تعرف على كيفية إيقاع الرجال للنصف الآخر في الحرام.. البداية بحضن.. والنهاية سكة السلامة
الخميس 19/أكتوبر/2017 - 07:02 ص
ندي محمد
طباعة
يظل الرجل في العلاقة يحوم حول الجسد، وسُلَم اللمسات الُمتدرج تصاعديًا، يراوغ و يستخدم الحيل الذكورية المشتركة حتى يصل إلى ما يُريد، وكأننا جميعا نحفظ ذات الكتاب، كتاب الكذب والتبرير الذي يقف صاحبه على عرش الحيل دومًا.
البداية.. "الدخول من بوابة الإحتضان"
التعانق أو "الحضن" كما يعرفونه بالنسبة للمرأة هو ممارسة قدسية لا تملك شيطنتها أو نسبتها للجنس، فهو دلالة علي الحب ومنها يدخل الرجال ويحاول إيقاعها بحجة الشوق ويظل يُردد كلمات " إنتي لو بتحبيني كنتي اشتقتي زيي"، يصيبها بفقدان اتزانها لفترة مؤقتة، داخل الفتاة تتصارع الأفكار حول تعفف تربت عليه، وأعراف اجتماعية ودينية لا تمنح الرخصة لها بلقاء الجسد بداعي الحب.
في هذه الأحيان يستخدم الرجل حيلة أشد مكرًا وأعظم أثرًا، وكأنه يبعث رسالة ضمنية غير منطوقة للتشكيك في أنوثتها، ووسمها (بالبرود) .. فيزيد داخلها أحيانًا مخافة الفقد، فتخشى أن يخلط بين تعففها وبين البرود فيظن أن ما ينتظره منها بعد الزواج لا يستحق البقاء!.
بل كثيرا ما توضع الفتاة تحت ضغط أعظم وهزة أعمق ، حين يكون هذا الرجل متدينًا، ظاهر التعفف،كثير الالتزام بالتقليد، بل ويفوقها علمًا وهُدى.
ولكن يحاول تسميم عقلها بالحجج الواهية وهي الظروف القاسية التي يمر بها الشباب، والتي لا تخول لهم الشروع في إنشاء أسرة ويردد " أنا لولا الظروف عمري ما كنت عملت كده، ولو كان بإيدي أكيد ما كنتش اتأخرت عن سكة الجواز !"، وغيرها من التقسيمات على ذات الوتر.
التعلل بالظروف، وسيلتنا الذكورية المستهلكة والمفضوحة بشدة، والعجيب أنها تفلح كل مرة، ذلك المرهم العجيب الذي يُبرأ ساحتنا ويُهدئ من روع الحمقاوات على الدوام،(الظروف)!، تتنوع ملامح الظروف التي يرفعها الرجل في إلتماسه البقاء المجاني، فما بين التزام عائلي، وما بين فقر وقلة حيلة، وما بين دراسة وانعدام فرص العمل، بل قد دخلت الظروف السياسية في البلاد ضمن الأسباب ببراعة.
وهنا نحن لا نقول بأن الظروف بحق لا تعاند أو لا تعيق الشباب عن جميل الإقتران، ولكننا نقول أن استخدام كارت الظروف بإفراط طمعا في تبرير (التفخيد) و(التواري) والحصول على مفتاح مكفول لبوابة الارتشاف المجاني من العلاقة حد الاستغلال هو أساس معظم مشكلات العلاقات، وبوابة الخديعة والخذلان الذي تشربه الفتاة في كل مرة طوعا وتظن أن علاقتها استثنائية ومتفردة !.
الخطوة الثانية
يبدأ الرجل بنسج خيوطه حولها كما العنكبوت فيحاول بترديد بعض الكلام الذي يجعلها تظنه بالفعل هو زوجها الحقيق مثل" أنا من حقي أشوفك واعبر عن حبي، انتي تقريبا "مراتي" وعمري ما حسيبك"، والوقت اللي فاضل تحصيل حاصل !، قد تختلف السيناريوهات وتتنوع الإضافات والجوهر مشترك.
