سمرقند مجمّع "كور أمير" الذي يعني "قبر الملك" وهو يضم ضريح تيمورلنك وأبنائه وأحفاده، إضافة إلى قبر شيخه، ومدرسة وجامع.

وهناك ميدان "رجستان" وتعني بالفارسية "المكان الرملي" إحدى أهم الوجهات الأخرى في سمرقند، ويشكّل المكان مركز المدينة وأهم معالمها، وقد رُصفت أرض الميدان بالحجارة، وتوجد بالقرب منها 3 مدارس إسلامية بينهما مدرسة أولوغ بيك.


ويعد ضريح قُثم بن العباس أحد المعالم الدينية الهامة بالمدينة، ويسمى أيضا "شاه زنده" أي الملك الحي، نسبة إلى ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، الذي استشهد في المنطقة، ودفن فيها.

وتضم سمرقند آثارا من بقايا عهد الأمير  تيمور، أبرزها مسجد بيبي خانوم، الذي يعكس عظمة تلك المرحلة، حيث بُني بين عامي 1399 و1405 للميلاد.

ومما يظهر مدى اهتمام القادة  في تلك العهود بالعلم والمعرفة، مرصد سمرقند الذي شيده أولوغ بيك حفيد الأمير  تيمور، والذي كان يُعرف عنه بشغفه لعلم الفلك والرياضيات.

ينسب إلى سمرقند من العلماء والمشهورين والمحدثين عدد لا يحصى، وقد بلغ عدد من ترجم لهم الإمام نجم الدين النسفي من حرف الخاء إلى حرف الكاف 1010 أعلام.

ومن المحدثين المعروفين لسمرقند أبو الليث السمرقندي، وهو الفقيه المحدث نصر بن محمد بن إبراهيم السمرقندي الحنفي الذي توفي عام 375 هـ، وهو صاحب كتاب "تنبيه الغافلين".

ومنهم أيضا أبو عمران عيسى بن عمر ابن العباس بن حمزة السمرقندي صاحب الإمام الدارمي، وراوي مسنده عنه، وأيضا العلامة الإمام الرحال أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد السمرقندي الكوخميثني الذي توفي عام 491 هـ.
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads