دائماً ما نقول هذا الشخص هوا المفضل لدي ، وهذا صديقي المقرب ، وهذا أغلى ما أملك ، وهذا مثلي الاعلي وأنت .. أنت .. لا يناديك أحد.

إنه لشعور عجيب وأمر محزن عندما يكسرك غالي ويجبرك غريب والغريب يصير غالي والغالي يرجع غريب ، فإن لم يكن الود من القلب منبعه فسلاماً على الود ومتصنعة ، فخاسر الود وإن عاد نادما لا ود له ، فلا تثق بأحد فالكل يخون إن اتيحت له الفرصه.

لا أحد يمكنه أن ينسى الخذلان، ولا أن يتخطى هزيمته ممن أحبهم ومنحهم مشاعره، فلا يقسوا أحد على من يحب، فتلك هيا لحظات الزيف يكتشفها الناس عند الخذلان.

من المعروف أن مكانة الأشخاص لا تهدم إلا بأيديهم ، وخاسر الود وإن عاد نادماً لا ود له ، فكثيراً ما تستوقفتني هذه العبارة ويصيبني فضول كبير بجعلني أبحث في تفاصيلها وبين ثناياها، حتي وجدت أن الود طيب وكرم جود في العطاء وجدت الود محبه متأصلة في ماخذ الروح لتأتي بالخير والرضا وترسم مكانة في صميم القلب لتحمل الشخص في ضلوع الفؤاد بشدة.

هكذا طريق الود فهو يصل بنا إلى عشرة لا تهان ولا تضام ولا يقدر بثمن، ولكن سرعان هذا الطريق ما يشق مساره نحو حائط مهزوز مبتلي لا قيمة له ، فما كان منك إلا أن تقول لقد أعطيتهم قيمه وحجم اكبر من حجمهم حتي تمرد عليك فخاب ظنك عندما أعطيته مكانه لا يستحقها ابدا في صميم القلب واوردته المتشبعه بصفاء النية وجميل الود.

لذلك يجب أن نتعلم من المثل المصري الذي يقول " لما تشتري في حياتك شيء معين نقيه، ولما تعادي شخص إستنضف مين تعادي، ولما تناسب اختار الأنسب، وما تعكرش مزاجك عشان أي شخص، أو تحرق دمك عشان شخص ميستهلش ' فالناس بتحب الجميلة وفي المصلحة معاك وبقوة، وفي الشدة والزلات روح وأنا أستناك.

فعن هذا الصنف حدث ولا حرج فكم من خاسر عاد مكبلاً بقيود العشرة والأيام الجميلة، عاد نادماً لود متأصل في الروح دون أن يرى في بداية الطريق أن الود إذا خرج من الروح لا يعود مرة ثانية كما كان.

فالتخلي عن صديق غدر بك وتحدث عنك بالسوء ولم يدافع عنك عندما اغتابك الآخرون هو الاختيار الأصح، فلا ينفع تركيب الزجاج بعد كسره، فالثقة تبنى مع الأيام، وتهدم بمواقف، فلا تجبر نفسك على الاستمرار مع شخص لا يستحق ثقتك.