تفاحة الوعود التي تقضمها الأميرة الحالمة وكل السموم تسري داخلها، فكل فتاة في بلادنا تحمل حفنة لا بأس بها من انعدام الأمان وخوف والهجر والفقد، وتحتاج أية ضمانات للطمأنة والتسكين، لذا فإن سكرة الخوف قد تعمينا عن ضبابية الطمأنة المنطوقة الفارغة من الحقيقة.
كل وعد بالبقاء الأبدي، وكل إعلان بالهوى، يدخل على قلبها المرتجف ويداعبه ويربط عليه فيهدأ ويسقط دفاعاته ويزيح أسواره الأمنية، بل ويخرس صوت العقل والمنطق، واحتمال الفراق و هو يبدأ بقوله " أنا عارف إنك عمرك ما كنتي حتعملي كده غير ، وما تخافيش نظرتي ليكي ما تغيرتش، ولا أخلاقك أبدا محل شك جوايا"، وغيرها من التعديلات على النص الأصلي في كتاب الذكورة.
وتلك هي الكذبة الأعظم في بلداننا ..
فالرجل قد تم تنشئته على حماقة قد صارت وكأنها "سوفت وير" مشترك، ربما لا نعلنه ولكن يقل بشدة من لا يؤمن به، وهو التوجس والتخوف ممن منحتك الجسد أو بضعة منه مجانًا، التشكك فيما بقى من العمر فيمن أسقطت الوازع التربوي والديني لأجلك، يظل الرجل يحوم حول الجسد ويبرر ويتعلل ويمضي الساعات في الإقناع، بل يتضايق ويغضب ويخاصم ويصيبه إحباط ويتهمها بالرفض إن لم تقبل.
حتى إذا قبلت، حينها يبدأ تشكك داخلي في أخلاقها و أهليتها لصون حرمه المستقبلي، تهتز صورتها داخله بفعل تلك المؤثرات الاجتماعية حتى وإن أقسم لها على غير ذلك.
ثم بعد بعض الوقت تبدأ العلاقة تتمحور حول الجسد، فكل مكالمة مسائية، يرق فيها صوته، ثم ينعطف على أزقة الجنس الهاتفي، وكل محادثة (شات) ينتظر فيها صورة جديدة، وكل لقاء حي تستكشف فيه أنامله مساحات أخرى.
والفتاة تقبع في الانتظار، لتحسن الظروف والوقت المناسب، تتعالى داخلها مشاعر الذنب والخزي، وأحاسيس العار، تتأرجح علاقتها بالله، صورتها عن ذاتها، وتحتلها مخاوف أعمق وأكثر تجذرًا، تخدرها بوعوده أو تغطيها بمزيد من اللذة الممنوعة التي تتصاعد بالتدريج!.
العجيب كل العجب، أنه أحيانا هنا، وهنا بالذات، يرحل، فقد انتهت المطاردة، وفقدت العلاقة المراهقة والاعتمادية جوهر أغراضها المستورة، يتعلل، ويبر، ويتصيد أحيانًا.
وهنا يكتشف الرجل أن الظروف أقوى منه، وأنه لايريد ظلمًا للفتاة، كما أنه يكتشف جُرم الذنب الذي اقترفه، ولكن بمنتهي الصراحة في القاموس الذكوري كل متاح مزهود، وكل ممنوع مشتهى، والحب لديه مقرون بالمطاردة، والمباح بدءا لا يغريه بالتناول، والرجل لا يغريه الأمر ليدفع كلفة شيء قد حصل عليه مجانًا، وكل رجل إلا فيما ندر، يهرب من الالتزام بكافة المبررات، ولكنه لا يتورع أبدًا في طلب علاقة مجانية، أو لذة بعد المطاردة بلا ثمن.
وتخرج الأنثى من العلاقة لا تحمل فقد جرح ، وإنما حزمة ضخمة من المشاعر السلبية تجاه الذات، وجرعة مركزة من الأسرار، وأحاسيس الذنب.
بل ربما حتى شعورها بالاستناد على الله والروحانية قبل العلاقة، لم يعد فعالًا فقد صنعت تلك المخالفة لاعتقادها حاجزًا نفسيا مع سندهًا القديم.
حينها تصبح الوحدة والوحشة والغربة أشد وأعظم، ولا شيء سوى تذوق مرارة التمزق، بين اللهفة وبين الوجع، بين الشوق وبين الحسرة.