الخاسرون دائمًا هم من يبحثون عن الحماية والحلفاء، ويستنجدون بأضعف وأشد المناصرين، حتى يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة، ولطالما شهدت السياسة الدولية أمثالًا كثيرة لهذه الحالات.. كانت قطر إحداها حينما أرادات أن تمول تنظيمات إرهابية، ولم تتوقع جزاءً.

"المواطن" تابعت الموقف القطري، وكيف كانت آراء الدول الأربعة المناوئة للإرهاب في السطور التالية.

أعلنت وكالة رويترز للأنباء في نبأ عاجل لها أمس، عن وصول الدفعة الخامسة من القوات التركية إلى الدوحة لحماية تميم.

وأصدر "الرباعى العربى" الدول الداعية لمكافحة الإرهاب المدعوم من قطر، وهى كلا من جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين بيانًا مشتركًا، ردًا على التحركات الأمريكية الأخيرة للوساطة بين دولة الإرهاب والفتنة قطر والدول الأربع.

وأكد "الرباعى العربى" على أن هذه الخطوة غير كافية، وأن الدول الأربع ستراقب عن كثب مدى جدية السلطات القطرية في مكافحتها لكل أشكال تمويل الإرهاب أو دعمه واحتضانه.

وثمنت الدول الأربع جهود الولايات المتحدة الأمريكية فى مكافحة الإرهاب وتمويله والشراكة المتينة الكاملة فى صيغتها النهائية المتجسدة فى القمة الإسلامية الأمريكية التى شكلت موقفاً دولياً صارماً لمواجهة التطرف والإرهاب أياً كان مصدره ومنشأه.

وأضافت الدول الأربع أن الإجراءات التى اتخذتها كانت لاستمرار وتنوع نشاطات السلطات القطرية فى دعم الإرهاب وتمويله واحتضان المتطرفين ونشرها خطاب الكراهية والتطرف وتدخلها فى الشؤون الداخلية للدول الأخرى وهى نشاطات يجب أن تتوقف بشكل كامل ونهائى تنفيذاً للمطالب العادلة والمشروعة.

كما أن السلطات القطرية دأبت على نقض كل الاتفاقات والالتزامات وآخرها كان اتفاق الرياض عام 2013 مما أدى إلى سحب السفراء وعدم إعادتهم إلا عقب توقيع السلطات القطرية على الاتفاق التكميلي عام 2014 واستمرارها فى التدخل والتحريض والتآمر واحتضان الارهابيين وتمويل العمليات الإرهابية ونشرها لخطاب الكراهية والتطرف مما لا يمكن معه الوثوق فى أى التزام يصدر عنها تبعاً لسياستها القائمة دون وضع ضوابط مراقبة صارمة تتحقق من جديتها فى العودة إلى المسار الطبيعى والصحيح.

وأشارت الدول الأربع إلى أنها ستستمر في إجراءاتها الحالية إلى أن تلتزم السلطات القطرية بتنفيذ المطالب العادلة الكاملة التى تضمن التصدي للإرهاب وتحقيق الاستقرار والأمن فى المنطقة.

كما قامت قطر في مرة سابقة وقبل 72 ساعة فقط من انتهاء المهلة العربية التى منحها الرباعى العربي "مصر والسعودية والإمارات والبحرين" لقطر للموافقة على المطالب العربية، والتى تتضمن وقف دعم المنظمات الإرهابية فى الشرق الأوسط وغلق القاعدة العسكرية التركية بالدوحة، التقى، وزير الدفاع القطري خالد العطية مع نظيره التركي فكرى أشيك بهدف زيادة القوات التركية بالدوحة.

وخلال تواجده فى أنقرة، استقوى العطية بحليف قطر فى دعم الإرهاب، حيث قال إن ما تتعرض له قطر من حملة مقاطعة هو بمثابة إعلان حرب دون دماء، مضيفًا أن إغلاق الحدود البرية والبحرية والجوية تضررت منه الماشية والإبل فى قطر.

