نساء في "بيت الطاعة".. زوجات حاربن دعاوى النشوز بطلب الخلع
الجمعة 14/أبريل/2017 - 06:17 م
شيماء شعبان
طباعة
زوج يقيم دعوى نشوز على زوجته بعد سفرها للخارج، للحاق بابن عمها الذي تقيم معه علاقة غير شرعية، وأخرى ترفض إنذار الطاعة لزوج شاذ جنسيًا، وثالثة لجأت للخلع للخلاص من دعوى نشوز أقامها زوجها "زير النساء" بعد زواجه من خادمتها السنغالية.
العديد منا لا يعلم عن "بيت الطاعة" سوى الصورة التي كرستها الأفلام والمسلسلات التي صورته في هيئة البيت ذي المستوى المتدني والذي يتكون أثاثه من "حصير وقلة وسرير متهالك".
إذا سألت أحد عن بيت الطاعة استنكر وجوده ونحن في عصر التكنولوجيا وفي الألفية الثالثة، وهو لا يعلم أن واقع محكمة الأسرة أشبه بالمباراة بين الزوج والزوجة، والتي يكون فيها الخلع سلاح للزوجة في مقابل إنذار الطاعة للزوج، وتقف وراء ذلك العديد من القصص التي تعكس ما وصلت إليه الأسرة المصرية.
وصلت عدد دعاوى النشوز والطاعة خلال عام 2014 إلى 62 ألف دعوى وترتب عليها حرمان 22 ألف سيدة من حقهن في النفقة الشهرية، بسبب أنها ناشز، فيما بلغت دعاوى الخلع بالمحاكم 58 ألف دعوى بسبب رفض التحكمات من قبل الأزواج.
خلال جولة داخل محكمة الأسرة التي تعج بالمئات من المواطنين وتحوى آلاف القصص التي تعكس حالة التصدع داخل البيت المصري، وجدنا العديد من دعاوى النشوز وبيت الطاعة والتي يستخدمها بعض الأزواج كحيلة للهروب من النفقة وربما هربًا من مصير الخلع أو وسيلة لترويض وإعادة زوجاتهن بعد عصيانهن وتركهن لبيت الزوجية.
"طلبت الخلع فأصبحت ناشز"
فهذه قصة زوج يبلغ من العمر "42" عامًا ويعمل مهندس اتصالات قام بتوجيه إنذار بالطاعة ضد زوجته والتي تدعى "م.م" تبلغ من العمر "38" عامًا، تعمل محاسبة، بعد 9 سنوات من الزواج؛ بسبب سفرها دون علمه خارج البلاد، بحجة العمل بإحدى الشركات الخاصة والتي يملكها ابن عمها.
يكتشف الزوج بعد ذلك، أنها لم تسافر للعمل وأنها على علاقة غير شرعية بابن عمها وكان ذلك سبب سفرها معه، وقامت بعمل عقد عمل مزور بمساعدة ابن عمها للسفر خارج البلاد، مما حدا بالزوج إلى عمل إنذار طاعة تدهور إلى دعوى نشوز؛ بسبب عدم وصول إنذار الطاعة للزوجة لسفرها في الخارج وخروجها من مسكن الزوجية للعمل بدون إذن شرعي من الزوج.
قامت الزوجة بالرد على دعوى النشوز التي أقامها زوجها ضدها برفع دعوى طلاق للضرر، حولتها إلى دعوى خلع كحيلة منها للهروب من دعوى النشوز التي أقيمت ضدها.
وبالفعل حصلت على الخلع وكسب أيضًا الزوج دعوى النشوز ليصبح هو زوجًا مخلوع وهى زوجة ناشز.
رفضت طاعتها لتعدد علاقاته النسائية
حالة أخرى لدعوى نشوز أقامها الزوج ويدعى "ص.م" الذى يعمل بشركة استيراد وتصدير ويبلغ من العمر "49" عامًا أقيمت بعد زواج استمر 11 عامًا أقامها الزوج ضد زوجته وتدعى "ث. ش " بعد تركها منزل الزوجية بمنطقة الزمالك وفى حيلة من الزوج أرسل لها إنذار الطاعة إلى عنوان السكن القديم بمنطقة "الدقي" حتى لا يصل الإنذار إليها ويتحول إنذار الطاعة إلى دعوى نشوز.
تبين من الجلسات أن علاقات زوجها النسائية المتعددة السبب الذي حدا بالزوجة إلى ترك منزل الزوجية ثم طلب الطلاق، وأخيرًا إقامة دعوى خلع ضد زوجها حتى وصل الأمر به إلى الزواج من الخادمة السنغالية التي تعمل لديهما.
رفضت الطاعة بسبب شذوذ زوجها الجنسي
لم تكن الخيانة السبب الوحيد لدعاوى النشوز فأحيانًا يكون الشذوذ دافعًا رئيسيًا لطلب الانفصال وهو ما عكسته قصة الزوج ويدعى " أ. م" يبلغ من العمر 30 عامًا، ويعمل مأمور ضرائب ويقيم وزوجته بمنطقة "المعادي"، حيث قام بعمل إنذار طاعة ضد زوجته وتدعى " ر. أ " وتبلغ من العمر 25 عامًا ولديهم طفلا يبلغ عامًا بسبب تركها المنزل.
