يرتبط حلم كل فتاة بالفستان الأبيض وفارس الأحلام الذي ترسمه في خيالها، حيث تنظر بعض البنات للفستان الأبيض بأنه هدف وغاية وضمير مستتر ورائه الرجل الذي يترتب عليه جميع أحلامها ويوجد بداخله حلول لجميع مشاكلها، بينما في السنوات الأخيرة مع زيادة انفتاح البنات على العالم الخارجي وعدم وجود فارق بين الرجل والمرأة تحول الفستان الأبيض بصفته الذكورية إلى سبب في سعادة المرأة واستقلالها بعيدًا عن عالم الرجال.

إسراء الهجان سفيرة التفاؤل.. المعروفة وسط أصدقائها بكتاباتها وفكرها المنفتح الهادف بـاسم "روح".. إسراء مثلها مثل آلاف الفتيات اللاتي يحلمن بمستقبل مهني وحياة عملية ناجحة ونشر الثقافة والوعي الإيجابي بين الناس، التي لا تقف أحلامها عند قطر الزواج وفتح بيت.

لم تكن إسراء بنت الإسماعيلية صاحبة الـ27 عامًا مشهورة على نطاق واسع لكنها تمكنت من كسب شعبية كبيرة بين أصدقائها وأهالي محافظتها، وفي محاولة منها لتشجيع ومكافأة نفسها دون الاعتماد على أحد، قررت ارتداء فستان زفاف والتجول به في شوارع الإسماعيلية وسط أصدقائها ومصورها لعمل أفضل فوتوسيشن لفتاة سنجل.

وبالطبع لم تسلم "العروس السنجل" من انتقادات الناس في الشوارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشر صورها بفستان الزفاف، ولاقت هجوم حاد على هذا التصرف المشين كما وصفه البعض في حين أنها لم تؤذي أحد بهذا القرار الذي قامت بتنفيذه بل اعتمدت على نفسها في إسعاد ذاتها وتشجيعها على العمل أكثر وأكثر.

وفي حوار خاص لـ"المواطن"، أكدت "إسراء الهجان" إن هدفها مما قامت به ليس الزواج كما اعتقد البعض ولا محاولة للفت النظر والشهرة والحصول على عريس باعتبارها عانس وفاتها قطر الزواج كما يعتقد البعض، موضحه أنها يتقدم لها الكثير من العرسان لكن هي التي ترفضهم ليس لشخصهم ولكن الزواج من وجهة نظرها ليس مجرد فستان ودبلة لكنه اختيار صحيح لشريك الحياة.

وأضافت أنه يوجد الكثير من البنات الذين تطلقوا قبل لبس الفستان الأبيض ودخولها بيتها، كما يوجد عائلات لا تستطيع تكفل مصاريف أولادها "وبيلعنوا الجواز" على حد قولها، مؤكده أن الجواز والعريس ليس هدفها الأسمى التي تسعى للوصول إليه حيث يوجد سيدات يتخطى عمرهم الـ40 عامًا ولم يتزوجوا لبعض لعدم وجود شريك الحياة المناسب، قائله "أنا مش عانس والجواز ده آخر همي المهم أحلامي".

كما اعترضت "إسراء" على الهجوم الحاد الذي تعرضت له على مواقع التواصل الاجتماعي والشتائم التي حصلت عليها، قائله "الناس اللي شتمتني دي انا عملتلهم ايه عشان يغلطوا فيا كده ويقولوا ألفاظ مينفعش تتقال، مفكروش في أهلي ليه.. والإعلاميين ليه بيهاجموني بدل ما يشوفوا أفكاري ومين أداهم الحق ياخدوا صوري اللي منزلاها على صفحتي الخاصة ويتكلموا عنها كده.. الناس دي أذتني نفسيًا وحولت اللي عملته من حاجة تديني قوة وشجاعة لأزمة نفسية".

وعن معارضيها، قالت إن والدتها عارضت الفكرة في البداية بسبب نظرة المجتمع وعاداته وإن الناس مش هتفهم اللي هتعمله، لكن أصدقائها ساندوها ووادلتها ساندتها بعد ذلك لأنها لا تفعل شيء يعيب إليها لكنها فعلت ذلك من أجل أن تفرح وتكافأ نفسها.

وعن أحلامها أكدت إسراء أن حلمها أن تكون وزيرة للتضامن الاجتماعي، موضحه أنها مذيعة راديو ولها العديد من الحلقات على اليوتيوب كما لها بعض المقالات تحت اسم "روح"، وأن لديها العديد من الأفكار التليفزيونية لكنها قوبلت بالرفض لأكثر من مرة من قبل القنوات الفضائية، قائله "مكنوش بيبصوا على أفكار البرامج ولا صوتي الكويس في الراديو ولا طموحاتي وبترفض عشان شكلي ويقولولي انتي تخينة".

وعن خططها المستقبلة أكد "إسراء" أنها تقيم الحفل اليوم بمسئوليتها وإدارتها، تعبر فيه عن تعب 3 شهور متواصلة ، قائله "عندي حفلة صارفة عليها كتير جدًا ومديونة وتعبانى فيها 3 شهور والناس مقدرتش ده ولا اتكلمت عليه واتكلمت على الجواز بس وقالوا عليا مريضة نفسية".

وفي نهاية حديثها وجهت إسراء رسالة للبنات، قائله "بقول لكل بنت متتجوزيش لمجرد الجواز اختاري صح اللي انتي عايزاه انا لسه صغيرة ومش فاتني قطر الجواز زي ما بيقولوا بالعكس انا مبسوطة جدًا ومعملتش حاجة عيب ولا غلط متخافوش"، مؤكده أنها ستنظم إيفنت قريبًا لكل البنات اللذين يتمنوا لبس الفستان الأبيض دون عريس وعايزين يفرحوا نفسهم، قائله "هننزل كلنا بفساتين طالما مش بنعمل حاجة عيب أو غلط".

كما وجهت رسالة للإعلام، قائله "بدل ما كنتوا تتكلموا عن أفكاري وبرامجي وكتاباتي اللي كل الناس معجبة بيها ليه عملتوا كده وخدتوها من منظور الجواز والشهرة.. انا مشهورة وبطلع في برامج مش محتاجة ده للشهرة".