وأكد أن الإسراع من الانتهاء من بناء القاعدة التركية بقطر ستحتل صدارة الاجتماعات التى يعقدها العطية، مع الرئيس رجب طيب أردوغان وأكد العطية أن قطر وتركيا ترتبطان بعلاقات تاريخية ومستمرة، وتأتى الزيارة فى إطار تعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين.

وبعدها بساعات قليلة وقبل أن تقلع طائرة "العطية" من مطار حمد بن خليفة أمس متوجهة للعاصمة أنقرة، أعلنت وسائل إعلام قطرية، عن وصول دفعة جديدة من القوات التركية إلى قاعدة العديد الجوية بالدوحة.

وترفع مصادر بالمعارضة التركية، النقاب عن إن وزير الدفاع القطرى سيطلب من "أردوغان" زيادة عدد القوات الموجودة إلى ما يقرب من 2000 جندى لحماية الأسرة الحاكمة فى الدوحة بتعليمات من أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثانى، بعدما كانت القوات الموجودة لا تتخطى 1000 جندى.

و تهديد بشكل واضح نابع من استقوائه بالوجود على الأراضى القطرية، أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو أن على دول الخليج إدراك أن تركيا دولة ليست عادية إذا ما أرادت استهداف القاعدة العسكرية فى الدوحة.

ويقول الوزير التركى إلى أن المطالبة بإغلاق القاعدة التركية فى قطر تعد قبل كل شىء انتهاكًا لسيادة دولة أخرى، كما أنها إهانة لسيادة دولتين هى قطر وتركيا.

وأكد جاويش أوغلو أن الاتفاقية الخاصة بالتعاون العسكرى مبرمة بين تركيا وقطر، ويجب على بقية الأطراف باحترامها، لأن هاتين الدولتين تتمتعان بالسيادة ويمكنهم الجلوس والتفاهم حول القضايا المختلفة.

وتابع جاويش ، أن تركيا تتقرب من منطلق الأخوة وتقترح التعاون لحل المشاكل، وتعتبر الدول الخليجية شقيقات لها، وستواصل موقفها هذا لحل الأزمة العالقة التي لا يمكن أن تعود بالفائدة على أحد".

وليست هذه المرة الأولى التى استقبلت الدوحة دفعات متتالية من جنود الأتراك، استعدادا للحرب مع جيرانها، لحماية عرش تميم بن حمد، أضف إلى ذلك إنشاء قاعدة عسكرية تركية، إرضاء لرغبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو ما دفعه إلى إرسال مزيدا من جنوده وبعض المساعدات الغذائية، وبررت قطر هذه العلاقة المشبوهة بوجود تعاون عسكري وتدريبات بين البلدين، وبحسب ما جاء علي لسان وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، أن وجود القوات التركية لمصلحة أمن المنطقة ليس أكثر من ذلك.

وقال خالد بن أحمد آل خليفة وزير خارجية البحرين، أن قطر تتحمل التصعيد العسكري بإحضار الجيوش الأجنبية إلى أرضها، رغم أن الخلاف مع الدوحة سياسي وأمني وليس عسكريا، مضيفا في تغريدة على «تويتر» أن تدخل بعض القوى الإقليمية في الأزمة مع قطر خاطئ، خصوصا بعد إقحام تركيا في المشكلة الأخيرة، مضيفا «تخطئ بعض القوى الإقليمية إن ظنت أن تدخلها سيحل المسألة، فمن مصلحة تلك القوى أن تحترم النظام الإقليمي».

كما اعتبر خبراء ومحللون سياسيون أن مسارعة تركيا بتقديم الدعم العسكري لقطر في أعقاب اندلاع الأزمة الخليجية حال دون غزو محتمل لقطر أو الإطاحة بأميرها من قبل دول الحصار.