لم تدرى والدة الطفل السيد أحمد،9 سنوات أن نهايته ستكون بهذه الطريق البشعة على يد جارهم المهتز نفسيًا ويا لها من أبشع نهاية.

عاش الطفل السيد مع والده العامل البسيط مبلط السيراميك ووالدته ربة منزل يكبر أمامها وكلما كبر يوما كبرت أحلامهم وأمانيهم ليأخذ بيدهم ويتحمل عنهم مآسي الحياة ولكن في يوم مشئوم خرج الطفل ولم يعد سوى جثة محللة لهم بعد قتله على يد جارهم المهتز نفسيا

"المواطن" انتقل لمنزل أسرة الطفل لننقل المأساة التي عاشوها في البداية التقينا بوالدة الطفل نجلاء وبصوت مبحوح تسبق دموعها كلامها قالت "لا أصدق أن السيد "أبنها " مات دا عيل صغير معملش حاجة في حياته تخلى واحد يقتله بالطريق دي.

وأضافت أبو الطفل " شغال عامل سيراميك " وليس لنا عداوات مع أحد والطفل كان غلبان، ومش بيشتم حد ومفيش حد من الجيران شكى منه، وما كنش بيروح عند حد،ومش بيلعب غير مع أولاد الجيران وأبناء عمه القريبون من منزلهم.

وعن اكتشافهم الواقعة قالت "قعدنا أسبوعين ندور عليه في كل المستشفيات ومن بيت لبيت بعد ما عملنا المحضر كنا فاكرين إنه خبطته عربية وحد نقله المستشفي روحنا دورنا في كل مستشفي ولم نجد له اثر وكان الجيران يبحثون معنا ومنهم المتهم.

وأشارت والدة الطفل إلى أن جارهم على محمود "القاتل "كل ما يشوفنا يسألنا عليه وهو إللي قاتله "حسبنا الله ونعم الوكيل فيه "وبعدها عرفنا من الناس أنهم لقيو جثة طفل في المقابر ورحنا لقيناه أبني وان المتهم مش مجنون دا بيعمل كده عشان يطلع من القضية.

أما جيران المجني عليه والقاتل فاختلفوا حيث قال لنا شاب من جيرانهم ويدعى أحمد، صاحب محل أن " الطفل كان محترم وخدوم والمنطقة كلها تعرفه وعن المتهم قال إنه يشك في أنه مجنون لأنة كان يعرف كل الناس ومواظب على الصلاة وكان بيشتغل باليومية في أي حتة فازاي واحد مجنون يعمل ده كله" واختتم قائلا مش عارف إزاى عمل كده دا كان في حالة.

والتقط منه جارة "محمد "طرف الحديث وقال " أن المتهم كان مشهور باسم حليمة وكل الناس بتناديه بالاسم ده حتى الأطفال الصغار وكان أحيانًا بيزعل من كده بس ما كنش بيضرب حد وما توصلش إنه يقتل طفل بالشكل ده ياخده في المقابر من غير ما حد يحس ويقتله ويجي يدور معانا علية لمدة 15 يوم واحنا أتفاجئنا لما المباحث جت وأخدته واعترف إنه هو إللي قتلة ".

وقالت سيدة تدعى "أم محمد" من جيران المتهم أن حليمة "القاتل ":دا عيل غلبان وطيب وكل الناس عرفاه ومعروف في المنطقة انه "عبيط "وأول ما بيشوف عيال صغيرين بيلعب معاهم "

وحاولنا الوصول إلى أسرة القاتل ولكنهم رفضوا التسجيل معنا وقالوا أن ابنهم برئ والحكم للقضاء.

بدأت تفاصيل الواقعة بتلقي الرائد وسام عطية رئيس مباحث قسم شرطة المعصرة بلاغًا من عبد الباقي محمد، محمد سيد والمسئولان عن حراسه مقابر المعصرة في الوصلة بين كورنيش الاوتوستراد ـ دائرة القسم بعثورهما على جثه لطفل داخل أحد المقابر بمنطقة حراستهما وبالانتقال والفحص تبين أن الجثة لطفل مجهول الهوية يبلغ من العمر حوالي 9 سنوات تقريبا في حاله تعفن يرتدى بنطال ترنج اسود بخط ازرق وبلوفر احمر وتى شيرت ازرق وملابس داخليه عبارة عن شورت أبيض وفانلة بيضاء ويرجح أنه قد مضى على وفاته حوالي 15 يوم وبعمل التحريات أمكن التوصل إلى تحديد شخصية المجني عليه وتبين أنه السيد احمد، 9 سنوات، طالب بالصف الأول الابتدائي بإستدعاء والده أحمد عبد الكريم، عامل سيراميك، تعرف على ملابس المجني عليه وأقر بأنها ذات الملابس الخاصة بنجله التي كان يرتديها وقت غيابه وبتكثيف إجراءات البحث وردت معلومات تفيد أن المتغيب شوهد بصحبة على محمود محمد، "يعاني من إضرابات نفسية" في وقت سابق على غيابه وأنه وراء ارتكاب الواقعة.

وعقب تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة بالأماكن التي يتردد عليها أسفرت أحدها عن ضبطه،وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة.

وأضاف بأن المجني عليه دائم التعدي عليه بالسب والشتم والاستهزاء به مما يسبب له هياج عصبي نظرا لمعاناته من إضرابات نفسية وقرر التخلص منه وتنفيذا لذلك قام باصطحابه لمنطقة المقابر وقام بضربه بإناء زرع من الفخار الثقيل على رأسه ثم قام بتجريده من ملابسة ودفنه داخل المقبرة محل العثور وتم بإرشاده ضبط الأداة المستخدمة في الحادث عبارة عن حطام إناء فخار عليها أثار شعر آدمي، وكذا تى شيرت موف اللون خاص به ملوث بالدماء وعثر عليهما بمكان إخفائهما داخل المقبرة محل الواقعة.