زوج يرفع دعوى نشوز ضد زوجته لسبب غريب

الأحد 07/مايو/2017 - 04:54 ص

اسماء فايز

بدأت نوال التي لم تبلغ عقدها الرابع بعد، حكايتها أمام قاضي الخلع التي رفعتها ضد زوجها قائلة: "أرفض أن أطلق على أي سيدة لفظ أمي مهما كان مدى قربها لي، فالأم واحدة في العمر لن تخلق من تعوضها حتى لو كانت أم.. لا أعتقد أنى غريبة أو مختلفة، فمثلى الكثير، وما حدث معي أكد لي أني صائبة في قراري، خاصة عندما طلب زوجي أن أنادي والدته بماما، فرفضت ولم اندم يوما على قراري فكل تصرفاتها وكرهها لي وإصرارها على إحداث الوقيعة بيني وبين زوجي جعلني أصر على رأيي، وبدلا من أن يحترم زوجي قراري فوجئت بقيامه برفع دعوى نشوز ضدي"

كان ذلك أمام محكمة الأسرة بشبرا، التي تطالب فيها بالخلع من زوجها ردا على دعوى النشوذ الكيدية التي أقامها ضدها بسبب رفضها مناداتها أمه بكلمه "ماما".

بدأت الزوجة سرد قصتها قائلة أنهيت دراستي الجامعية منذ أكثر من عامين ولم يكن لدي وقت كي اعرف للحب طريق كنت اقنع نفسي دائما بأن أعيش كل مرحله على حده، وأني سأجد الحب يوما، وبالفعل فور تخرجي من ألجامعه التحقت بالعمل بإحدى الشركات، وهناك قابلت زوجي ولم ينتظر طويلا، وفى أحد الأيام طلب منى أن نتحدث خارج الشركة، لكنني رفضت وطلبت منه التحدث في أوقات الفراغ بالعمل ووافق على طلبي، ففوجئت به يطلب منى تحديد موعد مع أسرتي ليتقدم لي للزواج، زادت ضربات قلبي بشدة، وبالرغم من ذلك حاولت التماسك وطلبت منه فرصة للتفكير، وفور عودتي للمنزل أخبرت والدي بما حدث وطلب منى التفكير وعدم التسرع في الرد والتأكد من مشاعري، ولم يمض وقت طويل وحددت موعدا لمقابلة والدي.

وتستكمل نوال كانت هذه المرة الأولى التي أرى فيها والدته، وقتها شعرت بانقباض غريب بقلبي لم أجد له مبررا، وتم الاتفاق على عقد قراننا خلال عام من الخطوبة وبدأنا في تجهيز عش الزوجية وبعد ستة أشهر تم الزواج في حفل عائلي بسيط سافرت بعدها مع زوجي إلى إحدى المدن الساحلية لقضاء شهر عسل، وكانت أجمل أيام حياتي اعتقدت أن حياتي ستكون دائما هكذا خاصة أننا متفاهمان لدرجه كبيره، وفور عودتنا إلى منزلنا فوجئنا بحضور والده زوجي للاطمئنان على ابنها وفى المقابل أصر زوجي على أن تبيت والده معنا، فتقبلت الأمر وفى اليوم التالي سمعني زوجي وأنا أنادى على والدته بكلمه " طنت " فإذا يطالبني أن أقول لها "ماما"، فرفضت وأصرت على موقفي بالرغم من محاولته إجباري على ذلك.. شعرت بالحزن لأن الخلافات دبت بيننا وعرفت طريقها إلى بيتنا مبكرا، لا أدرى كيف علمت والدته بما حدث وبدلا من أن تهدئ الموقف زادته اشتعالا وبدأت تحرض زوجي ضدي، عشت عام في جحيم بسبب والدته واكتشفت أن زوجي على أتم الاستعداد أن يدمر حياته من أجل والدته، طوال عام كانت حماتي فيها الضيف الثقيل الذي يفرض نفسه في كل تفصيله في حياتنا، حتى الخروج يجب أن نستأذنها أو تصطحبها، وإذا حضر أهلي لزيارتي فلا تتركنا بمفردنا وأحيانا تطردهم بشكل غير صريح، فقررت التخلص منه لانني لا اطيق العيش معه أكثر من ذلك فقمت بتحرير دعوى خلع ضده، تركتني " نوال " وذهبت تتجول في طرقات المحكمة ودموعها تتساقط دون ان تشعر، وكأنها لا ترغب فى مغادرة المحكمة حتى تحصل على حكم الخلع من زوجها، بل حكم الخلع من حماتها.