حياتنا الزوجية تواجهها العديد من المصاعب والمشكلات، والتي تختلف وتزداد باختلاف الظروف والمواقف والأحداث، ولأننا نؤمن أن لكل مشكلة بالحياة حل.. أتساءل لماذا لا تحل العديد من المشكلات، والأمر يبدو أن هناك العديد من المشكلات المريضة والتي تحتاج الي علاج قبل البحث عن الحل، فإذا لم تعالج لم يكن أبدا لها حل.

أرسلت قارئة "المواطن" على صفحتها على "فيسبوك" بعنوان "زوجي غير طبيعي" طلبا للمشورة، وجاءت كالتالي:

"كنت مترددة جدا اني أبعت رسالتي بس حقيقي أنا محتاجة حل، انا دكتورة عندي 29 سنة متجوزة تقريبا من سنة ونص من مهندس مدني اكبر مني بسنتين، قصة جواز تقليدية عادية جدا، بعد ما خلصت جامعة كان بيتقدملي ناس كتير ودايما كنت برفض بحجة اني ممكن الاقي فرصة احسن خصوصا كوني دكتورة واتخطبت مرة وماحصلش نصيب، بعدها بفترة قل عدد الناس اللي بيتقدم وبحكم القيل والقال كنت عايزة اتجوز زيي زي بنات كتير حواليا، واتقدملي جوزي كان مناسب كونه مهندس رغم ان وضعه الاجتماعي كان اقل مننا شوية".
"مش هقولك اني كنت مرتاحة بصراحة بس عادي قولت زي اي بنت كل حاجة بعد الجواز هتتغير، كنت دايما بحس اني بحاول افرح نفسي عشان افرح، واتجوزنا واللي اكتشفته بعد الجواز كان صدمة عمري، بعد الفرح بأيام كان موبايله مفتوح بالصدفة مش عارفه اذا كنت قاصدة ادور فيه ولا كان عادي، المهم من ضمن الرسايل لقيت صورتي واتفجأت انها مبعوتة لبنت المفروض انه بيكلمها وعايز يرتبط بيها وبيحكلها ان انا كنت خطبته وسابني، وبيوريها صورتي والمحادثة كان تاريخها امس اليوم ده، انا ثورت واتجننت ووجهته من غير اي تفكير، ازاي ممكن يبعت صورة لمراته بالسهولة دي لاي حد وازاي بيعمل كده بعد فرحنا بس بأيام".


وتابعت القارئة "طبعا مالقاش كلام يقوله وقال اعتذارات كتير اوي، وان الكلام ده قديم وهينتهي فورا وانها اول غلطة ومافيش داعي نكبرها وحياتنا تتلغبط، وبعد اعتذارات كتير عديت الموضوع بس كان جوايا ألف شك من ناحيته، عدت شهور وابتدي يعمل "باس وورد" لكل حاجة موبايله، والاب توب وكان دايما بيكنسل علي مكالمات كثير ومش بيرد ولما كنت بسأله يقولي عادي صحابي ومش عايز ارد، بعدها بـ3شهور كانت صدمة عمري الكبري وصلت ليه علي صفحتي علي الفيس بوك رسايل من صفحة مش معروفة ولما فتحتها لقيت فيديوهات اباحية تماما له مع رسايل تهديد من الشخص انه عليه فلوس!".

"اتجمدت مكاني لدرجة اني ما اقدرتش اشوف فيها ايه بالظبط من صعوباتها وسبت البيت وروحت لاهلي، كدبت علي اهلي طبعا وقولت مشكلة علي مصروف البيت، ومرت ايام وجالي واتوسل بكل كلام الدنيا تقريبا وحاول يقنعني ان الحاجات دي قديمة وانها فترة الشباب الطايشة اللي عدت، وان صحابه حبوا ينتقموا منه ويعملوا مقلب عشان ماعدش بيكلمهم، وبرضه عشان القيل والقال ماينفعش اطلق واسيبه بعد 3 شهور".

"رجعت.. عدت 3 شهور واتأخر موضوع الانجاب، وطلبت منه زيارة الدكتور وكان دايما بيتهرب، روحت لوحدي والدكتور طمني وقالي محتاج تحليل للزوج، كنت بسعي جدا في موضوع الانجاب يمكن وجود طفل يغيره ويخليه احسن، وحاجة كمان تفرحني وتشغلني عن الواقع المرير، وبعدها بكام يوم روحت من الشغل بدري وفتحت باب الشقة سمعت صوته بيتكلم مع حد دخلت من غير مايشوفني لقيته فاتح كاميرا الموبيل وبيتكلم مع بنت كلام اباحي جدا وهو عاري تماما!".

