ارتبط اسمه في الأوساط السياسية كافة بالفساد تارة وتوظيف ما يملكه من أموال في السياسة بشكل كبير، هذه هي الصورة المحفورة في أذهان الكثير حول رجل الأعمال وأمين لجنة السياسات بالحزب الوطني المنحل أحمد عز، في الأعوام الأخيرة من حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك أصبح عز متحكم في المشهد السياسي ككل، إلا أن هذه العلاقة لم تأت من فراغ بل كانت لها جذورها العميقة.

"علاقة أحمد عز بجمال مبارك"
بدأت العلاقة بين رجل الأعمال أحمد عز وبين جمال مبارك، نجل الرئيس الأسبق تحديدًا في عام 1996 بعد مؤتمر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فبعد أن نشأت تلك العلاقة بين الطرفين بدأت تنمو شيئًا فشيئًا إلى أن سيطرت على مفاصل الدولة كافة، بدأ اندماجه في عائلة المخلوع عن طريق التحاقه بالحزب الوطني المنحل ليشغل بعدها منصب أمين التنظيم بالحزب ثم رئيسًا للجنة الخطة والموازنة بالبرلمان، التي أعدت بدورها عدة قوانين تفيد رجال الأعمال دون غيرهم، وبالطبع شرّع عز آنذاك القوانين لنفسه، لعل أبرزها قانون تنظيم الممارسة ومنع الاحتكار، والذي احتكر بعده الحديد في مصر من خلال شركة "حديد عز الدخيلة".

الخطوة الثانية في العلاقات بين جمال مبارك ورجل الأعمال السابق أحمد عز هي انتخابات 2005، حيث اتفقا الاثنان حينها على أن يستحوذ الحزب الوطني على 95 بالمئة من مقاعد مجلس الشعب، وبالفعل فاز الحزب الوطني بهذه النسبة، وحين سأل مبارك حينها عن سبب هذه النسبة أخبره الصديقان جمال مبارك وأحمد عز أن الساحة السياسية خاوية من أي أحزاب أو حركات سياسية قادرة على المنافسة، وحين ازدادت مطالب القوى السياسية بإلغاء نتائج الانتخابات أو إعادتها رفض أحمد عز حينها وكأنه المتحكم الرسمي في اقتصاد الدولة مجرد التفكير في الأمر، ما أظهر مدى قوة العلاقة بين الصديقين جمال مبارك وأحمد عز.

"أحمد عز وحسني مبارك"
علاقة تشبه كثيرًا علاقة الفتى المدلل بالأب ذو النفوذ، حيث يقوم الفتى المدلل بإصدار قرارات تفيده في مصلحته الشخصية دون خوف من شعور الرئيس آنذاك، كانت القيادة على علم بما فعله أحمد عز ليمرر القانون؛ كي يمارس سياساته الاحتكارية، حيث لم يتخذ مبارك أي رد فعل لإثناء عز عن ما يفعله، وقال رئيس مجلس الشعب حينها فتحي سرور، "لقد أوصلت الأمر إلى الرئيس، وأخبرته أن هذا القانون يجب ألا يمر، لذا تحدث الرئيس إلى الأمين العام للحزب صفوت الشريف من أجل حل المسألة، جاء الشريف إلى مكتبي واتصل بعز وأخبره باعتراض الرئيس، بالرغم من ذلك، تمسك عز بقراره وأكد أنه لن يغير القانون، وفي حالة أنني رغبت في تعديله سيقوم عز بحث أغلبية أعضاء الحزب على رفضه، في هذه المرحلة، شعرت أن عز أقوى من الرئيس، وهو يمثل قوة خطيرة بعصيانه للرئيس".

"عودة الصديقان للحياة السياسية"
خلال الأشهر القليلة الماضية شاعت أنباء حول عودة جمال مبارك وأحمد عز للحياة السياسية من خلال ترأس أحمد عز منصب رئيسًا شرفيًا لحزب مستقبل مصر، وهو ما لم ينفه أحدًا من الحزب حتى الآن ربما لأن الحزب ما زال تحت التأسيس.

يبدو أن عودة أحمد عز للساحة السياسية ستكون قريبة، لكنها اقترنت بأخبار عن عودة جمال مبارك للحياة السياسية مرة أخرى وذلك من خلال ترشحه للانتخابات الرئاسية في الفترة القادمة، وما أكد شائعات عودة عز لمستقبل وطن هي المصادر التي أكدت لـ"المواطن" أن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك رفض تكريم من حزب "مستقبل مصر" وبرر مبارك رفضه من خلال رسائل خاصة لأعضاء الحزب بأن الحزب ما زال حتى الآن تحت التأسيس.