مراسل حرب قصة حجارة خان يونس
الأربعاء 20/مارس/2024 - 08:38 م
مي ياقوت
طباعة
صوت الأنات يختلط ببحيح صوت " سارة " الصغيرة التي لاتعرف من امها وابيها تعرف فقط ان الحرب جعلتها يتيمه في سن الرابعه وجعلت منها هي اما في سن الخامسة عشر بعد ان فقدت كل عائلتها في رشقه صاروخية ، تنهدت " حنان" كان شهيقها وزفيرها يؤلمها ، هي غير مصابة ولكن ثمة جروح للحزن تنزف داخليا فتجعلها تتلعثم في الكلام كلما سألها احدهم الى اين تريد الذهاب، هي لاتعرف الى اين تذهب بصغيرتها التي تشبثت بها مثلما امسكت يدها الصغيرها بذيل فستانها كقشتها الاخيرة التي تنجيها من بحر لجي لاتعرف نهايته السرمدية ، كانت حافية القدمين تجرجر هزائمها النفسيه ووحدتها وحزنها واناتها وسارة التي تتمتم بعبارات طفوليه غير مفهومه قابضة على ذيل فستانها الابيض الملطخ ببقع حمراء ، فامس كانت تدفن ماتبقي لها في الحياه من اهل ، نزحت مع النازحين ، " من هون ياجماعه" جمله كانت تسمعها فتتجه نحو الاتجاه ، دموعها تغطى وجهها مدارية خصلة شعر بدت قد شابت من هول ماعاشت ، واخيرا وصلت الى بحر غزة .. لم تاكل هي وساره شيئا الى " عشبا" منذ يومين .. امواج البحر ذكرتها بعائلتها وايام خوال .. تكاد تجن هل كل مايجري كابوس ، غسلت وجهها بماء البحر وتركت ساره تلعب مع نظرائها ممن نجو من قصف مدمر ، كل له قصته ووجعه وحكايته التي ربما اغتيلت تماما بعد موت كل افرادها، في صباح اليوم التالي اتت الطائرات المصريه والاماراتيه والاردنيه والقت بالمساعدات لتسرع لتجلب شيئا لها ولابنتها التي تبنتها لها الايام ، الاشقاء يحاولون المساعده ، افترشت الرمل وفي حضنها ساره ليستيقظا على صوت دوريه اسرائيليه امسكت بحجاره وهي تصرخ " امشوا وارحلوا فلسطين باقيه " ، ظلت تلقي بالحجاره من تبة عاليه حتى رحلت الدوريه ، زفرت زفرة انتصار والتفتت وراءها وجدت ساره تمسك هي الاخرى بالحجارة وتلقي بها بقوه ، احتضنتها بقوة " فلسطين باقيه "
والى حكاية جديده يرصدها مراسل حرب