في الأردن.. المدارس تفتح أبوابها أمام كل الأطفال السوريين
الجمعة 02/سبتمبر/2016 - 10:56 ص
لم يذهب صغيرا انتصار غزلان إلى المدرسة منذ أن فرت العائلة من سوريا إلى الأردن قبل عامين. لم يكن هناك مكان في الصفوف الدراسية المحلية، ويستطيع الطفلان، 12 و14 سنة، "بالكاد كتابة اسميهما"، ونسيا معظم ما تعلماه في وطنهما، حسبما تقول.
هناك أكثر من 90 ألف طفل سوري لاجئ في الأردن لم يتمكنوا من الذهاب إلى المدرسة العام الماضي، إلى جانب مئات الآلاف من البلدان المجاورة التي تستضيف لاجئين، ما أثار القلق بشأن "ضياع جيل" جراء الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ خمس سنوات.
الأمر يتغير الآن، في الأردن على الأقل.
فقد تعهدت المملكة، بفضل تمويل دولي، بتوفير مكان لكل الأطفال اللاجئين في مدارسه، بداية من هذا الأسبوع من خلال إضافة فترات مسائية أخرى وتوظيف آلاف المدرسين.
بالنسبة لكثير من الأطفال، قد تكون هذه فرصتهم الأخيرة، بحسب روبرت جنكينز، ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في الأردن.
يقول جنكينز "عند نقطة معينة، يصبح الأمر مستحيلا بالنسبة لطفل أن يدرك إمكاناته، إذا ظلوا خارج المدرسة تلك الفترة الطويلة".
وأضاف أن برنامج العودة إلى المدرسة "ليس له تأثير عظيم على الأطفال بمفردهم فقط، لكن على السكان بشكل مجمل وعلى الأردن كله وعلى إعادة بناء سوريا المحتمل في المستقبل".
يوم الخميس، سجل حسن الأحمد ابنته عائشة، 9 سنوات، وابنه محمد، 7 سنوات، في الصف الأول في الزرقا، شمالي شرق العاصمة عمان.
ولم يتمكن الطفلان، اللذان فرا مع ابويهما وشقيقين أصغر في 2014، من الذهاب إلى المدرسة من قبل، لكنهما أبلغا بإمكانية التسجيل هذا العام.
يقول الأحمد، 30 سنة يعمل عامل زراعي في سوريا وأمي، "الأمر الأكثر أهمية بالنسبة له أن أدخل أطفالي المدرسة. إذا لم يذهب أطفالي إلى المدرسة، لن يتمكنوا من فعل أي شيء في الحياة".
التعهد بالتعليم للجميع جزء من اتفاق أوسع حقق مطلع هذا العام في مؤتمر حول مساعدة سوريا في لندن.
تعهد الأردن بمنح اللاجئين وصول قانوني للعمل والتعليم، فضلا عن الابقاء عليهم في المنطقة وعدم تشجيعهم على الهجرة إلى أوروبا.
في المقابل، تعهدت الدول المناحة بمئات الملايين من الدولارات على سبيل المساعدة، وتمويل ميسر والمزايا التجارية في مقابل أعباء اللاجئين وتعزيز الاقتصاد الأردني المتعثر.
إلى الآن هناك تباطؤ في تدفق المساعدات.
وقال محمد الذنيبات، وزير التعليم الأردني، إنهم بحاجة إلى مليار دولار خلال السنوات الثلاث الماضية من أجل تعليم الأطفال اللاجئين وتخفيف الاكتظاظ الحالي.
تدفع هذه الأموال لمضاعفة عدد المدارس التي تعمل فترتين إلى 200 مدرسة وبناء 500 صف دراسي اخر، وتوظيف خمسة آلاف مدرس وبناء 300 مدرسة جديدة.
وتلقى الأردن نحو 80 مليون دولار إلى الآن هذا العام، بما يكفي لفتح المدارس أمام الجميع، لكنه ليس كافيا لإبقاء البرنامج يستمر للعام كله، بحسب الذنيبات.
وقال الوزير في مقابلة "لا يمكن أن نقوم بذلك إلا إذا حصلنا على منح من المانحين والمنظمات الدولية التي ألزمت نفسها بأنها سوف تدفع".
وفر ما يقرب من خمسة ملايين لاجئ سوري إلى الأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر منذ 2011.
يستضيف الأردن نحو 660 ألف لاجئ مسجل، رغم أن العدد الإجمالي للسوريين الذين يعيشون هناك نحو ضعف هذا العدد، بحسب احصاء العام الماضي.
ويعيش أكثر من 80 في المائة من اللاجئين المسجلين في البلدات والمدن الأردنية، فيما يقيم البقية في ثلاثة مخيمات حيث تم تأسيس مدارس.
وفي العام الدراسي الفائت، سجل نحو 145 ألف طفل لاجئ في المدارس الأردنية، فيما يقدر أن هناك 91 ألف لم يذهبوا إلى المدارس، بحسب اليونيسيف.
