رجل بسيط من وجهة نظر البعض صاحب مهنة شاقة للغاية، مهنة تفرض على ممتهنيها التعامل مع المخلفات العضوية والإحتكاك المباشر بمصادر التلوث بما يعرض حياتهم لمخاطر صحية جسيمة، وتعد من أهم المهن التي لا نستطيع الاستغناء عنها في مجتمعاتنا.

أبناء تلك المهنة استطاعوا النجاح في تأسيس أول نقابة مهنية لهم تضم 55 ألف عامل نظافة يدافعون من خلالها عن حقوقهم المشروعة وتعمل على تدعيمهم، خطوة بداية طيبة ولكن هناك الكثير لنقدمه لهم لنعترف لهم بالجميل ونعترف بأهمية ما يقدمونه لنا من خدمات.

عمل "عم سعيد شعبان" البالغ من العمر 48 عامًا، والمنزلق من محافظة الفيوم، كعامل نظافة بشركة أم العرب منذ أكثر من 8 سنوات لديه 3 أولاد ألحقهم جميعًا بالتعليم حتى وصلوا لمراحل تعليمية مختلفة، عبّر عن حزنه على الأوضاع التي آلت إليها مهنته قائلًا: "الناس اتغيرت سلوكها وبعدوا عن الدين وربنا، فمبقاش حد بيهتم بحد ولا يسأل عنه وعن أحواله غير زمان الواحد مكنش بينام زعلان أو بيبات من غير عشا".

وأضاف: "العيشة بقت صعبة للغاية ومحدش سائل فينا".. بنبرة حزن عميقة تفوه عم "سعيد" بهذه الكلمات معبرًا عن حالة هو وأقرانه من أبناء المهنة قائلًا: "باخد 1000 جنيه في الشهر وبساعد أختي زوجها توفى وبتربي عيالها وبضطر أصرف وأساعد باللى بقدر عليه".

وعن تفاصيل يومه: "بنزل من البيت الساعة 10 بالليل عشان شغلي بيبدأ الساعة 11، بشتغل طول اليوم لحد الساعة 7 الصبح، والشركة هي اللي بتختار مكان شغلنا وبتوزعنا على حسب المطلوب".

وأكمل: "مفيش تقدير لينا من أى حد حتى اللي بيرمي الحاجة على الأرض بكون واقف جنبه بالصندوق ويخليني نزل واوطي واجبها عشان ده شغلي ولازم أقوم بيه، انا مبعرفش أكتب أو أقرأ عشان كدا قدمت في الشرطة وقلت أى حاجة تجيب فلوس وخلاص بس بحب شغلي وسعيد بالعمل ده".

وعن مشاكل المهنة قال: "أيام الأجازات بناخدها على حسابنا الشخصي وبالخصم الإجباري، نفسي يبصوا لينا ولأحوالنا ده مترضيش ربنا وعايزين نأكل ولادنا".

ووجه رسالة للناس قائلًا: "طالب الستر من ربنا وياريت نحافظ على بلدنا ونبطل نرمي حاجة على الأرض ونعلم أولادنا النظافة لأن ده من الإيمان".