الاضطراب الاكتئابي وعلاقته بالأسرة والجينات
الإثنين 01/يناير/2018 - 08:52 م
ندى محمد
طباعة
الاكتئاب ليس ضعفا أو شيئا سهل التخلص منه، ويعرف بأنه الاضطراب الاكتئابي الحاد أو الاكتئاب السّريري (الإكلينيكي - Clinical depression)، فهو مرض يصيب النفس والجسم، يؤثر الاكتئاب على طريقة التفكير والتصرف ومن شأنه أن يؤدي إلى العديد من المشاكل العاطفية والجسمانية، وقد ربط الباحثون وللمرة الأولى بين البيئة التي ينشأ فيها المرء وجيناته الوراثية من ناحية ومخاطر إصابته بالاكتئاب الشديد من ناحية أخرى.
عادة، لا يستطيع الأشخاص المصابون بمرض الاكتئاب الاستمرار بممارسة حياتهم اليومية كالمعتاد، إذ إن الاكتئاب يسبب لهم شعورا بانعدام أية رغبة في الحياة، تجدر الإشارة إلى أن الاكتئاب يعد أحد أكثر الأمراض المنتشرة في العالم، وعكف الباحثون على دراسة تشخيص الإصابة بالاكتئاب بين أكثر من 2.2 مليون شخص في السويد وآبائهم وأمهاتهم وتوصلوا إلى أن العوامل الوراثية والبيئة الأسرية تلعبان نفس الدور في مخاطر "انتقال" المرض من الوالدين إلى الأبناء.
ويراود الإنسان في اليوم الواحد أكثر من إحساس منها ما هو إيجابي، ومنها ما هو سلبي، ولكن في حالات معيّنة قد يدوم الشّعور بإحساس معيّن وعلى الأغلب يكون إحساساً سلبيّاً مثل الاكتئاب. و الإكتئاب يختلف كثيراً عن الحزن؛ فالحزن عبارة عن شعور طبيعيّ يعاني منه أيّ شخصٍ في حياته، أمّا الاكتئاب؛ فهو حالة نفسية تؤثّر سلباً في أنشطة الإنسان اليوميّة، ذالك كتب الباحثون في دورية جاما للطب النفسي أن النتائج التي اعتمدت على المقارنة بين أبناء بالتبني وآخرين بيولوجيين من أسر سليمة وأخرى محطمة، تتعارض مع نتائج سابقة كثيرة لدراسات ثنائية خلصت إلى أن الاستعداد الجيني يلعب الدور الأكبر في توارث الاكتئاب.
وقال الدكتور كينيث كندلر، وهو أستاذ الطب النفسي وعلم الوراثة البشرية والجزيئية بجامعة فرجينيا كومنولث في ريتشموند وقائد فريق البحث، إن "أحجام عينات "معدي الدراسات الأخرى" كانت ضئيلة جدا ولم تكن دائما نموذجية" موضيفاً في رسالة بالبريد الإلكتروني "دراسات التبني ربما تكون أقوى طريقة متاحة لفهم آلية الانتقال من الوالدين للنسل.. من أهم ما يميز هذه الدراسة هو تكرار نتائج الآباء بالتبني والبيولوجيين مع نتائج الآباء المتوفين أو أزواج الأمهات وزوجات الآباء. إن هذا يزيد ثقتنا في تلك النتائج بدرجة كبيرة".
وقد أفادت تقارير للمعهد القومي للصحة النفسية بالولايات المتحدة في 2015 بأن حوالي 7 بالمئة من إجمالي البالغين في الولايات المتحدة، أي ما يعادل حوالي 16.1 مليون فرد ممن لا تقل أعمارهم عن 18 عاما، عانى من حلقة واحدة على الأقل من الاكتئاب الشديد العام الماضي. ويرتبط هذا الاضطراب_النفسي بمشكلات كبيرة في العمل أو الدراسة أو الصحة وتعاطي المخدرات وزيادة خطر الانتحار.
حيث أكدت جوان لوبي الأستاذة في كلية الطب بجامعة واشنطن في مدينة سانت لويس ولم تشارك في البحث "إذا كان لديك استعداد وراثي للإصابة بالاكتئاب فربما يتعين عليك تعزيز عوامل ما في بيئة تربية الأطفال لحمايتهم من انتقال الاكتئاب. أرى شخصيا أن للأمر علاقة بمساعدة الأطفال على النمو عاطفيا. يجب أن يتعلموا اختبار ومعالجة وتنظيم مشاعرهم بدلا من دفنها في الرمال".