المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية: تفاقم الأزمة الإنسانية في شمال دارفور
الجمعة 08/أغسطس/2025 - 02:53 م

فاطمة بدوي
طباعة
قالت السيدة / ليلى بكر، المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية فى بيان لها
في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية
صندوق الأمم المتحدة للسكان يُسلّط الضوء على الاحتياجات المُلحّة في شمال دارفور
أن صندوق الأمم المتحدة للسكان، ووكالة الأمم المتحدة للصحة الجنسية والإنجابية، يعربان عن قلقهما العميق إزاء تفاقم الأزمة الإنسانية في شمال دارفور، لا سيما أثرها المُدمّر على النساء والفتيات. ورغم مرور عام على تأكيد انتشار المجاعة في مخيم زمزم، الواقع على مشارف الفاشر، لا تزال عاصمة شمال دارفور تحت الحصار، مع استمرار منع وصول المساعدات الغذائية الأساسية، مما يُفاقم معاناة سكان العاصمة الإقليمية من المجاعة.
وتُكافح النساء والفتيات للحصول على الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة، فيما تعرّضت المستشفيات لهجمات مُتكررة، وقُتل عدد كبير من أفراد الطواقم الطبية أثناء سعيهم لإنقاذ الأرواح. هذا ويُعاني مستشفى الفاشر للولادة، وهو آخر مرفق صحي عامل في المدينة، من ضغطٍ شديد، حيث يُقدّم مجموعةً واسعةً من الخدمات الطبية تتجاوز رعاية الأمومة المُخصّصة له. وهذا يُؤثّر بشدة على جودة الخدمات وتوافرها، حيث تُوفيت نساءٌ أثناء انتظارهنّ الولادة في أجنحة المستشفى.
يدعو صندوق الأمم المتحدة للسكان جميع أطراف النزاع إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى شمال دارفور بشكل عاجل وآمن ودون عوائق، بما في ذلك إلى مدينة الفاشر.
منذ أبريل 2025، أدى تصاعد العنف في الفاشر ومحيطها إلى نزوح ما يقدر بنحو 327,000 شخص إلى مخيم طويلة، معظمهم من مخيم زمزم. وقد أدى هذا التدفق الهائل إلى تضخم عدد النازحين في طويلة إلى أكثر من نصف مليون، مما وضع عبئًا لا يُطاق على الموارد المنهكة أصلًا.
ويدفع الطلب المتزايد والنقص الحاد في الإمدادات والأدوية الأساسية النظام الصحي في طويلة إلى حافة الهاوية. مئات الآلاف من الأشخاص، بمن فيهم ما يقدر بنحو 22,400 امرأة حامل، محرومون من الحصول على الرعاية الصحية الأساسية. هذا الوضع يستوجب فوراً زيادة كبيرة في البنية الصحية الأساسية في مخيم طويلة، بما في ذلك إنشاء مرافق صحية إضافية، ولكن تحقيق ذلك حاليا مستحيل بسبب نقص التمويل.
هذا ويتواجد صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاؤه على الأرض، حيث ينشرون فرقًا طبية في مخيم طويلة، ويوزعون مستلزمات الصحة الإنجابية الحيوية لتوفير خدمات الصحة الإنجابية والحماية، بما في ذلك دعم الولادات الآمنة. إلا أن حجم الاحتياجات الهائل يفوق بكثير الخدمات المتاحة.
ويشهد تمويل خدمات إنقاذ الحياة انخفاضًا حادًا، مما قد يؤدي إلى فقدان أعداد لا تُحصى من الأرواح. إن هناك حاجة ماسة إلى تمويل مستدام وواسع النطاق من المجتمع الدولي لتجنب المزيد من المعاناة وتجنب الخسائر في الأرواح التي يمكن الوقاية منها.