يصادف اليوم الثاني من يناير في عام 1947، بداية مسيرة الزعيم الهندي "مهاتما غاندي" من أجل السلام في الهند، بعد أن ظهرت بوادر الحرب الأهلية بين الهندوس والمسلمين في شبة القارة الهندية مع اقتراب الاستقلال من الاحتلال البريطاني، الأمر الذي خلد اسم "غاندي" وسجله ضمن أبرز دعاة السلام في العالم.

"المهاتما غاندي" هو الأب الروحي لحركة الاستقلال الهندية، وهو الرجل الذي قضى 20 عامًا في جنوب أفريقيا يعمل على مكافحة التمييز والتعصب، فأسس حركته الخاصة ضد حكم البريطانين التي اسماها "ساتياغراها" ولكنها كانت حركة غير عنيفة احتجاجًا على الظلم.

غاندي البسيط

أثناء تواجده في الهند، كانت حياة "غاندي" مليئة بالبساطة والفضائل التي جعلته محبوب من الشعب، وطريقة لبسه البسيطة جعلته قريب منهم.

غاندي القدوة

قضى "المهاتما غاندي" معظم سنوات حياته يعمل بجد لإزالة الحكم البريطاني من الهند، ولتحسين حياة الطبقات الفقيرة، وأصبح قدوة للعديد من قادة الحقوق المدنية الذين سلكوا نفس منهج "غاندي"، ومفهومه للاحتجاج غير عنيف، مثل "المناضل مارتن لوثر كينج".

غاندي الطفل.. بين الشغب والخجول

المهاتما غاندي هو الطفل الأخير لوالده "كرمشاند غاندي"، ووالدته "بوتيلباي"، وكانت الزوجة الرابعة لأبيه، وخلال نشأته كان "غاندي" خجول، ويتحدث بلطف، وكان مجرد طالب عادي في المدرسة، وعلى الرغم من أنه كان طفل مطيع إلا أنه جرب أكل اللحوم والتدخين وسرقة الأشياء.

أمور تأثر بها "غاندي"

تأثر "غاندي" بعدد من المؤلفات التي كان لها دور كبير في بلورة فلسفته ومواقفه السياسية، منها "نشيد الطوباوي"، وهي عبارة عن ملحمة شعرية هندوسية كتبت في القرن الثالث قبل الميلاد، واعتبرها "غاندي" بمثابة قاموسه الروحي ومرجعا أساسيًا يستلهم منه أفكاره، إضافة إلى "موعظة الجبل" في الإنجيل، وكتاب "حتى الرجل الأخير" للفيلسوف الإنجليزي "جون راسكن" الذي مجد فيه الروح الجماعية والعمل بكافة أشكاله، وأيضًا كتاب الأديب الروسي تولستوي "الخلاص في أنفسكم"، الذي زاده قناعة بمحاربة المبشرين المسيحيين، وأخيرًا كتاب الشاعر الأمريكي هنري ديفد ثورو "العصيان المدني".

كما تأثر غاندي بـ"البراهمانية"، وهي عبارة عن ممارسة يومية ودائمة تهدف إلى جعل الإنسان يتحكم بكل أهوائه وحواسه بواسطة الزهد والتنسك، عن طريق الطعام واللباس والصيام والطهارة والصلاة والخشوع وإلتزام الصمت يوم الإثنين من كل أسبوع، وعبر هذه الممارسة يتوصل الإنسان إلى تحرير ذاته قبل أن يستحق تحرير الآخرين.

إنجازات "غاندي" في جنوب أفريقيا

نظرًا لكون جنوب أفريقيا آنذاك كانت مستعمرات بريطانية يعمل فيها أهل البلاد عند المحتل، ويعانون من الظلم والاستبداد، قام "غاندي" بعمل مجموعة من الأمور والجهود، كمحاولة منه في تغيير الواقع وإعادة الحقوق إلى أصحابها، ومن أهم إنجازاته المتعلقة بذلك:

1- زيادة ثقة الهنود المهاجرين بأنفسهم، وتخليصهم من الخوف، وزيادة المستوى الأخلاقي لديهم.

2- تأسيس صحيفة تحت اسم الرأي الهندي، نشر فيها مبدأ اللاعنف.

3- إنشاء حزب مهمته الدفاع عن حقوق العمال الهنود، تحت اسم المؤتمؤ الهندي للناتال.

4- محاربة جميع القوانين التي تنص على حرمان الهنود من التصويت والانتخاب.

5- القضاء على المرسوم الآسيوي الذي كان يفرض على الهنود التسجيل في سجلات معينة.

6- عدم تحديد هجرة الهنود إلى مناطق جنوب أفريقيا.

7- دعم قانون تثبيت الزواج من غير المسيحيين.

اغتيال "غاندي"

لم تنل دعوات "غاندي" إعجاب الفئات الهندوسية المتعصبة؛ فقام أحد هذه الفئات بإطلاق الرصاص عليه في 30 من يناير لعام 1948م، راح ضحيتها ومات عن عمر 78 عامًا.