في الأردن، يعد عدم وجود مساحة في الصفوف الدراسية عقبة رئيسية إلى جانب الفقر المتزايد فيما بين اللاجئين.
ويقول مسؤولو مساعدات إن المزيد من الأطفال يذهبون للعمل وتتزوج المزيد من الفتيات الصغيرات لتخفيف الأعباء المالية عن عائلاتهم مع استمرار الحرب ونفاد مدخرات اللاجئين.
بشكل مجمل، تضاعفت عمالة الأطفال خلال العقد الماضي، حيث يشكل اللاجئون جزأ كبيرا، بحسب تقرير حكومي حديث يقول أيضا إن هناك أكثر من نصف الأطفال السوريين بين عمر 15 و17 سنة خارج المدارس.
تحاول اليونيسيف تشجيع كل الأطفال الذين هم في عمر الدراسة على العودة إلى دراستهم. وقال جنكينز إن الخطة لهذا العام الدراسي هي خلق مساحة ل50 ألف طفل اخر وتسجيل 25 ألف اخرين - هؤلاء بقوا خارج المدرسة لثلاث سنوات على الأقل - في برامج اللحاق.
وقال جنكينز ، في الفعالية التي ظهر فيها المزيد من الأطفال، "سوف نضغط عليهم ونوفر التعليم لكل ال91 ألف".
في إحدى المناطق التعليمية في الزرقا، هناك 12 من 163 مدرسة تعمل فترتين وهناك خمسة أخرى سوف تعمل نفس الشيء في المستقبل، حسبما يقول مسؤول التعليم المحلي خليل القيسي.
وقال إن التعليمات هي أنه يجب أن نستوعب كل الطلاب السوريين في مدارسنا. لدينا قوائم انتظار".
في مدينة أربد شمالي البلاد بالقرب من الحدود السورية، لا تزال غزلان، وهي أم لستة أطفال، لم تسمع ما إن كان أطفالها الثلاثة الذين هم في عمر الدراسة سوف يحصلون على تعليم أم لا.
وقد أكملت ابنتها حنين، 8 سنوات، الصف الأول في الأردن. لكن منذ أن انتقلت العائلة إلى حي مختلف في إربد لا مكان لها في المدرسة.
الطفلان أجياد 14 سنة، ومحمد 12 سنة، أكملا الصفين الثاني والثالث على التوالي، قبل أن يفرا من سوريا في 2014، لكنهما لم يدخلا المدارس في الأردن.
وتقول "إنها مأساة. أطفالي يمكنهم بالكاد كتابة أسمائهم. لقد نسوا كل شئ... يرون الأطفال يذهبون إلى المدرسة ويبكون".
هناك أكثر من 90 ألف طفل سوري لاجئ في الأردن لم يتمكنوا من الذهاب إلى المدرسة العام الماضي، إلى جانب مئات الآلاف من البلدان المجاورة التي تستضيف لاجئين، ما أثار القلق بشأن "ضياع جيل" جراء الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ خمس سنوات.
الأمر يتغير الآن، في الأردن على الأقل.
فقد تعهدت المملكة، بفضل تمويل دولي، بتوفير مكان لكل الأطفال اللاجئين في مدارسه، بداية من هذا الأسبوع من خلال إضافة فترات مسائية أخرى وتوظيف آلاف المدرسين.
بالنسبة لكثير من الأطفال، قد تكون هذه فرصتهم الأخيرة، بحسب روبرت جنكينز، ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في الأردن.
يقول جنكينز "عند نقطة معينة، يصبح الأمر مستحيلا بالنسبة لطفل أن يدرك إمكاناته، إذا ظلوا خارج المدرسة تلك الفترة الطويلة".
وأضاف أن برنامج العودة إلى المدرسة "ليس له تأثير عظيم على الأطفال بمفردهم فقط، لكن على السكان بشكل مجمل وعلى الأردن كله وعلى إعادة بناء سوريا المحتمل في المستقبل".
يوم الخميس، سجل حسن الأحمد ابنته عائشة، 9 سنوات، وابنه محمد، 7 سنوات، في الصف الأول في الزرقا، شمالي شرق العاصمة عمان.
ولم يتمكن الطفلان، اللذان فرا مع ابويهما وشقيقين أصغر في 2014، من الذهاب إلى المدرسة من قبل، لكنهما أبلغا بإمكانية التسجيل هذا العام.
يقول الأحمد، 30 سنة يعمل عامل زراعي في سوريا وأمي، "الأمر الأكثر أهمية بالنسبة له أن أدخل أطفالي المدرسة. إذا لم يذهب أطفالي إلى المدرسة، لن يتمكنوا من فعل أي شيء في الحياة".
التعهد بالتعليم للجميع جزء من اتفاق أوسع حقق مطلع هذا العام في مؤتمر حول مساعدة سوريا في لندن.
