نشأت خميس.. حكاية مديرة أنقذت مدرسة سيدي سالم من الانهيار فكرمها الأمناء برحلة عمرة
السبت 03/فبراير/2018 - 11:01 ص
عبده أحمد عطا
طباعة
عندما تبحث عن التفاني في العمل والإخلاص، تجده في سيدة لم تتجاوز عقدها الخامس، حملت على عاتقها هم التعليم فنهضت به، وأصبحت مدرستها هي النموذج الأوحد في محافظة تعج بالكثير من المدارس.
نشأت خميس مدير مدرسة سيدي سالم التجارية بنات بمحافظة كفر الشيخ، تم مكافأتها برحلة عمرة من إدارة أمناء المدارس التابعة لها، لترد علي هذا التكريم بقولها "الجزاء من جنس العمل".
"أنا بروح المدرسة من الساعة السابعة، وأروح الساعة الرابعة"..كانت هذه هي الكلمات الأولي التي تحدثت بها نشأت خميس إلى "بوابة المواطن الإخبارية"، مؤكده من خلالها على أن الانضباط في أي شىء هو بداية النجاح والتفوق "المدرسين لازم يحضروا قبل مني، علشان نحط الخطة اليومية للعمل".
قبل تسعة أعوام، كانت تعم مدرسة سيدي سالم التي تديرها خميس اليوم، الفوضى، إلا أنه بعد أن تسلمتها عام 2009 استطاعت أن تعيد هيكلة بناءها، بدأ من الطالب و حتي المدرس، فبدأت أن تكسر كافة القواعد الروتينية" المدرس ده مش شغال فى شركة، يجي يمضي ويمشي، دا عليه مسؤولية كبيرة لازم يقوم بيها على أكمل وجه".
وعن أول إجراء قامت باتخاذه بعد أن تسلمت المدرسة قالت نشأت" قمت بتوحيد الزي المدرسي بين الطلاب، وشددت على عدم الحضور إلي المدرسة بدون الزى"، مفسره ذلك بقولها" لازم يتم تهيئة الطالب أولا نفسيًا، وشكليًا، لكي يستوعب يعني إيه تعليم".
كانت تسلمت "خميس" مدرستها وبها معمل واحد فقط يتناوب عليه كافة مدارس مركز سيدي سالم ليقوموا بإجراء الاختبارات به، الآن وبعد مرور تسعة أعوام على إدارتها، استطاعت أن تقيم سبعة معامل لتحوز مدرستها بعد هذه الطفرة الصارخة، على لقب المدرسة النموذجية، ولم تقتصر المعامل فقط على تعليم الطلاب بل تخطي عمله لتقوم بتهيئة المدرسين أيضا "المعامل مش مقتصرة فقط على تعليم الطلاب، لكن المدرسين أيضا بيتم تعليمهم فيها".
وتواصل "نشأت خميس" حديثها لبوابة المواطن الإخبارية قائله" قمت بإنشاء فصول تقوية للطلبة مجاني، وأطلقت عليه أسم فصول المتفوقات"، موضحة أن هذا الأمر كان حافز للطلبة على إقبالهم على التعليم، فضلا عن رفع مستواهم العلمي".
تتباهي "خميس" بمدرستها التي تحصد المركز الأول كل عام على مستوي الجمهورية قائله" أنا لحد دلوقت خرج من عندي 18 طالبة أوائل جمهورية"، مؤكده على أن السر فى ذلك هو استعادتها لدور المدرسة الحقيقي، من خلال عودة روح المدرسة القديمة التي تفرض على الطالب التعليم، دون أخذ رأيه في ذلك، على حد قولها.
من الحين للآخر تستعين "نشأت"، ببعض أساتذة الموسيقي والفنون المسرحية، حتي يحظي الطالب على قسط كبير من الترويح على النفس، فضلاً عن تعليمها للفتيات التي ترغب فى ذلك" الفتيات إلا عايزه تتعلم الموسيقي أو الفنون المسرحية، بنعلمها"، مشيره إلى أن هذا الأمر يعمل على جذب الطالبات إلى المدرسة، ويلقى استحسان منهم.
وختمت نشأت حديثها لـ "بوابة المواطن الإخبارية"، قائله " لو أي حد عايز ينجح لازم يبدأ بنفسه أولا"، مشيره إلى أنها بدأت بنفسها وكان جزائها أن الله كافأها قبل عباده برحلة عمرة إلى بيته الحرام.