بالاستماع إلى أقوال الزوجة في الجلسات والتي أقامت اعتراض طاعة، كرد على إنذار الطاعة، تبين أن الزوج شاذ جنسيًا، وعلى علاقة غير شرعية بجارهما ويقوم بإفشاء أسرار الحياة الزوجية له.
اكتشفت الزوجة ذلك من خلال المكالمات الهاتفية بين زوجها وجارهما الذى كان أحد الشهود المتضامنين مع زوجها بالقضية.
لم يكن أمام الزوجة سوى طلب الانفصال؛ للخلاص من هذا الزوج الشاذ الذى لا تأتمنه على حياتها بعد أن أصبحت أسرارهما الزوجية مباحة للجميع.
"الإنذار الأمريكاني" حيلة محامي الزوج ضد الزوجة
في هذا السياق، قال أشرف أبو زيد المحامي بالنقض، إن دعوى النشوز تقام حال اكتشاف الزوج خروج الزوجة من منزل الزوجية بإرادتها دون علم الزوج ودون مقتضى لذلك، مشيرًا إلى أن الدعوى تبدأ بتوجيه إنذار طاعة وبسبب بطيء المحامي الموكل بالقضية في الإجراءات يتطور الأمر إلى دعوى نشوز؛ بسبب سقوط الإجراءات القانونية بحيلة من الزوج بقصد إسقاط أو ضياع حق الزوجة في إقامة دعوى اعتراض على إنذار الطاعة.
أوضح أبو زيد، أن بيت الطاعة يلزم الزوج بتوفير مسكن على نفس مستوى منزل الزوجية، منوها أن دعاوى النشوز تحرم الزوجة من الزواج مرة أخرى لمدة 5 سنوات، وتسقط حقها الشرعي، بالإضافة إلى سقوط نفقتها الخاصة وتحرمها من المؤخر وكل مستحقاتها المالية، ولكنها لا تحرم الأبناء من الحصول على النفقة الخاصة بهم.
وفيما يخص حيل المحامين لتحويل إنذار الطاعة إلى دعاوى نشوز قال محامى النقض أن للمحامين حيل كثيرة في هذا الصدد منها ما يسمى بـ " الإنذار الأمريكاني" ويكون ذلك بالاتفاق مع عامل البريد والمُحضر على عدم إرسال الدعوى إلى العنوان المطلوب لتفويت فرصة الـ 30 يوم على الزوجة وهى المهلة المحددة لاعتراض إنذار الطاعة، وإلا يتحول الإنذار إلى دعوى نشوز حيث يستخرج الزوج في هذه الحالة ما يفيد عدم اعتراض الزوجة على إنذار الطاعة، وبالتالي يصبح من حقه إقامة دعوى نشوز.
العديد منا لا يعلم عن "بيت الطاعة" سوى الصورة التي كرستها الأفلام والمسلسلات التي صورته في هيئة البيت ذي المستوى المتدني والذي يتكون أثاثه من "حصير وقلة وسرير متهالك".
إذا سألت أحد عن بيت الطاعة استنكر وجوده ونحن في عصر التكنولوجيا وفي الألفية الثالثة، وهو لا يعلم أن واقع محكمة الأسرة أشبه بالمباراة بين الزوج والزوجة، والتي يكون فيها الخلع سلاح للزوجة في مقابل إنذار الطاعة للزوج، وتقف وراء ذلك العديد من القصص التي تعكس ما وصلت إليه الأسرة المصرية.
وصلت عدد دعاوى النشوز والطاعة خلال عام 2014 إلى 62 ألف دعوى وترتب عليها حرمان 22 ألف سيدة من حقهن في النفقة الشهرية، بسبب أنها ناشز، فيما بلغت دعاوى الخلع بالمحاكم 58 ألف دعوى بسبب رفض التحكمات من قبل الأزواج.
خلال جولة داخل محكمة الأسرة التي تعج بالمئات من المواطنين وتحوى آلاف القصص التي تعكس حالة التصدع داخل البيت المصري، وجدنا العديد من دعاوى النشوز وبيت الطاعة والتي يستخدمها بعض الأزواج كحيلة للهروب من النفقة وربما هربًا من مصير الخلع أو وسيلة لترويض وإعادة زوجاتهن بعد عصيانهن وتركهن لبيت الزوجية.
"طلبت الخلع فأصبحت ناشز"
فهذه قصة زوج يبلغ من العمر "42" عامًا ويعمل مهندس اتصالات قام بتوجيه إنذار بالطاعة ضد زوجته والتي تدعى "م.م" تبلغ من العمر "38" عامًا، تعمل محاسبة، بعد 9 سنوات من الزواج؛ بسبب سفرها دون علمه خارج البلاد، بحجة العمل بإحدى الشركات الخاصة والتي يملكها ابن عمها.