تعهد الأردن بمنح اللاجئين وصول قانوني للعمل والتعليم، فضلا عن الابقاء عليهم في المنطقة وعدم تشجيعهم على الهجرة إلى أوروبا.
في المقابل، تعهدت الدول المناحة بمئات الملايين من الدولارات على سبيل المساعدة، وتمويل ميسر والمزايا التجارية في مقابل أعباء اللاجئين وتعزيز الاقتصاد الأردني المتعثر.
إلى الآن هناك تباطؤ في تدفق المساعدات.
وقال محمد الذنيبات، وزير التعليم الأردني، إنهم بحاجة إلى مليار دولار خلال السنوات الثلاث الماضية من أجل تعليم الأطفال اللاجئين وتخفيف الاكتظاظ الحالي.
تدفع هذه الأموال لمضاعفة عدد المدارس التي تعمل فترتين إلى 200 مدرسة وبناء 500 صف دراسي اخر، وتوظيف خمسة آلاف مدرس وبناء 300 مدرسة جديدة.
وتلقى الأردن نحو 80 مليون دولار إلى الآن هذا العام، بما يكفي لفتح المدارس أمام الجميع، لكنه ليس كافيا لإبقاء البرنامج يستمر للعام كله، بحسب الذنيبات.
وقال الوزير في مقابلة "لا يمكن أن نقوم بذلك إلا إذا حصلنا على منح من المانحين والمنظمات الدولية التي ألزمت نفسها بأنها سوف تدفع".
وفر ما يقرب من خمسة ملايين لاجئ سوري إلى الأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر منذ 2011.
يستضيف الأردن نحو 660 ألف لاجئ مسجل، رغم أن العدد الإجمالي للسوريين الذين يعيشون هناك نحو ضعف هذا العدد، بحسب احصاء العام الماضي.
ويعيش أكثر من 80 في المائة من اللاجئين المسجلين في البلدات والمدن الأردنية، فيما يقيم البقية في ثلاثة مخيمات حيث تم تأسيس مدارس.
وفي العام الدراسي الفائت، سجل نحو 145 ألف طفل لاجئ في المدارس الأردنية، فيما يقدر أن هناك 91 ألف لم يذهبوا إلى المدارس، بحسب اليونيسيف.
في الأردن، يعد عدم وجود مساحة في الصفوف الدراسية عقبة رئيسية إلى جانب الفقر المتزايد فيما بين اللاجئين.
ويقول مسؤولو مساعدات إن المزيد من الأطفال يذهبون للعمل وتتزوج المزيد من الفتيات الصغيرات لتخفيف الأعباء المالية عن عائلاتهم مع استمرار الحرب ونفاد مدخرات اللاجئين.
بشكل مجمل، تضاعفت عمالة الأطفال خلال العقد الماضي، حيث يشكل اللاجئون جزأ كبيرا، بحسب تقرير حكومي حديث يقول أيضا إن هناك أكثر من نصف الأطفال السوريين بين عمر 15 و17 سنة خارج المدارس.
تحاول اليونيسيف تشجيع كل الأطفال الذين هم في عمر الدراسة على العودة إلى دراستهم. وقال جنكينز إن الخطة لهذا العام الدراسي هي خلق مساحة ل50 ألف طفل اخر وتسجيل 25 ألف اخرين - هؤلاء بقوا خارج المدرسة لثلاث سنوات على الأقل - في برامج اللحاق.
وقال جنكينز ، في الفعالية التي ظهر فيها المزيد من الأطفال، "سوف نضغط عليهم ونوفر التعليم لكل ال91 ألف".
في إحدى المناطق التعليمية في الزرقا، هناك 12 من 163 مدرسة تعمل فترتين وهناك خمسة أخرى سوف تعمل نفس الشيء في المستقبل، حسبما يقول مسؤول التعليم المحلي خليل القيسي.
وقال إن التعليمات هي أنه يجب أن نستوعب كل الطلاب السوريين في مدارسنا. لدينا قوائم انتظار".
في مدينة أربد شمالي البلاد بالقرب من الحدود السورية، لا تزال غزلان، وهي أم لستة أطفال، لم تسمع ما إن كان أطفالها الثلاثة الذين هم في عمر الدراسة سوف يحصلون على تعليم أم لا.
وقد أكملت ابنتها حنين، 8 سنوات، الصف الأول في الأردن. لكن منذ أن انتقلت العائلة إلى حي مختلف في إربد لا مكان لها في المدرسة.
الطفلان أجياد 14 سنة، ومحمد 12 سنة، أكملا الصفين الثاني والثالث على التوالي، قبل أن يفرا من سوريا في 2014، لكنهما لم يدخلا المدارس في الأردن.
وتقول "إنها مأساة. أطفالي يمكنهم بالكاد كتابة أسمائهم. لقد نسوا كل شئ... يرون الأطفال يذهبون إلى المدرسة ويبكون".