"اهلي عرفوا المرة دي بس برده مش كل التفاصيل، ولما اتكلموا معاه قال نفس الكلام اللي قاله ليه اول مرة ولان اهلي مايعرفوش اللي فات ويعرفوا انها مجرد بنت بيكلمها، حاولوا يهدوني ورجعت تاني للاسف، والحياة بنا بقت تقريبا شبه معدومة، كل اللي بسعي ليه وجود طفل يغير حاجة، انا عارفة انه مريض ومش طبيعي بس أعمل ايه؟"


محررة الصفحة:
"كش ملك" عزيزتي القارئة، تذكرت وأنا اقرأ مشكلتك لعبة الشطرنج حينما يقول أحد اللاعبين "كش ملك" لقتل الملك وإخراجه معلنا انتهاء اللعبة ولازال اللاعب الأخر ينتظر معاندا غير قابل للخسارة بحثا عن اي مخرج أخر وهو يعلم انه لم يعد هناك مخرج، في بداية حكايتكِ اراكِ كل ما كنتِ تهتمين به ان تأني بعيدا عن "القيل والقال"، ليس هناك عيبا مطلقا ان تريد الفتاة الزواج والاستقرار والبحث عن تأثيث بيت وعائلة، ولكن العيب تماما في ان لا يزيد العلم والثقافة علينا شيئا، كنتِ ترفضين من البداية أشخاصا بحثا عن فرصة أفضل، وكونكِ دكتورة كنت أتمني ان تقولي بحثا عن شخصا أفضل".

"كان من المفترض ان يغير علمكِ رؤيتك للأشياء، وان يمزق عباءة العادات والتقاليد التي تسجن بداخلها كل فتاة شرقية مثلكِ تعلمت انها لابد ان تتزوج قبل ان يفوت العمر ويمضي القطار، وليس من المهم تتزوج ممن، والي اين ستكون جهه القطار؟".

"ذكرتي خلال فترة الخطوبة انكِ لم تشعري بارتياح ورغم ذلك اكملتِ الطريق غير مبالية بشيء، ولم تحاولي ان تعرفي المزيد عن ذلك الشخص المفترض ان تكون حياتكِ القادمة بأكملها معه، الزواج ليس مرهون بوقت معين ولا كلام الناس، الزواج مرهون بعقل معه اكتمل وقلب معه اطمئن".

"مشكلتكِ الحقيقية الآن انكِ مازلتِ تواصلين الخطأ بخطأ أكبر وتتمادي وكأنكِ لازلتِ لا تري حقيقة الأشياء بعد، أي إنجاب هذا الذي تبحثين عنه وممن، عذرا سيدتي ماذا سيعطي مثل هذا الأب لأبنائه؟ ما القيم التي سوف يزرعها بداخلهم؟ ماذا سيعلمهم وكيف سيوجههم؟ وجود روح جديدة بحياتكِ ليس مرهونا للتغيير ولا لتسلية حياتكِ بعيدا عن الواقع المرير، وجود طفلا مرهونا ببقاء بيت مستقر وأب وأم سويين، واستمحيكِ عذرا كيف يمكن ان ينبت زرع مزهر قويم من جذور عفنة لا أساس لها؟

"نصيحتي لكِ سيدتي: زوجكِ مريض ومرضه مزمن ليس بسيط يحتاج الي علاج نفسي وجسدي وفكري أيضا، وان كنت دوما اجد حلا لكل مكلة غير الفراق الا انني ادعوكِ له واليوم قبل غدا، ولا تخشي الطلاق والقيل والقال كما فعلتِ سابقا، تلك الحياة منهارة بالفعل انقذِ ما تبقي من عمركِ قبل ان تأخذ منكِ تلك الحياة المزيد، وحتما عدم انجابكِ الي الان رفقا بكِ من رب العالمين، "كش ملك" عزيزتي فلا تبحثين عن ورود في مستنقع من طين، فلا يوجد مخرج من طريق معتم وأخره مسدود".