يكتشف الزوج بعد ذلك، أنها لم تسافر للعمل وأنها على علاقة غير شرعية بابن عمها وكان ذلك سبب سفرها معه، وقامت بعمل عقد عمل مزور بمساعدة ابن عمها للسفر خارج البلاد، مما حدا بالزوج إلى عمل إنذار طاعة تدهور إلى دعوى نشوز؛ بسبب عدم وصول إنذار الطاعة للزوجة لسفرها في الخارج وخروجها من مسكن الزوجية للعمل بدون إذن شرعي من الزوج.
قامت الزوجة بالرد على دعوى النشوز التي أقامها زوجها ضدها برفع دعوى طلاق للضرر، حولتها إلى دعوى خلع كحيلة منها للهروب من دعوى النشوز التي أقيمت ضدها.
وبالفعل حصلت على الخلع وكسب أيضًا الزوج دعوى النشوز ليصبح هو زوجًا مخلوع وهى زوجة ناشز.
رفضت طاعتها لتعدد علاقاته النسائية
حالة أخرى لدعوى نشوز أقامها الزوج ويدعى "ص.م" الذى يعمل بشركة استيراد وتصدير ويبلغ من العمر "49" عامًا أقيمت بعد زواج استمر 11 عامًا أقامها الزوج ضد زوجته وتدعى "ث. ش " بعد تركها منزل الزوجية بمنطقة الزمالك وفى حيلة من الزوج أرسل لها إنذار الطاعة إلى عنوان السكن القديم بمنطقة "الدقي" حتى لا يصل الإنذار إليها ويتحول إنذار الطاعة إلى دعوى نشوز.
تبين من الجلسات أن علاقات زوجها النسائية المتعددة السبب الذي حدا بالزوجة إلى ترك منزل الزوجية ثم طلب الطلاق، وأخيرًا إقامة دعوى خلع ضد زوجها حتى وصل الأمر به إلى الزواج من الخادمة السنغالية التي تعمل لديهما.
رفضت الطاعة بسبب شذوذ زوجها الجنسي
لم تكن الخيانة السبب الوحيد لدعاوى النشوز فأحيانًا يكون الشذوذ دافعًا رئيسيًا لطلب الانفصال وهو ما عكسته قصة الزوج ويدعى " أ. م" يبلغ من العمر 30 عامًا، ويعمل مأمور ضرائب ويقيم وزوجته بمنطقة "المعادي"، حيث قام بعمل إنذار طاعة ضد زوجته وتدعى " ر. أ " وتبلغ من العمر 25 عامًا ولديهم طفلا يبلغ عامًا بسبب تركها المنزل.
بالاستماع إلى أقوال الزوجة في الجلسات والتي أقامت اعتراض طاعة، كرد على إنذار الطاعة، تبين أن الزوج شاذ جنسيًا، وعلى علاقة غير شرعية بجارهما ويقوم بإفشاء أسرار الحياة الزوجية له.
اكتشفت الزوجة ذلك من خلال المكالمات الهاتفية بين زوجها وجارهما الذى كان أحد الشهود المتضامنين مع زوجها بالقضية.
لم يكن أمام الزوجة سوى طلب الانفصال؛ للخلاص من هذا الزوج الشاذ الذى لا تأتمنه على حياتها بعد أن أصبحت أسرارهما الزوجية مباحة للجميع.
"الإنذار الأمريكاني" حيلة محامي الزوج ضد الزوجة
في هذا السياق، قال أشرف أبو زيد المحامي بالنقض، إن دعوى النشوز تقام حال اكتشاف الزوج خروج الزوجة من منزل الزوجية بإرادتها دون علم الزوج ودون مقتضى لذلك، مشيرًا إلى أن الدعوى تبدأ بتوجيه إنذار طاعة وبسبب بطيء المحامي الموكل بالقضية في الإجراءات يتطور الأمر إلى دعوى نشوز؛ بسبب سقوط الإجراءات القانونية بحيلة من الزوج بقصد إسقاط أو ضياع حق الزوجة في إقامة دعوى اعتراض على إنذار الطاعة.
أوضح أبو زيد، أن بيت الطاعة يلزم الزوج بتوفير مسكن على نفس مستوى منزل الزوجية، منوها أن دعاوى النشوز تحرم الزوجة من الزواج مرة أخرى لمدة 5 سنوات، وتسقط حقها الشرعي، بالإضافة إلى سقوط نفقتها الخاصة وتحرمها من المؤخر وكل مستحقاتها المالية، ولكنها لا تحرم الأبناء من الحصول على النفقة الخاصة بهم.
وفيما يخص حيل المحامين لتحويل إنذار الطاعة إلى دعاوى نشوز قال محامى النقض أن للمحامين حيل كثيرة في هذا الصدد منها ما يسمى بـ " الإنذار الأمريكاني" ويكون ذلك بالاتفاق مع عامل البريد والمُحضر على عدم إرسال الدعوى إلى العنوان المطلوب لتفويت فرصة الـ 30 يوم على الزوجة وهى المهلة المحددة لاعتراض إنذار الطاعة، وإلا يتحول الإنذار إلى دعوى نشوز حيث يستخرج الزوج في هذه الحالة ما يفيد عدم اعتراض الزوجة على إنذار الطاعة، وبالتالي يصبح من حقه إقامة دعوى نشوز.